طلبت السلطات اليمنية رسمياً من المبعوث الأممي الخاص باليمن جمال بن عمر والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، تأجيل زيارتهما إلى صنعاء حتى الأسبوع المقبل، بسبب غياب نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، في الولاياتالمتحدة للعلاج، تزامناً مع تأكيد الاتحاد الأوروبي ان على الرئيس اليمني يجب أن يستجيب لتطلعات شعبه، لأن «زمن الوعود قد ولى»، فيما تجددت الاشتباكات بين معارضي صالح والموالين له في حي الحصبة وحي صوفان بالعاصمة، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، تزامناً مع تصاعدت مظاهر التحفز المسلح في معظم صنعاء. وقال مصدر حكومي رفيع ل«البيان»: طلبنا رسمياً تأجيل زيارة ابن عمر إلى اليمن والتي كانت مقررة، اول من امس، بغرض متابعة تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الخاص بنقل السلطة من الرئيس صالح الى نائبه، بسبب سفر النائب الى الولاياتالمتحدة للعلاج، على ان يعود الى البلاد نهاية الاسبوع الجاري. وبحسب المصدر، فإن الخارجية اليمنية ابلغت هذا الامر ايضاً الى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، وبررت هذا الطلب بغياب قادة المعارضة في الخارج ضمن جولة في عدد من العواصم العربية، لشرح وجهة نظر المعارضة لهذه العواصم، ومطالبتها بممارسة المزيد من الضغوط على النظام من اجل تنفيذ المبادرة الخليجية. وفيما واصلت الدول الغربية ضغوطها على قادة المعارضة للعودة الى صنعاء سريعاً لاستكمال الترتيبات الخاصة بالتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. قال سفير الاتحاد الاوربي ميكلي دورسو في صنعاء، ان على الرئيس اليمني ان يستجيب لتطلعات شعبة لأن زمن الوعود قد ولى. واضاف دوروسو إن «المجتمع الدولي ليس أعمى تجاه ما يجري في اليمن ومجلس الأمن الدولي سيستمر في متابعة قضية اليمن حتى انفراجها وان زيارة مبعوث الأممالمتحدة تهدف الى اعداد تقرير سياسي لمجلس الامن الدولي عن مدى التزام كافة الأطراف بتنفيذ القرار الخاص بنقل السلطة». وهدد أي طرف يعيق تنفيذ هذه الخطة بتحمل المسئولية امام المجتمع الدولي وقال إن «24 مليون مواطن يمني لا يمكنهم الانتظار اكثر من هذا». مظاهر مسلحة ميدانياً، قالت المعارضة اليمنية، امس، ان شخصين على الاقل قتلا في اشتباكات بين القوات الموالية للرئيس صالح ومسلحين من اتباع الزعيم القبلي صادق الاحمر، في المنطقة الشمالية من العاصمة صنعاء. ومع تجدد الاشتباكات بين الطرفين، قال مصدر في المعارضة ل«البيان»، إن الرجلين قتلا في هجمات استهدفت مواقع لأتباع الشيخ الأحمر في حي الحصبة وحي صوفان. واضاف أن قوات كبيرة من الامن المركزي بدأت باقتحام حي الحصبة الذي يوجد فيه منزل الاحمر، ومقاتلوه، ونتوقع ان تكون هناك أعداد كبيرة من الضحايا في هذه المواجهات. كما تصاعدت مظاهر التحفز المسلح في معظم أنحاء العاصمة اليمنية عقب نفاد المهلة المحددة من صالح للمعارضة والمحددة بثلاثة أيام، لبدء حوار سياسي مع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم للاتفاق على تنفيذ المبادرة الخليجية. مسيرات للمعارضة على صعيد متصل، خرجت مسيرات عدة في مختلف المدن اليمنية رفعت شعارات تطالب بإنهاء حكم الرئيس صالح ومحاكمته، وسط انتشار لقوات الأمن ومسلحين بلباس مدني. حيث سار عشرات الآلاف في صنعاء في تظاهرة وصلت الى خط التماس مع القوات الموالية للرئيس دون أن يعترضهم المسلحون والقوات الموالية لصالحو التي كانت منتشرة على طول الطريق وعلى مداخل الشوارع الفرعية. وخرجت مسيرات أخرى في ذمار وشبوة ترفع مطالب شبيهة، وتؤكد استمرار الثورة السلمية ضد نظام صالح حتى إسقاطه. كما خرجت مسيرة مماثلة في محافظة شارك فيها الآلاف، حيث انطلقت من مخيم ائتلاف الثورة، وردد المشاركون فيها شعارات تطالب بمحاكمة صالح. وقال بيان صدر عن المسيرة ان نظام صالح «يقرع طبول الحرب» من خلال الاستمرار في قصف الأحياء السكنية بصنعاء وتعز، مطالباً المجتمع الدولي بموقف حازم تجاه تلك التصرفات. اختطاف يمنيات كشفت منظمة حقوقية، أمس، عن حالات اختطاف طالت عدداً من اليمنيات على اثر مشاركتهن في تظاهرة تطالب بتنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأسرته عن حكم اليمن المستمر منذ 1978. وقالت منظمة «هو» المعنية بالدفاع عن الحقوق والحريات في بيان صحافي، إنه لا يزال مصير أكثر من 8 شابات ممن شاركن في تظاهرة يوم 18 أكتوبر الماضي مجهولاً، بينما توافرت معلومات عن مكان إحداهن، حيث تتلقى العلاج بسبب إصابتها برصاص أطلق عليها أثناء مقاومتها خاطفين ممن يعرفون ب«البلطجية». فلتان أمني حذر مسؤول يمني من مخاطر الفلتان الأمني الحاصل في عدن، كبرى مدن الجنوب، وطالب بتحقيق حول تفجيرات متعددة أدت إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين والعسكريين خلال أسبوع واحد. ونقل عن مدير عام مديرية صيرة في عدن خالد عقبة قوله: «نحمل الأجهزة الأمنية في محافظة عدن المسؤولية إزاء الفلتان الأمني الذي تشهده المحافظة». وأضاف أن «ظاهرة التفجيرات في عدن تعد خطيرة جداً في المحافظة المعروفة بالأمن والاستقرار والسكينة العامة، نتيجة الثقافة التي اكتسبها أبناء عدن على مر العقود». البيان الإماراتية