قالت مصادر عسكرية مطلعة إن مجموعة طائرات جرى نقلها مع طيارين من قاعدة الديلمي الجوية في العاصمة اليمنية صنعاء إلى مطار محافظة تعز جنوبي البلاد بغرض استخدام المطار في القيام بتنفيذ طلعات جوية لقصف مناطق وقرى أرحب ونهم وذلك خشية استهداف مسلحي القبائل لمطار صنعاء، في وقت وصلت فيه ثلاث طائرات حربية جديدة إلى قاعدة الديلمي تعاقد عليها النظام في وقت سابق . على صعيد آخر تم العثور على جثة شخص موثقة بالحبال وموضوعة في أكياس من البلاستيك غرب مدينة تعز، وقالت مصادر محلية إن الجثة التي تم العثور عليها كانت مرمية في سائلة وادي القاضي وقد وجدت داخل أكياس بلاستيكية، فيما لم يتم التعرف إلى صاحبها، كما لم تقدم الأجهزة الأمنية أية تفاصيل عن أسباب مقتله . وشيعت محافظة تعز جنازة جميل السبئي، أحد ضحايا الثورة السلمية، الذي قتل جراء استهداف وقصف القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح مقر حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض في منطقة الحصب مطلع الأسبوع الجاري . وكانت أحياء سكنية في مدينة تعز قد تعرضت فجر أمس إلى هجوم من قبل القوات الموالية لصالح من عدة ثكنات عسكرية . ومن جهة أخرى لم يخيب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح توقعات المراقبين الذين شككوا في قبوله بالتوقيع على المبادرة الخليجية، وأدخل مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر في دائرة اللايقين، بعدما أعلن الأخير أن الأطراف السياسية في البلاد، بمن فيها الرئيس صالح، اتفقت على كل التفاصيل وتتأهب للتوقيع على المبادرة وآليتها التنفيذية، الذي كان مقرراً أمس الثلاثاء، واتجه إلى التصعيد العسكري مع رجال القبائل في نهم وأرحب، شمالي العاصمة صنعاء . وأصاب صالح الوسطاء الدوليين بخيبة أمل، بخاصة أن مراسم التوقيع على المبادرة حدد لها يوم أمس، فيما أكد قادة حزب المؤتمر الشعبي الحاكم أن صالح قد يوقع على المبادرة إذا لم يتراجع نائبه عبدربه منصور هادي عن يمينه بعدم التوقيع عليها . وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة عبده الجندي أنه تم إرجاء التوقيع النهائي على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية إلى وقت لاحق من الأسبوع القادم، واعتبر الجندي في تصريح ل "الخليج" أن تحديد السقف الزمني لإجراء مراسم التوقيع لايزال مرهوناً بتوصل أحزاب المعارضة والحزب الحاكم إلى تسوية لبعض القضايا الخلافية التي لاتزال عالقة . وأشار إلى أن الطرفين تمكنا من التوصل إلى تسوية لمعظم النقاط الخلافية، وأن ثمة نقاطاً لاتزال محل تفاوض بينهما وفور التفاهم عليها سيتم الإعلان عن موعد التوقيع على المبادرة وآليتها التنفيذية في الرياض . وكان صالح قد ترأس اجتماعاً للجنة الأمنية والعسكرية في وقت متأخر من ليلة أمس الأول قرر خلاله التصعيد العسكري، حيث قام بإرسال أرتال من الدبابات والعربات المدرعة إلى مناطق نهم وأرحب وبني حشيش في محاولة لاستعادة المواقع التي خسرها نجله أحمد أول من أمس في مواجهة القبائل في معارك بيت دهرة، بعد ما استولت القبائل على اللواء 63 التابع للحرس الجمهوري بكل ما فيه من عتاد عسكري ثقيل . ودارت معارك شرسة بين قوات الجيش ورجال القبائل، حيث تمكنت القبائل من منع تقدم أرتال الدبابات إلى المناطق المستهدفة والوصول إلى معسكر اللواء 63 لتعزيزه بمعدات وأفراد، وتم إحراق عدد من الدبابات، بالإضافة إلى السيطرة على عدد من المواقع العسكرية التي كان الجيش يتمركز فيها في أماكن متفرقة من بني حشيش، على الرغم من مشاركة سلاح الجو في قصف مناطق القبائل . وقال وجهاء وناشطون في منطقة أرحب، شمالي العاصمة اليمنية، حيث تدور مواجهات بين الجيش ورجال القبائل المناهضين لنظام الرئيس علي عبدالله صالح إن أربعة مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب آخرون نتيجة القصف المستمر الذي تشنه قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس صالح على القرى في المنطقة لترتفع حصيلة يومين من القصف الكثيف إلى 13 قتيلاً وزهاء 50 جريحاً . وقال سكان محليون إن الجيش يركز قصفه على القرى في منطقتي أرحب ونهم وبني جرموز، حيث يعتقد أن مسلحين من رجال القبائل يتمركزون هناك، غير أن القذائف تسقط في أماكن مجاورة آهلة بالسكان، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين . وتشهد هذه المناطق موجة اضطرابات كبيرة وعمليات نزوح جماعي للسكان منذ استيلاء رجال القبائل على موقع اللواء 63 التابع للحرس الجمهوري بكامل عتاده، ما دعا الجيش إلى شن عملية عسكرية واسعة شارك فيها الطيران الحربي لقصف العديد من القرى في منطقتي أرحب ونهم، وتسبب القصف في تدمير عشرات المنازل والمزارع قبل أن يتوقف بعدما استخدم رجال القبائل المضادات الأرضية لصد غارات الجيش . لكن وجهاء أكدوا أن الطيران الحربي عاود، أمس، شن غاراته ونفذ عدة طلعات استهدف قرى في مناطق نهم وبني جرموز وبني الحارث، وقال سكان إن تعزيزات عسكرية جديدة عبارة عن دبابات وعربات مصفحة وصلت إلى سائر مواقع الحرس الجمهوري المرابطة في مناطق جبل الصمع، بيت دهرة بانتظار شارة البدء لهجمات جديدة قد يشنها الجيش على مواقع رجال القبائل المناهضين للنظام، إلا أن رجال القبائل تمكنوا من إيقافها وبدأوا بمحاصرتها . وكان الرئيس صالح دعا، ليل الاثنين، إلى اجتماع موسع ضم قادة الجيش والحكومة والحزب الحاكم وبحث في التطورات العسكرية الجارية في الضواحي الشمالية للعاصمة، وأفادت مصادر رسمية أن المجتمعين استمعوا إلى تقرير من وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد "حول استمرار الاعتداءات المتكررة من قبل أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك على معسكرات القوات المسلحة والأمن التي كان آخرها الاعتداء على معسكر اللواء 63 مشاة في منطقة بيت دهرة وذلك بهدف إجهاض المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014" . المصدر (الخليج)