طالب رئيس الوزراء اليمني السابق حيدر أبو بكر العطاس بتحويل اليمن إلى دولة اتحادية بإقليمين شمالي وجنوبي، على أن يكون ذلك لفترة انتقالية يعقبها استفتاء شعبي يختار فيه جنوب اليمن بين الاستمرار في دولة الوحدة التي أقيمت عام 1990 واستعادة دولته. وأثناء زيارته للعاصمة المصرية القاهرة للمشاركة في مؤتمر الجنوب الأول الذي دعا إلى حق تقرير المصير لجنوبيي اليمن، أكد العطاس الذي رأس أول حكومة لليمن الموحد بعدما كان رئيسا للمجلس الرئاسي بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، أنه لا يدعو للانفصال وإنما يريد أن يكون القرار للشعب مع تهيئة الأجواء والظروف خلال مرحلة انتقالية تستمر بين ثلاث سنوات وخمس. وعما يقصده بتهيئة الأجواء قال العطاس للجزيرة نت، إن اليمن الجنوبي تعرض لتدمير كامل لمؤسساته وهويته ولم يعد يمتلك أي قرار سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الأمني أو حتى الاجتماعي، ولذلك هو بحاجة إلى فترة انتقالية يستعيد فيها ذلك كي يكون الشعب قادرا على تحديد مصيره ومستقبله بشكل حقيقي وعملي. ولفت العطاس إلى أن خريطة الطريق التي يستهدفها من أجل حل الأزمة اليمنية نهائيا تقتضي أن يشرع "الأشقاء في الشمال" في بناء دولة مدنية ديمقراطية وليس دولة تحتكم فقط للأعراف القبلية، مؤكدا أنه بقدر ما يبذلونه من جهد ويحققونه من تقدم في هذا الشأن بقدر ما يمكن أن تتشكل عوامل تعزز فرص استمرار الوحدة الحالية. من جهة أخرى، أقر العطاس بأن الوضع الإقليمي ربما لا يكون مهيئا في الوقت الحالي لتقبل فكرة انفصال جنوب اليمن عن شماله، وقال إن هذا أحد أسباب التوجه الذي يتبناه مع قيادات جنوبية أخرى بالدعوة إلى دولة فيدرالية تستمر عدة سنوات قبل إجراء استفتاء لتقرير المصير، وذلك مقابل اتجاه آخر يقوده الرئيس السابق لجنوب اليمن علي سالم البيض ويدعو لفك الارتباط فورا. لكن القيادي الجنوبي قال إن الوضع الإقليمي والدولي ليس العامل الأساسي في تحديد مستقبل الجنوب، مؤكدا أن الجنوبيين لا يتحدثون الآن عن الانفصال وإنما عن استعادة هوية الجنوب وحقوقه ثم استفتاء شعبه على تقرير مصيره، وهو ما يؤكد العطاس أنه حق ديمقراطي لا يشكك فيه أحد. المصدر: الجزيرة - أنس زكي