مايثير الدهشة والأستغراب ذلك الفرح والأبتهاج غير المفهوم لدى بعض النخب السياسيه للقرار رقم 2014 الذي ل يفهم انه فرض وصايا دوليه غير معلنه على الدوله اليمنيه ، بل فهموه على انه الغاء لقراري مجلس الأمن 924 و 931 الخاصين بحرب عام 1994م في حين ان الأخبر صدر في ضروف وبحيثيات مختلفه عن تلك التي صدر بها قرار عام 94م ةاللذان تلتهما اجراءات وتصرفات تعسفيه لا وحدويه مورست بحق الجنوب بعد الحرب وحولته ( ارضا وإنساناوثروه) وفيد وطمس لهويته وهي جرائم لا تسقط بالتقادم تلك التصرفات التي تجلت بوضوح في احكام الأعدام الصادره بحق ال16 من قيادات الجنوب ورموزه الوطنيه والأستحواذ على مقدرات دولة الجنوب من مؤسسات اقتصاديه وماليه وتسريح الآلف من الجنوبيين مدنيين وعسكريينواخضاعهم بالقوة العسكريه بإسلوب ليس له مثيل في حكم الدول . شبهه اللواء علي محسن في خطابه بمناسبة اعياد سبتمبر واكتوبر بقوله:" حكم المحافظات الشماليه بالأستبداد والمحافظات الجنوبيه بالأستعمار، وذهبت الديمقراطيه ادراج الرياح (صحيفة الأولى العدد 259 8نوفمبر2011 نعم انه الواقع المعاش في الجنوب ، لقد حصل تجريف كامل لكل حضارة الجنوب وتاريخه المعاصر وتحويل ابنائه الى متسولين وهم ممن تزخر بلادهم بالثروات ، ما جعل المواطن في الجنوب عندما يسأل ايهما ا فضل النظام ايام بريطانيا ام الوضع الحالي ؟ يأتيك الرد دون تردد سلام الله على بريطانيا وحكمها ، فإذا كنا نسمي بالوجود البريطاني آنذاك بالأستعمار والأحتلال فما عسانا ان نسمي الوضع الحالي لقد سلم الجنوبيون دوله بكل مقوماتها لإعتقادهم انهم سينتقلون الى الأفضل وسيحضى شعب الجنوب بل كل الشعب في دولة الوحده بمستوى معيشي كريم وغيره من متطلبات الحياه ، ولكن حصل العكس تماما حيث اكتشف الجنوبيون في دولة الوحده انهم انتقلوا الى الأسوأ بل المجهول وهذا ما لا يرتضون به لأنفسهم ولا لأجيالهم ان الجرعات المكثفه وغير العاديه التي كان الجنوبيون يتلقونها عن الوحده اليمنيه منذ الأستقلال حتى عشية اعلان الوحدة في عام 1990م مثل شعار" لنناضل من اجل الدفاع عن الثوره اليمنيه وتنفيذ الخطه الخمسيه وتحقيق الوحده اليمنيه وغيرها " كان لها الدور الأساسي في ثقافة الجنوبيين الوحدويه كما في ممارستهم ايضا ، في حين لا نجد سطرا واحدا في دستور الجمهوريه العربيه اليمنيه يتحدث عن "الوحده اليمنيه " . ليس هذا فقط بل ان الرجل الأول في الجنوب كان في يوم من الأيام من الشمال دخل اليمنيون الوحده ومعهم وزراء شماليون واكثرمن نصف مدراء عموم دولة الجنوب كانوا من ابناء الشمال في حين لا اتذكر اسم موضف جنوبي واحد كمدير قسم او مدير دائرة في اي من وزارات او مؤسسات الجمهوريه العربيه اليمنيه (( ليلة اعلان الوحدة))بل كانوا في الماضي يطلبون من كل جنوبي يأتي الى الشمال ويرغب الأقامه فيها ان يأتي بكفيل ثم خففت الى تعريف من تاجر لديه سجل تجاري لقد فاق الظلم والقهرحد الأحتمال لدى الجنوبيين نتيجة ماقدموه من تضحيات في سبيل الوحده في حين ظل الصمت مخيما على معاناتهم ومظالمهم منذ عام 1994م ولمدة لا تقل عن 16 عاما لم نسمع خلالها صوتا واحدا لا من حزب سياسي ولا من شخصيه سياسيه او حتى من صحفي مبتدئ في صحيفه محليه يستنكر الممارسات التعسفيه الخاطئه ضد الجنوبيين ، وهو ما يؤكده الدكتور عبد الرزاق مسعد سلام في مقال له بعنوان " الوصول الى المنافع الأقتصاديه السياسيه اهم اهداف الحياه واخطرها عليها." وبعد حرب 94م التي قادها نظام صنعاء بشراسه منقطعه النظير ضد شعب الجنوب وجرده من كل حقوقه الماديه والمعيشيه وحاول اقتلاع شعبه من الوجود في سياسه قمعيه لا مثيل لها في تاريخ الأنسانيه والوطنيه . ( صحيفة الأولى العدد 258 3 نوفمبر2011 كنا نعتقد ان هناك تحولا نوعيا في الفكر السياسي لدى الكثير من السياسيين والأحزاب السياسيه في اليمن تجاه القضيه الجنوبيه منذ تأسيس ملتقى التشاور الوطني قبل عامين وبداية الثوره الشعبيه الحاليه ، الا اننا لم نعد نميز بين منطق السلطه سابقا وبعض الأصوات النشازالتي نسمعها والتي لا تليق قطعا بمن يصفون انفسهم بالثوار كشعار" الوحده او الموت" او "سنضحي بالثوره من اجل الحفاظ على الوحدة"!!! ... الخ لقد استبيح الجنوب في عام 94م من اجل الغنائم والفيد وتحت شعار" الدفاع عن الشرعيه" وهانحن نسمع نفس الموال من اصحاب الغنائم والفيد يهيؤون هذه المره لمسيره الى عدن الحفاظ عن الوحدة انهم يحاولون اعادتنا الى الماضي القريب عندما كان الحديث عن معانات ومظالم المواطنين في الجنوب والمطالبه بإحترام خياراتهم السياسيه تعد من الكبائر، ويتهم كل من يتحدث عنها او يشير اليها بالعصبوي والمناطقي والإنفصالي ، وجميعها تهم كلفتنا الكثير. يقول الأستاد القدير الدكتورعبد الله الفقيه في مقال له بعنوان " المسكوت عنه في الوحده اليمنيه!" بالرغم ان استمرارالوحده مرهون برضا الجنوبيين عنها ، فان السلطه تتعامل مع صيحاتهم بفجاجه حيث تتهم كل من انتقد الممارسات او وضع مطالب معينه بالأنفصال، وهو بالتأكشكل من اشكال الأرهاب (صحيفة الوسط العدد 150 ألأربعاء 30 مايو2007 ان الآثار الكارثيه لحرب عام 1994 التي حذرنا منها في حينه اضحت واقعا فعليا كما يصفها الكاتب العربي المصري الكبير الدكتور حسن ابو طالب " ان الإستعمار المعني ليس بريطانيا ، بل هو نظام الحكم نفسه الذي جلبته حرب 1994 ويسوده رجال وقبائل تعود الى شمال البلاد تحركهم مشاعر الأنتصار والفوز والغنيمه قبل اي شيئ آخر.. والمخرج ليس في رفع سيف القوة والقهر في مواجهة رافعي شعار الأنفصال ، وانما بإعادة الأعتبار للقانون والعداله ورد المظالم التي نتجت عن حرب صيف94 ووقف كل مظاهر العسكرة التي يعيش فيها ابناء محافظات الجنوب" ( الدكتور حسن ابو طالب جريدة الأهرام ألأربعاء 20 مايو 2009 لقد سدت جميع منافذ الحلول من تنكر لأتفاقيات الشراكه والنكث بجميع العهود والمواثيق الوطنيه والدوليه . ولا ضير من اعادة جزء مما سبق الأشارة اليه في كتابات سابقه من مسببات اسقاط الوحدة ومن اهمها 1- وأد اتفاقيات الوحده بين الدولتين (جمهورية اليمن الجنوبيه والجمهوريه العربيه اليمنيه ). 2- استبدال دستور دولة الوحدة حيث لم يعد ذلك الدستورالذي تم الأستفتاء عليه بعد اعلان الوحدة. 3- التنكر لوثيقة العهد والأتفاق ( وثيقة الإجماع الوطني) التي اخذت بعدا اقليميا ودوليا بتوقيعها في الأردن تحت رعاية جلالة المغفور له الملك حين بن طلال . 4- عدم تطبيق قرارات الشرعية الدوليه المتمثله في قراري مجلس الأمن الدولي رقمي 924 و 931 الخاصه بحرب 94 اللذين نصا على الحوار بين طرفي النزاع. 5- عدم الوفاء بتعهدات الحكومه اليمنيه للأمين العام للأمم المتحدة التي نصت على العفو العام واعمار ما دمرته الحرب وتعويض المتضررين منها. 6- عدم الأكتراث بقرار ابها رقم 51 الصادر عن مجلس التعاون الخليجي إبان حرب 1994م وكذا بيان الكويت اللذين اكدا ان الوحده جاءت بالتراضي وان استمرارها يجب ان يكون بالتراضي. 7- وكذا تصريحات وزير الخارجيه المصري آنذاك السيد عمرو موسى بقوله ان الوحده لا تفرض بالقوه. 8- رفض مشروع اصلاح مسار الوحده. 9- رفض الحكم المحلي كامل الصلاحيات. ان الذين تأخذهم العزة بالأثم وينكرون وجود قضيه جنوبيه نعيدهم الى قول المناضل الكبير الأستاذ عبدالله سلام الحكيمي في رسالته " مسودة مشروع استكمال مهام واهداف الثوره الشعبيه السلميه" فيما يخص القضيه الجنوبيه ، وما اعقب تلك الحرب ( اي حرب عام 1994) من ممارسات مدمره في نهب اراضي وممتلكات ابناء الجنوب وثرواتهم بدون وازع وطني او اخلاقي وفي ظل قمع وتصفية وفصل الآلاف من العسكريين والقادة الجنوبيين .. هذه الممارسات الفاسدة والهمجيه خلقت ما يعرف اليوم بالقضيه الجنوبيه. إن الحل الأفضل والجذري والنهائي لهذه القضيه والأسلم انما يتم بالعوده لشعب الجنوب نفسه باعتباره صاحب الشرعيه الوحيد ، وتنظيم استفتاء شفاف ونزيه بإشراف دولي ليتخذ شعب الجنوب القرار والخيار الذي يرتضيه . ويجب احترام ونفاذ القرار الذي يختاره ويرتضيه فورا وبدون ابطاء . من منطق ان اي وحدة يتم فرضها بالأكراه وبدون تراض واختيار حر مباشر هي اسوأ اشكال القمع والتسلط والقهر والدكتاتوريه المرفوضه."( عبد الله سلام الحكيمي - مشروع استكمال مهام واهداف الثوره الشعبيه السلميه)لقد دفع الوضع المزري هذا ، تدخل الدكتورة" ابريل ايلي " رئيسة مجموعة الأزمات الدوليه ( وهي هيئه دوليه مقرها بروكسل) لتقديم مقترحات وتوصيات من خلال تقريرها الصادرفي شهر اكتوبر من هذا العام وقامت بشرحه في ندوة عقدت في عدن خلال الفتره 12/13ديسمبر2011 تحت اشراف منتدى التنميه السياسيه ، الذي خصت به جميع الأطراف بما فيهم اعضاء المجتمع الدولي . ومنها :- اولا- إلى الحكومه اليمنيه :- وقف العنف ضد المتظاهرين السلميين واطلاق سراح السجناء السياسيين والتحقيق في الأنتهاكات ، والسماح لمنظمات حقوق الأنسان وغيرها من المنظمات الأنسانيه بالوصول الكامل للمحافظات الجنوبيه ، وسحب القوات الأمنيه والعسكريه الشماليه المثيره للجدل ، واستبدالها بأفراد جنوبيين في قوات الأمن ثانيا- الى حزب المؤتمر الحاكم :- الأعتراف علنا بمشروعية القضيه الجنوبيه والألتزام بإيجاد حل عادل لها من خلال الحواروالمفاوضات . والقبول بالوضع الخاص للقضية الجنوبيه وضمان ان تتم معالجتها على نحو منفصل ، ووضع حد للخطاب التحريضي ضد الأنفصاليين ثالثا- الى الحزب الأشتراكي المعارض - الأستمرار في دعم المواقف بهدف التسويه . مثل شكل من اشكال الفدراليه رابعا - الى حزب الأصلح :- القبول بوضع خاص للقضيه الجنوبيه وضمان معالجتها على نحو منفصل خامسا- الى المحتجين الشماليين:- الأستمرار بالأعتراف علنيا بشرعية القضية الجنوبيه والقبول بوضعهاالخاص سادسا- الى المجتمع الدولي:- الأستمرارفي الضغط على النظام والمعارضه للتحرك مباشرة نحو فترة سياسيه انتقاليه . ودعم منح وضع خاص للقضيه الجنوبيه في حواروطني من خلال البيانات العلنيه وزيادة الأنخراط مع نشطاء الجنوبيين بما فيهم الحراك ، زيادة المساعدات الأنسانيه للمحافظات الجنوبيه والضغط على الحكومه اليمنيه للسماح بالوصول الكامل الى هذه المناطق وفي الختام لا اجد تعبيرا افضل مما قد تنبأبه المرحوم عبد الحبيب سالم مقبل - طيب الله ثراه-بواقع اليوم وما ستؤول اليه الوحده . في مقاله له في صحيفة العمال عام 93م بعنوان "ثقافة الأنفصال "..دولة الوحدة في هذا الوضع هي مثل الصبرعلى دولة عثمان بن عفان . حتى يقيض له من يرفع قميصه (صحيفة العمال 1993/12/2)وهو ماحصل فعلا. وبالتالي نقول للمطالبين بحل القضيه الجنوبيه في اطارالوحدة ، لو ان ماهو قائم في الجنوب وحدة لما كانت هناك قضية جنوبيه اصلا. نقلا عن صحيفة اليقين