بينما لا تزال ساحات وميادين التغيير والحرية في عموم اليمن تهتف ضد منح صالح الحصانة وتطالب بمحاكمته عن كل الجرائم التي ارتكبها في حق اليمنيين طوال فترة حكمه، تستمر الأحزاب والنخب السياسية بفرض مشروع سياسي متآكل كحل وطني، مستجيبة بذلك لضغوط ومصالح الأطراف والقوى المتحالفة معها، داخلياً وخارجياً. وذهبت أطراف السلطة الحالية بعيداً في ممارساتها الإقصائية، من محاولة لتمييع وإجهاض الثورة إلى انتهاك حقوق وحريات المواطنين. وكان أخر هذه الانتهاكات فرضها لانتخابات تفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير الديمقراطية، وتعبر عن المزاج السياسي للأطراف المشاركة في السلطة الحالية، والذي بتقييمنا لا يختلف عن نظام صالح بل لعله أسوأ منه؛ فحتى نظام صالح لم يكن ليجرؤ على الإقدام على هكذا خطوة والمضي في انتخابات بمرشح وحيد دون أي معايير ديمقراطية للترشح والمنافسة السياسية. يا رفيقات ورفاق الثورة إننا في "جبهة إنقاذ الثورة السلمية" لدينا الكثير من الأسباب التي حملتنا على الدعوة إلى مقاطعة ما يسمى بالانتخابات الرئاسية، نذكر منها ما يلي: يا أبناء شعبنا اليمني العظيم إننا في " جبهة إنقاذ الثورة السلمية"، وبناءً على الأسباب التي ذكرناها، نعلن مقاطعتنا لما يسمى انتخابات رئاسية وندعو كافة المواطنين لمقاطعتها، كونها فاقدة للشرعية الثورية، بل وللشرعية الدستورية، وتتنافى جملة وتفصيلاً مع قيم الديمقراطية والحرية والمواطنة المتساوية التي نُصر عليها باعتبارها ركائز أساسية لمشروع الدولة المدنية الحديثة التي طالب بها الثوار في كل ربوع يمننا الحبيب. وندعو كل شركائنا الوطنيين في المقاطعة إلى التنسيق وتنفيذ كافة الفعاليات السلمية المعارضة للانتخابات، مع التأكيد على سلمية هذه الفعاليات، كما نشدد على أن تتسم الفعاليات بالجماهيرية والفعالية؛ وأن تُحترم حرية المؤيدين للانتخابات. كما نؤكد على أن مقاطعتنا ليست فقط مقاطعة معنوية، وأننا عبر هذه المقاطعة نعلن بأن نتائجها المحددة سلفاً لا تعبر عنا، ونتمسك بحق كل المواطنين المقاطعين لهذه الانتخابات الشكلية في رفض سلطتها وفرض انتخابات أخرى تقوم على الشروط التالية: يا أحرار اليمن اعتمدت الأحزاب والقوى المشاركة والداعمة للسلطة الحالية على التنصل من الشرعية الثورية التي أوصلتها للحكم، بل وعلى انتهاك الدستور، وتبرير أخطائها وفرض الأمر الواقع؛ علاوة على الاعتماد على سياسة التخويف والتخوين وإقصاء الأطراف الوطنية الأخرى وتمييع القضايا واستثمار الأزمات؛ وهذه هي الأسباب التي بُنيَّ عليها موقف الجبهة، وليس بأي حال من الأحوال موقفاً سلبياً وإعلان براءة. وفي مقابل موقفنا الرافض لهذه الممارسات الخطيرة، فإن "جبهة إنقاذ الثورة السلمية" تدعو جميع القوى والأطراف، بما فيها الأطراف المشاركة في السلطة الحالية إلى: يا أبناء الشعب اليمني إن " جبهة إنقاذ الثورة السلمية" تجدد التزامها بالشرعية الثورية وبالعمل على إنجاح الثورة وتحقيق كل أهدافها، وتدعو كل القوى الوطنية إلى التفاف حول الثورة ومساندة وحماية مشروع الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي تبنتها الثورة، واعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مرجعية لها. عاشت الثورة.. المجد والخلود لشهداء ثورة الشباب السلمية صادر عن جبهة إنقاذ الثورة السلمية 13 فبراير 2012