تمكن السياسي المخضرم ومرشح حزب "الاحترام" جورج غالاوي من الفوز بمقعد برلماني في منطقة غرب مدينة برادفورد الانكليزية، في الانتخابات الفرعية التي اعلنت نتائجها الجمعة، ونجح في ازاحة حزب العمال الذي ظل مسيطرا على هذا المقعد لثمانية وثلاثين عاما. وحصل غالاوي، الذي اعتبر فوزه مفاجأة للكثيرين، على اصوات بفارق كبير عن المرشح التالي له بلغت اكثر من 10 آلاف صوت. وقال غالاوي، الذي طرد من حزب العمال في عام 2003، ان فوزه يعد "الاكثر اثارة" في تاريخ الانتخابات الفرعية في انكلترا. وقال زعيم حزب العمال المعارض إد ميليباند انه "محبط جدا" من تلك النتيجة، وان الحزب يجب ان "يتعلم الدروس" منها. وكانت النائبة عن حزب العمال مارشا سينغ فازت بالمقعد في الانتخابات العامة التي جرت في عام 2010، بهامش فوز عن اقرب منافسيها بلغ 5763 صوتا. لكنها استقالت لاحقا من المنصب لاسباب صحية، وهو ما استدعى اجراء انتخابات فرعية لاختيار نائب آخر. "ربيع برادفور" وكان حزب العمال قد سيطر على هذا المقعد، وهو جزء من منطقة غرب يوركشير، منذ عام 1974، باستثناء فترة قصيرة في الثمانينيات عندما احتله مرشح من حزب الديمقراطيين الاشتراكيين. وحصل غالاوي على 18341 صوتا، اي 56 في المئة من اجمال اصوات المقترعين، في حين حصل مرشح حزب العمال عمران حسين على 8201 صوت، وحصل مرشح حزب المحافظين على 2746 صوتا فقط، وجاءت رابعا مرشحة الديمقراطيين الاحرار ب 1505 اصوات، مما افقده الاهلية للتنافس. وقال غالاوي، الذي اسس حزب "الاحترام" مع آخرين لمناهضة الحرب على العراق بعد ان طرد من صفوف حزب العمال بسبب تعليقاته المعارضة لتلك الحرب، ان النتائج الاخيرة بمثابة "ربيع لبرادفور". "احباط شديد" واضاف ان "التصويت القوي" لصالحه يمثل "رفضا كاملا" للاحزاب الثلاثة الرئيسية التي تهيمن على النظام السياسي في البلاد. واضاف ان حزب العمال "يجب ان يتوقف عن تخيل ان الطبقة العاملة والفقراء لا خيار لهم سوى دعمه لانهم يكرهون المحافظين او شركاءهم في الحكم الديمقراطيين الاحرار". وقال ان "على هذا الحزب (العمال) التوقف عن دعم الحروب الخارجية غير الشرعية والدموية والمكلفة، اذ ان احد الاسباب الرئيسية التي ادت الى خسارتهم الفادحة (في انتخابات برادفور) هو ان الناس لم تعد تقتنع بان لها دور في غزو واحتلال بلدان شعوب اخرى، واغراق هذه البلدان في الدم". وقال ميليباند ان نتائج انتخابات برادفورد الفرعية لم تكن متوقعة، وان اسباب هزيمة حزب العمال فيها "ليست بسيطة. كان يجب ان نفوز بها، لكنني محبط جدا لاننا لم نفز". واوضح قائلا: "اعتقد ان الاسباب تعود الى اعتبارات محلية تخص تلك الدائرة الانتخابية، وعلينا ان نفهم ونتعلم الدروس من التجربة"، مضيفا انه سيزور برادفور قريبا "لكسب ثقة الناس من جديد". وقالت زعيمة حزب "الاحترام" سلمى يعقوب ان القول بأن فوز غاولاي، المعارض القوي لدور بريطانيا في افغانستان، اعتمد بقوة على دعم الجالية المسلمة، انما هو قول "متغطرس". واضافت ان حصول غالاوي على اكثر من 50 في المئة من الاصوات "يعني ان الجالية المسلمة لم تكن وحدها التي اختارته، فهناك الشباب وكبار السن، اناس من كل الاتجاهات، وحزب الاحترام فاز بجدارة في كل اطراف الدائرة الانتخابية". المصدر : بي بي سي