وتفيد الأنباء الواردة من خميس مران عن اشتداد المعارك وقيام الجيش بقصف مكثف بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون بالإضافة إلى قصف الطيران والمروحيات. وشرع الجيش في الزحف في اتجاه خميس مران من منطقة الصوير والقعد حيث واجه مقاومة. وقالت مصادر محلية أن الحوثيين تمكنوا من اختراق القوافل العسكرية الزاحفة نحو خميس مران من منتصفها بعمليات انتحارية استهدفت الشاحنات العسكرية وناقلات الوقود. وقد أدت هذه العمليات إلى انفجارات هائلات تسببت في إرباك القوافل العسكرية التي تبادلت إطلاق النار فيما بينها لعدة دقائق. وحتى مساء الأمس كانت منطقة خميس مران في قبضة الحوثيين، ويقول الحوثيون أن الجيش وقياداته العسكرية يراهنون على استمرار الحرب تحت حجة المراهنة على الوقت وحفظ هيبة الدولة. واستمر الحوثيون في السيطرة على محضة التابعة لمديرية سحار والمتاخمة لمدينة صعدة ما فيما ظلت بقية مناطق سحار تحت سيطرة الجيش. وشهدت محضة منذ عصر يوم السبت مواجهات عنيفة سقط خلالها سبعة قتلى من الحوثيين و22 قتيلاً من الجيش منهم ضباط يحملون رتب عسكرية كبيرة بحسب ما أفادت به المصادر المحلية التي لم تحدد أسماء الضباط. وأشارت تلك المصادر إلى أن القتال في محضة مستمر منذ ما يقارب شهرا كاملاً برغم استعانة الجيش بمجاميع سلفية يقدر عددهم ب13 شخصاً التحقوا بالجبهة عن طريق العقيد «عسكر زعيل» ولقي عدد منهم حتفهم في المواجهات. ويسيطر الحوثيون في عزلة مران في مديرية حيدان على عدد من المواقع الجاهزة الاستراتيجة التي تمكنهم من استهداف الزحف العسكري للجيش من الخلف عند محاولته دخول خميس مران، واستدرك الجيش ذلك بفتح جبهة ثانية داخل مديرية حيدان بجانب جبهة مران. وما زالت طريق صنعاء صعدة مغلقة بفعل تجدد الاشتباكات فيها بعد عودة الحوثيين بصورة مفاجئة وقيامهم بالسيطرة على أغلب المناطق التي تمر بها الطريق في المديرية. وبحسب شهود عيان فإن الحوثيين تسيطر استحدثوا نقاط تفتيش على الطريق. وتحاول وساطات قبلية إقناع الحوثيين بالانسحاب وفتح الطريق. وتبدو السلطات الرسمية والأمنية والقيادات العسكرية في موقف حرج للغاية فهي تعلن عبر الوسائل الإعلامية أن القضاء على الحوثيين أصبح وشيكاً في الوقت الذي ما زال الخط الإسفلتي الذي يربط صعدة بصنعاء مقطوعاً، وجبهة بني حشيش شرقي العاصمة صنعاء ما زالت مفتوحة والمستشفيات تستقبل الضحايا والجرحى كل يوم. وما زالت بني حشيش تحت الحصار العسكري فيما يستمر التمركز الحوثي في جبال المنطقة. وقالت مصادر «يمنات» أن حواراً قبلياً يدور مع الحوثيين الذين طُلب منهم مغادرة بني حشيش إلى حرف سفيان، وعرضت على بعضهم رتب عسكرية كبيرة مقابل التخلي عن الحوثية والانضمام إلى الجيش، إلا أنهم وحسب المصادر نسفسها رفضوا جميع تلك العروض، واستمروا في اشتراطاتهم المتركزة بانسحاب قوات الجيش من المنطقة. وعن الوضع الإنساني علم «يمنات» أن آلاف النازحين من مناطق المواجهات يعيشون أوضاعاً صعبة للغاية في مخيمات تفتقر لأدنى الخدمات والاحتياجات؛ وتفيد المعلومات عن نقص شديد في الغذاء والدواء، وانتشار أمراض خطيرة كالملاريا. ويضطر النازحون إلى اللجوء إلى المخيمات بعد استهداف المدارس والمساجد والمباني العامة خلال المعارك.