صنعاء 'القدس العربي' من خالد الحمادي: تحولت قاعات الامتحانات العامة للشهادتين الأساسية والثانوية في اليمن إلى ما يشبه ساحات عراك انتخابي، من كثرة ما شابها من مشاكل أمنية وانتهاكات للقواعد التي تضبط سير الامتحانات فيها، وذلك على نحوٍ مشابه للخروقات الانتخابية التي يندفع اليها المرشحون أحياناً لتوسيع فرصهم في الفوز ولو بطريق ..'الغش'. وذكرت اللجنة العليا للامتحانات في اليمن أنها سجلت منذ بداية الامتحانات العامة التي بدأت مطلع الأسبوع الماضي 165 مخالفة تجمهر في 165 مركزاً امتحانياً في عموم المحافظات، كما سجلت 7حالات إطلاق نار و31 حالة اعتداء، كما تم تسجيل 23 حالة اقتحام للمراكز التي تؤدى فيها الامتحانات و105 عمليات انتحال شخصية، إضافة إلى تسجيل 4 حالات تمزيق لدفتر الإجابة، فيما سجلت 5 حالات تدخلات في أعمال الامتحانات و 72حالة غش. وأكدت اللجنة أنه تم تسجيل 9 حالات فوضى وشغب حتى الآن و35 حالة رفض لدخول قاعات الامتحانات، في الوقت الذي سجلت فيه 98 حالة هروب بدفاتر الإجابات من مراكز امتحانات المرحلتين الأساسية والثانوية، وهي أرقام مرشحة للزيادة مع استمرار الامتحانات. وذكر العديد من المصادر أن مراكز الامتحانات في اغلب المحافظات اليمنية شهدت ارتفاعا كبيرا هذا العام في عدد المخالفات الامتحانية، شملت فوضى أمنية ومخالفات ومحاولات غش وأعمال شغب وخلقت توترات أمنية في العديد من المناطق التي تقع فيها المراكز الامتحانية. وأوضحت أن العديد من المحافظات شهدت حالات اقتحام لمسلحين ورشق بالحجارة للجان أمنية، وإطلاق نار على معلمين، بسبب رفضهم السماح لهم بالغش خلال الامتحانات التي تجري حاليا في اليمن، كما أن اللجنة العليا للامتحانات أكدت أنها سجلت 554 مخالفة في جميع مراكز الامتحانات باليمن خلال الأيام الأولى من فترة الامتحانات للمرحلتين الأساسية والثانوية. إلى ذلك قال نقيب المعلمين اليمنيين أحمد الرباحي إن ما أعلن من مخالفات يعد شيئا أقل بكثير من الحقيقة، فالذي 'يحدث في الواقع فوضى شاملة وانفلات في مختلف المجالات ناتج عن الفساد وما تمارسه السلطة من اختلالات'. واتهم الرباحي مسؤولين ونافذين في الدولة بتشجيع مرتكبي هذه المخالفات وقال إنهم 'يشجعون من قبل السلطة بممارسة هذه العملية، والتي تؤدي إلى انتشار الاختلالات في الامتحانات المدرسية ويجعلها ليست مقياسا لمستوى التحصيل العلمي وإنما وسيلة للحصول على معدلات غير حقيقية ولا تعبر عن مستوى التحصيل العلمي للطلاب والطالبات'.ونسب موقع (نيوزيمن) الاخباري المستقل للرباحي قوله إن 'تلك الاختلالات تؤكد سعي المسؤولين في السلطة من أجل حصول أولادهم على منحه دراسية أو الالتحاق بالجامعات، خصوصا وان مجلس الجامعات اليمنية رفع معدل القبول بالجامعات إلى أكثر من 70'، حيث أصبح هذا المعدل غير مقبول لدخول الجامعات الحكومية'، مشيرا إلى ان هذه الظروف تؤدي إلى الرغبة الجامحة لدى الكثير من الناس لحصول أبنائهم على معدلات دراسية مرتفعة لا تعكس الواقع أو المستوى التعليمي للطالب. من جانبه ذكر مدير تحرير موقع (الثورة) الإخباري الحكومي عبد العزيز الهياجم أن حمى الفوضى التي اجتاحت مراكز امتحانية في مناطق متعددة خلال امتحانات الشهادتين الثانوية والأساسية التي لا زالت تتواصل، 'تمثل ظاهرة مؤسفة ربما تجاوزت ما يحدث في لجان انتخابية'.وقال في مقال له 'في عديد من المحافظات تابعنا حالات اقتحام لمسلحين ورشق بالحجارة للجان أمنية كانت تؤدي مهامها المناطة بها وعمليات اضطرارية لنقل مراكز الامتحانات، هذا فضلاً عن حالات غش تورط فيها أو تواطأ فيها مشرفون ومراقبون'. وأوضح أنه 'من المؤسف حقاً أن تصبح الامتحانات محطات لصراعات وتهكم من قبل البعض على جوهر النظام والقانون وجوهر الرسالة التعليمية السامية... وليس من المبالغة في شيء القول بأن عمليات اختطاف وتقطع وقرصنة وإرهاب وفساد يحاول البعض ممارستها بحق التعليم الذي يعد هو الأساس لبناء مستقبل واعد لهذا الوطن'.