– خاص – الصحيفة الورقية - محمد سلطان طه محمد مهيوب «طفل بملامح وطن مثخن بالجراح, ومحاط بالنسيان.. طه الصغير قلب كبير بمشاعره الاستثنائية سكنته الثورة عنفواناً لا يدانيه عنفوان. فتنفس الحرية عطراًوجدانياً خالداً. واستقر في أعماقه الوطن روحاً مفعمة بالنضال.. طفل كان في ظاهره, وفي أعماقه بطل اسطوري لا يعرف الخوف. خرج إلى الشارع يحمل جذوة التغيير, وفي لحظة غادرة اصطدم جسده الطفولي الغض بآلية عسكرية معربدة. فسقط على الاسفلت يتلوى الماً ونزيفاً داخلياُ.. فمضت الثورة وهي غير آبهة بحلم التغيير ملقياً على الرصيف. ليس لتستكمل نضجها وتصل إلى غايتها, بل لتسلم نفسها خاضعة ذليلة لفرقاء القيد والمحاصصة.. وفي الزمن الذي كان فيه شركاء الامس (بفساده وقمعة وسطوته) يستأنفون حلة جديدة من الشراكة والمحاصصة والقمع. كان طه يحترق بذات الشعلة التي حملها من أجل وطن منهك ومن أجلنا جميعاً.. كان يعاني آلما لا تحتمل.. وأوجاعاًلا تهدأ. وفي حين استكمل سارقو الثورة وناهبو البلاد تقسيم غنائمهم, لم يحظ طه بمن يضمد جرحة النازف. أو يمنحه جرعة دواء مهدئة. وكلما مضى يوم تنتقل معاناته مرحلة أخطر. ولكي تتضح الحقيقة للجميع. وينكشف النقاب عن وجه أخر للثورة وجه له من البشاعة ما يثير الشعور بالقرف والاشمئزاز. فسرد من سفر الطفل الثائر طه بعض سطور المأساة.. شارك طه في مسيرة سلمية في محافظة تعز بتاريخ 24مايو 2012م . وعندما وصلت المسيرة إلى جوار مدرسة الشعب. جاءت عربة عسكرية مسرعة تابعة لقوات الأمن المركزي. من أجل تفريق المتظاهرين صدمت العربة بعض الاشخاص كان أقربهم إليها الطفل طه، حيث أصابته في جانبه الايمن وسببت له نزيفاً داخلياً بالإضافة إلي إصابة المثانة والحالب بحسب التقارير الطبية. ما أدى إلي تسرب البول وارتفاع نسبة وظائف الكلى, الأمر الذي كان يقتضي معه إجراء عمليات عاجلة للمثانة بأخذ جزء من الأمعاء الدقيقة وإعادة زرع الحالبين والمثانة, ولكن لم يأبه له احد, كل ما فعلوه له أن قاموا بإسعافه إلى المستشفى الميداني, بعدها جاء عمه وقام بإسعافه على نفقته الخاصة لأن والد طه كان معتقلاً وتعرض للاعتداء والضرب بسبب مشاركته في الثورة. بعد خروج والد طه ورؤيته الحالة السيئة والمتدهورة التي يعاني منها. قام بإسعافه على نفقته الخاصة إلى القاهرة. وتم إجراء الفحوصات والإجراءات العاجلة ثم عاد إلى اليمن شريطة أن يراجع المستشفى بعد 4 أشهر لاستكمال العلاج واجراء العمليات. لكن وبسبب ظروف والده المادية السيئة مضت ستة أشهر دون أن يتمكن من إعادته. ما سبب له الإصابة بالفشل الكلوي الذي يمثل خطراً على حياته أن لم يحظ بعلاج سريع وعاجل وإجراء العمليات الطارئة له. ستة اشهر مضت ووالده يهرول من مكان إلي أخر باحثاً عن حق طفله في العلاح, لكنه لم يجد لامن الثورة ولا من الحكومة والجهات التي تزعم أنها مختصة برعاية أسر الشهداء وأسر الجرحى وتنصب مبالغ مالية كبيرة باسمهم أي تجاوب , لقد خذلوا طه.. خذلته الثورة والحكومة والمنظمات, تركوه يتألم وحيداً حتى أصيب بالفشل الكلوي, وقد يتركوه وحيداً يواجه الموت إن لم يحظ بالرعاية الطبية اللازمة. يتطلب طه وفقاً للتقارير الطبية الصادرة من القاهرة سفراً عاجلاً لإجراء العمليات الضرورية وحالة والده المادية متدهورة, وهو أيضا تعرض للضرب والاعتداء أكثر من مرة, وتعرض للتعذيب والإيذاء الجسدي.. من يعيد الاعتبار لشموخ الطفل الثائر الذي القوه في رصيف القسوة؟ من يعيد الاعتبار للطفولة والكرامة الانسانية والمستقبل الذي صار نظرة واهنة في عيني طه وقد كان بريقاً يلمع في سماء الحرية والنضال والكرامة.. سؤال المعني بالإجابة عليه حكومة باسندوة وشركاء المحاصصة وتجار الأزمات وقبل ذلك وبعده القضاء اليمني ليثبت نزاهته واستقلاليته..