ارتبط اسم سجن المنصورة بالاحتلال البريطاني, حيث تم بناؤه في ظل الاحتلال لعدن, وأنشئ في أطراف المدينة في ذلك الوقت, ويعتبر الفنان المرحوم خليل محمد خليل ابرز الشخصيات التي تحملت مسؤولية إدارة السجن في تلك الفترة, ومع الاستقلال المجيد ارتبط السجن بالسيادة الوطنية, يعرض من يقترب منه للمساءلة والاحتجاز. أما لمن كان يقبع بالسجن, فالأمر يختلف تماما, حيث يتحول نزيل السجن من شخص خارج على القانون إلى مواطن صالح, هكذا يقول نزيل سابق في سجن المنصورة, أشار إلى اسمه "ن. ش", سجن على هروبه من الخدمة العسكرية بعد أحداث 13يناير 1986, وحكم عليه بالسجن لعامين. وقال "ن. ش": "كنت هناك وشاهدت كيف كان حال السجن, الكل يعمل منذ الصباح الباكر حتى الظهيرة, وبعدها تبدأ ممارسة الرياضة, وبعد المغرب تبدأ القراءة في المكتبة, حيث تحول السجن في تلك الفترة إلى إصلاحية يتم تخريج الآلاف منه بمهن, وهو ما ساعدهم على إيجاد أعمال, وجعل منهم أيادي عاملة صالحة". وأضاف: كان الأمن صارماً داخل السجن, فلم تسجل أية حالة هروب, فيما استغرب حالياً حالة الانفلات الذي يعيشه السجن, وعمليات الفرار المتكررة للسجناء, مبيناً أن السجن اليوم بحاجة لوقفة وتقييم وضعه, وبشكل سريع, فهل يعقل أن تكون مؤسسة عقابية تربوية وكراً للحبوب المخدرة "الكرع" (اسم شعبي يطلق على الحبوب المخدرة بعدن) و"الحشيش", ليباع ويتعاطى في السجن؟ كنا نشاهد الأفلام المصرية تنقل لنا أوضاع السجناء الأغنياء في مصر من خلال تلك الأفلام, التي كنا نتعامل معها على إنها مجرد أفلام. اليوم وبحسب مساجين, فإن "مركزي المنصورة حاله في الوقت الراهن مثل البازار (السوق) يمكن إدخال أي شيء". وأفاد احد السجناء السابقين, طلب عدم ذكر اسمه, أن "العنبر" الذي كنت فيه ضبطت كمية من الحشيش من نزلاء يمنيين من أصول دولة عربية, وأن الحشيش تم ضبطه وتسليمه إلى قائد حرس الأمن المركزي بالسجن, الذي قال لهم ستتم مصادرته وتسليمه للجهات الأمنية بعد عرضه على وسائل الإعلام, وذلك قبل نحو نصف شهر". ويكشف ذات السجن بقوله: إننا لا نعلم عن كيفية دخول الحشيش إلى السجن, غير أن ما نعمله أن دخول الحشيش إلى السجن يتم في ثلاجة الشاي, حيث يتم وضع كمية من الحشيش بين الإناء الزجاجي والغطاء المعدني للثلاجة, في أكياس نايلون. ولم يستبعد أن تكون هناك تؤاطو في عملية دخول الحشيش والحبوب المخدرة إلى السجن. وأشار إلى معتقلي القاعدة المحتجزين في السجن, وقال: منذ وصولهم السجن والحال فيه بدأ بالتحسن, حيث يحاربون هذه الظاهرة, لكن على إدارة السجن تقع المسؤولية إزاء هذه الظاهرة الخطيرة. ليس هذا وحسب, فالأمر تعدى ذلك, حيث أصبح السجناء أصحاب الأموال لهم مواقع خاصة داخل السجن, حيث يقول مصدر عامل بالسجن إن "مساجين خطيرين (يقصد أصحاب الجرائم الجسيمة) يسمح لهم مغادرة السجن والعودة, في سابقة تهدد المجتمع والمواطن, وأن هؤلاء يمكن لهم ارتكاب الجرائم والعودة دون أية شبهة, كونهم محسوبين داخل السجن. وفي ظل هكذا حال يفترض على محافظ عدن رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة مع رئيس النيابة العامة, سرعة ضبط هذه الأمور داخل السجن, والنزول إلى السجن للتحقق من ذلك, سيما وأن أمور السجن لا تسر, وقبل أن تقع الفأس بالرأس. مصادر متطابقة أكدت ل "الأولى" خروج المساجين والعودة, وبعلم إدارة السجن. وشهد سجن المنصورة العديد من عمليات الفرار, كانت أول حالة فرار شهدها السجن بعد الوحدة مباشرة عندما تمكنت مجموعة يعتقد أنها على علاقة بتنظيم القاعدة, من الفرار, وقيل حينها إن قيادات عليا في صنعاء كانت هي من سهلت فرارها, فيما في غير مرة نزلاء من سجن المنصورة, كان آخرها مطلع أكتوبر الماضي, في حادثة وصفت بالمدبرة.