أكدت مصادر رسمية يمنية أمس مقتل 19 من المشتبهين في الانتماء إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، في محافظتي مأربوالبيضاء، حيث أكدت مقتل 9 مشتبهين على الأقل في وادي عبيده بمحافظة مأرب، بواسطة طائرات أمريكية بدون طيار، فيما قتل 10 آخرون في مديرية المناسح بمحافظة البيضاء، إثر انفجار متفجرات في داخل منزل كانوا يقطنون فيه . وكشف مصدر مسؤول في محافظة البيضاء عن مصرع أكثر من 10 عناصر يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة 'اثر انفجار عبوات ناسفه في منزل أحد عناصر التنظيم' . وأوضح وكيل محافظة البيضاء لشؤون مديرية رداع علي محمد المنصوري 'تلقينا بلاغا بحدوث انفجارات مدوية ناتجة عن عبوات ناسفة في منزل المدعو أحمد عبدالله ضيف الله الذهب الملقب الرجعي ونتج عنه مصرع ما يزيد عن عشرة إرهابيين بحسب المعلومات الأولية بينهم عناصر قيادية خطرة'. ونسبت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الرسمية إلى المنصوري قوله 'إن هذا المنزل كان مخصص لإعداد المتفجرات والعبوات الناسفة وتدمّر بالكامل إثر إنفجار العبوات الناسفة وكان بداخله الكثير من القياديين في التنظيم وقت الانفجار ومنهم عناصر من جنسيات أجنبية' . موضحا ان 'عناصر إرهابية أخرى هرعت إلى موقع المنزل الذي حدث فيه الإنفجارات ومنعت المواطنين من الاقتراب منه حتى لا يتسنى لهم التعرف على ملابسات التفجير ومعرفة العدد الحقيقي للضحايا وهوياتهم'. في غضون ذلك أكدت مصادر محلية أنه لقي 9 أشخاص على الأقل مصرعهم، ممن يعتقد انتمائهم إلى تنظيم القاعدة ليل السبت الأحد في ثلاث غارات جوية نفذتها طائرات أمريكية بدون طيار على مديرية وادي عبيدة بمحافظة مأرب (170 كيلوم متر شرق صنعاء). وأكدت بعض المصادر أن يكون من بين قتلى القاعدة سعوديين اثنين كانا برفقة أحد القتلى المعروف بانتمائه للقاعدة في المنطقة وهو اسماعيل جميل. واكدت مصادر اخرى إن خمسة اشخاص قتلوا في منطقة آل شبوان بوادي عبيدة في الضربة الجوية الثانية، حيث استهدفتهم طائرة بدون طيار وهم على متن طقم عسكري تم الاستيلاء عليه في الاشتباكات التي وقعت بين مشتبه بانتمائهم للقاعدة والجيش اليمني الشهر الماضي. وأوضح أن أحد قتلى الضربة الثالثة يدعى حمد بن حسن بن غريب فيما لم يتم التعرف على الاربعة القتلى الاخرين الذين لقوا مصرعهم معه لتفحم جثثهم، حيث قتلوا في الغارة الثالثه التي جاءت بعد وقت قصير من غارتين سابقتين قتل في احداها أربعة اشخاص. واشار إلى أنه قتل في الغارة الثانية إسماعيل جميل وثلاثة أشخاص لم يتم التعرف عليهم بسبب تشوه الجثث وتفحمها، فيما يعتقد أن اثنين من القتلى سعوديي الجنسية ويعتقد انهما ينتميان لتنظيم القاعدة . وذكر شهود عيان في محافظة مأرب أنهم شاهدوا صاروخين اثنين أطلقا من طائره أمريكية بدون طيار وانفجرا في منطقة مأهولة بالسكان بإحدى مزارع البرتقال في مديرية وادي عبيدة بمحافظة مأرب واثارت استياء السكان المحليين القبليين. وأكدت مصادر قبلية ان الصاروخين ربما كانا يستهدفان مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة كانوا بالقرب من مكان الانفجار، والذي أحدث أضراراً بالغة بالمنازل المجاورة. وأوضحت أن الطيران الأمريكي استأنف ضرباته لاحقا واستهدف سيارة من نوع سوزوكي في منطقة المسيل كانت تقل اسماعيل جميل وثلاثة أشخاص آخرين، اثنين منهم يحملان الجنسية السعودية وبعد ذلك بساعات نفذ الطيران غارة أخرى على سيارة في منطقة عرق آل شبوان وأدّت إلى مقتل حمد حسن غريب وأربعة آخرين. وشهد وادي عبيدة بمحافظة مأرب العديد من الضربات الجوية بواسطة طائرات أمريكية من دون طيار خلال السنة الماضية ضمن الحرب المفتوحة ضد عناصر تنظيم القاعدة في اليمن والتي تقوم بها الولاياتالمتحدة والحكومة اليمنية، والتي أثارت استياء واسعا لدى رجال القبائل في محافظة مأرب، والتي تعد من أكثرالمناطق قبلية في اليمن. ولجأ رجال القبائل في مأرب في العديد من الأحيان إلى قطع الطرق الرئيسية التي تربط بين محافظة مأرب والعاصمة صنعاء، تنديدا واستنكارا لتكرار مثل هذه الغارات الجوية على منطقتهم القبلية، وبالذات التي تخطؤ أهدافها وتقع في المناطق المأهولة بالسكان. من جهة أخرى قام الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بجولة خليجية تشمل البحرين والسعودية في محاولة منه للحصول على دعم لوجستي من القادة الخليجيين، لنظامه الجديد الذي لازال غير مستقر، رغم إزاحته لكافة أفراد عائلة سلفه الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وعلمت (القدس العربي) من مصادر دبلوماسية أن هادي ربما يحاول تعزيز مكان القوة في نظامه الجديد لضرب خصومه، القدامى والجدد، عبر تعزيز علاقته بدول الخليج والاستقواء بالقوى الاقليمية، خاصة وأنه يحاول التسويق في جولته الراهنة ل(الخطر) الإيراني القادم على المنطقة، والذي يتخذ من اليمن منطلقا لتوسع نفوذه نحو دول الخليج العربية.