صرخة في وجه الطغيان: "آل قطران" ليسوا أرقاماً في سرداب النسيان!    كتاب جديد لعلوان الجيلاني يوثق سيرة أحد أعلام التصوف في اليمن    أبو الغيط يجدد الموقف العربي الملتزم بوحدة اليمن ودعم الحكومة الشرعية    البنك المركزي بصنعاء يحذر من شركة وكيانات وهمية تمارس أنشطة احتيالية    الكويت تؤكد أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لحفظ وحدة وسيادة اليمن    صنعاء.. تشييع جثامين خمسة ضباط برتب عليا قضوا في عمليات «إسناد غزة»    صنعاء توجه بتخصيص باصات للنساء وسط انتقادات ورفض ناشطين    وطن الحزن.. حين يصير الألم هوية    فقيد الوطن و الساحة الفنية الدكتور علوي عبدالله طاهر    حريق يلتهم مستودع طاقة شمسية في المكلا    مصر: نتنياهو يعرقل المرحلة الثانية من اتفاق غزة    إصابة مواطنين ومهاجر إفريقي بقصف متجدد للعدو السعودي على صعدة    حضرموت تكسر ظهر اقتصاد الإعاشة: يصرخ لصوص الوحدة حين يقترب الجنوب من نفطه    تحليل في بيانات الحزب الاشتراكي اليمني في الرياض وعدن    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يزور عددا من المصانع العاملة والمتعثرة    البنك المركزي اليمني يحذّر من التعامل مع "كيو نت" والكيانات الوهمية الأخرى    توتر جديد بين مرتزقة العدوان: اشتباكات مستمرة في حضرموت    الرشيد تعز يعتلي صدارة المجموعة الرابعة بعد فوزه على السد مأرب في دوري الدرجة الثانية    صنعاء.. تشييع جثمان الشهيد يحيى صوفان في مديرية الطيال    لحج.. تخرج الدفعة الأولى من معلمي المعهد العالي للمعلمين بلبعوس.    هيئة التأمينات تعلن صرف نصف معاش للمتقاعدين المدنيين    مدرسة الإمام علي تحرز المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم لطلاب الصف الأول الأساسي    صنعاء تحتفل بتوطين زراعة القوقعة لأول مرة في اليمن    المحرّمي يؤكد أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الاقتصاد وضمان استقرار الأسواق    تعز أبية رغم الإرهاب    3923 خريجاً يؤدون امتحان مزاولة المهنة بصنعاء للعام 2025    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بالفيديو .. وزارة الداخلية تعلن دعمها الكامل لتحركات المجلس الانتقالي وتطالب الرئيس الزبيدي بإعلان دولة الجنوب العربي    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    باكستان تبرم صفقة أسلحة ب 4.6 مليار دولار مع قوات حفتر في ليبيا    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    تركيا تدق ناقوس الخطر.. 15 مليون مدمن    ذا كريدل": اليمن ساحة "حرب باردة" بين الرياض وأبو ظبي    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    سلامة قلبك يا حاشد    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من حصاد جلسات مؤتمر الحوار "حصاد من خلف الكواليس"
نشر في يمنات يوم 30 - 03 - 2013

احتضنت العاصمة « اليمنية » « صنعاء » منذ يوم الاثنين 18 مارس 2013 ، فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشّامل الذي يهدف إلى إيجاد وسائل من شأنها أن تحلّ الأزمة السياسية في « اليمن » بمشاركة 565 ممثلا عن مختلف القوى السياسية اليمنية.
وسيناقش أعضاء المؤتمر ال 565 خلال جلسات المؤتمر، 9 قضايا تتعلق في الأساس بقضية استرجاع الأموال المنهوبة والعدالة الانتقالية وبناء الدّولة إضافة إلى البحث في القضية «الجنوبية» وقضية «صعدة» وقضية «النّازحين» وجملة من القضايا الأخرى ذات البعد الوطني، وسيتم وفق فعاليات هذا المؤتمر أيضا النّظر في تشكيل لجنة لصياغة الدستور.
وتزامن المؤتمر مع العديد من الاستقالات بين اوساط المشاركين في المؤتمر منها شخصيات نافذة في حزب الاصلاح ما اعتبر تمردا واضحا وتحريضا صريحا لإرباك اعمال مؤتمر الحوار-على حد تعبير- جمال بن عمر، لان ذلك قد يؤدي الى تشكيل صورة ذهنية سلبية قد تعمل على تشكيل رأي عام جماهيري رافض يعيق الدعم الشعبي لعملية الحوار.
و على الصعيد الميداني، جددت قوى الحراك الجنوبي رفضها الحوار بالتزامن مع بدء أولى جلساته الاثنين، وقالت: إنها "تعرضت لضغوط خليجية ودولية لحملها على المشاركة في الحوار" ، وقال العميد علي بن الشيبة القيادي في المجلس الأعلى للحراك - في بيان له- أن عدم المشاركة في الحوار يضمن لهم مساحة أكبر في التعبير عن رأيهم مقابل المشاركة.
ورغم التحضيرات الامنية المكثفة ومشاركة قوات الأمن الخاصة حسب ما أوضح قائد قوات الأمن المركزي عضو لجنة الشئون العسكرية اللواء فضل القوسي انه تم إشراك 19 وحدة أمنية وعسكرية لتوفير الحماية اللازمة وتأمين مؤتمر الحوار الوطني، فقد شهدت الايام الاولى لانعقاد المؤتمر عدد من الاختلالات الامنية.
وفي خطوة كشفت فشل الترتيبات الامنية للجنة العسكرية استهدف مسلحون سيارة عبدالواحد ابو راس أحد ممثلي جماعة الحوثي بمؤتمر الحوار، قتل على اثرها 3 من مرافقيه في «جولة النصر» قرب السفارة الأميركية، وجرح اثنين أخرين.
وكان ضابط في الأمن المركزي قد تعرض للدهس من قبل موكب مسلح للشيخ صادق الاحمر قرب فندق موفمبيك بالعاصمة صنعاء والذي تنعقد فيه جلسات مؤتمر الحوار الوطني ويشارك فيه الأحمر ممثلا عن قائمة التجمع اليمن للإصلاح اضافة الى اثنين من إخوانه.
وذكرت مصادر إعلامية ان نقطة تفتيش قرب فندق موفمبيك حاولت ايقاف موكب صادق الاحمر وفق اجراءات امنية، غير ان السيارة الاولى للموكب صدمت ضابط في النقطة ما أدي على اصابته بكسور بالغة، وحسب موقع (براقش نت) نقل الضابط الى المستشفى في حالة خطيرة.
كما تعرض عضو مؤتمر الحوار عبد الله الفضلي رئيس هيئة الاراضي لمحاولة اغتيال الاثنين 25 مارس 2013 قتل على اثرها سائقه عند نفق جسر عصر بشارع الستين (جولة الأوقاف) بالعاصمة صنعاء.
جلسات المؤتمر
شهدت جلسة يوم السبت 23- مارس-2013 مهاترات وملسانات كلامية بين العديد من اعضاء الحوار ما دفع بعضو لجنة الحوار القاضي علي عطية بالتعليق على الفوضى بالقول : "نشتي حوار يحل لنا الخلافات داخل القاعة".
وأضاف "الاصل نتعلم الحوار، الناس حولونا إلى مهزلة" مناشدا الجميع الدخول في الحوار بجد وصدق النوايا.
وفي الجلسة شكت عضوة المؤتمر رنا غانم في كلمتها من مزاجية التعامل، داخل لجنة نظام المؤتمر ، وأوضحت بأنها مُنعت من دخول شنطتها والتي وجد فيها مقص أظافر، فيما هناك أشخاص يدخلون بأسلحتهم ومرافقيهم إلى داخل القاعة.
من جانبه اعترض علي البخيتي على وجود الدكتور رشاد العلمي ورشاد الرصاص في مقاعد المراقبين في مقدمة صفوف المشاركين، مطالبهم بالرجوع إلى الخلف، نظراّ لتأخيرهم حسب قوله .
ورد عليه نائب رئيس المؤتمر عبدالوهاب الآنسي بالقول : "انت مالك دخل مش شغلك هذا" إلا أن البخيتي أصر على نقطه نظامه، مطالبهم بالرجوع إلى المؤخرة لتسود حالة من الفوضى وسط قاعة المؤتمر.
في سياق آخر دعت الكاتبة الصحفية أروى عثمان رئاسة مؤتمر الحوار إلى إشراك أبناء الطائفة اليهودية والاسماعيلة في مؤتمر الحوار الوطني.
وطالبت أروى عثمان بوضع حد لإصدار الفتاوى التكفيرية ولأصحابها الذين كانوا السبب الأول في التحريض على إشعال حرب صيف 94م وإيقاف حملة التكفير التي تعرضت لها عددا من الناشطات من قبل رجال الدين بالاضافة الى الشتم والطعن بالعرض ، والتحرش الذي تتعرض له المرأة في اليمن من قبل بعض رجال الدين وبعض وسائل الأعلام وكتابها الذين وصفوا النساء بالعاهرات حسب قولها.
وكان قد عقد اجتماعين سابقين في فندق موفمبيك الذي يحتضن اجتماع الأسبوع الأول من مؤتمر الحوار الذي يعول عليه اليمنيون كثيرا في حلحلة كافة القضايا الوطنية والخروج برؤية واضحة لمستقبل البلاد، فيما برزت الكثير من السلبيات وسط المشاركين.
إعلاميون بدون غداء
وبالعودة إلى جلسات مؤتمر الحوار الوطني عقب تدشين فعالياته نبدأ بجلسة الثلاثاء الماضي التي أدارها الدكتور عبدالكريم الارياني ، إذ حُرم الاعلاميين من وجبة الغداء أسوة بالمتحاورين، وسط تجاهل اللجنة الاعلامية للمؤتمر.
وذكر اعلاميون بأن لجان النظام التابعة للمؤتمر منعتهم من كرت وجبة الغداء بحجة عدم توفر العدد الكافي من الوجبات، الامر الذي أثار استياء الصحفيين وشنوا هجوما على القائمين.
من ناحية ثانية شهدت قاعة المؤتمر تصافح الكاتب منير الماوري والكاتبة أروى عثمان، وجاءت المصالحة بين الطرفين اثر إساءة الماوري للكاتبة عثمان عبر صفحات الفيسبوك، والتي كانت قد لجاءت لرفع دعوى قضائية بالمحكمة ضده.
إلى ذلك قام مندوب من الأمانة العامة للحوار الوطني ليلقي على المتحاورين بعض التعليمات، المتعلقة بوجبة الغداء والصلاة، إضافة إلى المفاجأة الكبرى حسب قول المشاركين" ابلاغهم بفتح حسابات بنكية بكل عضو، حيث تورد فيها مستحقاتهم اليومية والتي تصل إلى مائة دولار يومياّ.
كما أعلن في الجلسة ، فقدان حقيبة نسائية لإحدى المشاركات، والتي لا يعلم مصيرها حتى اللحظة.
جلسة الأربعاء
وفي جلسة الاربعاء، التي ترأسها أمين عام الحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان ، لم يلتزم الكثير من الاعضاء بالوقت المتاح لهم للحديث، مما استدعى بالفنيين إلى قطع الصوت عن غالبيتهم ، ودارت في القاعة فوضى عمت المشاركين، وعدم احترامهم لزملائهم خلال الحديث، مما استدعى نعمان لدعوة لجنة الانضباط بممارسة مهامها، وقال مخاطبا: "القاعة كلها فوضى".
وهدد نعمان عن طريق الدعابة ووسط توزيع الابتسامات بين نعمان والبركاني ومحمد الصبري، بإحالة عضو مؤتمر الحوار عن المؤتمر سلطان البركاني للجنة الانضباط، داعيا المشاركين لتقديم مقترحات مفيدة، مستغرباّ حديث آخرين عن عدم وجود "شاى".
وشهدت الجلسة العامة لمؤتمر الحوار في يومها الرابع، الأحد، برئاسة سلطان العتواني، نائب رئيس المؤتمر، الكثير من المشادات والتجاذبات بين أعضاء المؤتمر من جهة، وبين الحراسات الأمنية لفندق موفنبيك مقر انعقاد المؤتمر وبعض المشائخ والشخصيات القبلية المشاركة في الحوار من جهة أخرى، حيث كانت الناحية الأمنية هاجس المتحاورين بعد حادث محاولة اغتيال ممثل الحوثيين الشيخ عبد الواحد أبو راس، ومع الحديث عن محاولة شخصيات مشاركة في الحوار الدخول بالقوة إلى باحة الفندق برفقة العشرات من المسلحين، ما أثار مخاوف الكثيرين من أعضاء المؤتمر جراء تلك المظاهر المسلحة، بالإضافة لرفض بعض المشاركين الخضوع للتفتيش في البوابات الخارجية والداخلية للفندق، وتعرض الحراسات الأمنية للإهانة والشتم من قبل تلك الشخصيات.
وخلال جلسة السبت ، قدم المشاركون في الحوار ضمن قائمة الشباب، احتجاجاتهم لرئاسة المؤتمر على خلفية السكوت والتغاضي عن بعض الشخصيات التي يقولون إنها ضالعة في إثارة الفوضى والدخول بمختلف الأسلحة والمرافقين إلى باحة الفندق بالقوة.
وطالب الشباب رئاسة المجلس بالإفصاح علانية أمام المشاركين في الحوار عن الشخص الذي قام بمثل هذه الأعمال مهما كانت صفته، وإحالته إلى لجنة الانضباط والمعايير للتحقيق معه لمخالفته لوائح وقوانين المؤتمر.
وفي الجلسة الصباحية، أعلن ممثلو جماعة الحوثي (أنصار الله) المشاركون في الحوار، وعددهم 35، تعليق مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني لمدة 24 ساعة، احتجاجاً على تقصير الجهات الأمنية في إلقاء القبض على المتهم بمحاولة اغتيال زميلهم عضو مؤتمر الحوار الوطني عبدالواحد أبوراس.
التغطية الاعلامية
اتهمت صحف ومواقع إلكترونية وصحف مستقلة الأمانة العامة للحوار الوطني واللجنة الإعلامية المنبثقة منها بالإقصاء والتهميش لها، وحرمانها من تغطية فعاليات مؤتمر الحوار الوطني.
وقال ناشطون وصحفيون أن المركز الإعلامي لمؤتمر الحوار الوطني امتنع عن منح بعض المواقع والصحف المستقلة تصاريح للتغطية الإعلامية لمؤتمر الحوار الوطني، متعذرا بحجم الطلبات الكبيرة وغيرها من الحجج الواهية.
وفي تسليط الضوء على حجم التعتيم الإعلامي واحتكار التغطية على المواقع والقنوات الرسمية والتابعة للأحزاب والقوى الممثلة في مؤتمر الحوار الوطني، كشف تقرير لقناة السعيد مدى التذمر في الأوساط الإعلامية وتشكيكها في مدى جدية الأمانة العامة للحوار الوطني في اطلاع المواطنين على اعمال الحوار الوطني وما يجري داخل قاعة المؤتمر.
وكشف في إطار التقرير الصحفي والكاتب معاذ راجح وهو يدير صحيفة إلكترونية عن انتهازية واحتكار اللجنة الإعلامية في المؤتمر وحصرها للتغطية على قنوات ووسائل إعلام تابعة للمشاركين في الحوار.
ثغرات خطيرة في النظام الداخلي لمؤتمر الحوار الوطني
كشف عبدالناصر المودع في مقال له نشره في المصدر أون لاين الخميس 28 مارس 2013 عن ما اسماها ثغرات خطيرة في النظام الداخلي لمؤتمر الحوار الوطني.
وكشف في قراءته للنظام الداخلي لمؤتمر الحوار أن هناك ثغرات خطيرة لهذا النظام تتناقض والأهداف العامة للمؤتمر. وفيما يلي أهم هذه الثغرات:
1- في المادة 34 البند الثاني الفقرة ج والتي تنص على:
عند عدم توافر اغلبية ثلاثة الارباع في الجلسة العامة يعاد الأمر للجنة التوفيق لبذل كافة الجهود المطلوبة للتقريب بين وجهات النظر المختلفة وإلزام الفعاليات بالتوافق، وعند عدم التوصل الى التوافق ترفع القرارات المختلف عليها في الجلسة العامة الى رئيس المؤتمر الذي يقوم بالعمل على تحقيق التوافق حولها وذلك ببذل المزيد من الجهد والتشاور مع المكونات والفعاليات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وله ان يقدم مشاريع قرارات بعد التشاور لحسم هذه الخلافات الى لقاء يضم رؤساء كل المكونات والفعاليات المشاركة في الحوار شريطة ان يكونوا مفوضين من مكوناتهم وفعاليتهم تفويضاً مكتوباً.
وثغرات النص السابق يمكن تحديدها في النقاط التالية:
أ - في الشق الأول من الفقرة تم استخدام كلمة إلزام الفعاليات بالتوافق، وهنا نجد تناقض واضح بين الإلزام والتوافق، وكان الأحرى استخدام كلمة حث الفعاليات بالتوافق.
ب - في الشق الثاني من الفقرة والتي تتحدث عن تقديم رئيس المؤتمر (رئيس الجمهورية) مشاريع قرارات لحسم الخلافات حول القرارات التي لم يتم الاتفاق حولها، لم تشر الفقرة إلى الآلية التي سيتم بها إقرار هذه المشاريع، حيث أكتفت بذكر اللقاء برؤساء المكونات والتفويض المكتوب. وغياب ذكر لآلية إقرار مشاريع القرارات هذه، يفتح الباب لتأويلات عديدة منها؛ إن اللقاء سيطلع على مشاريع القرارات دون أن يكون له حق رفضها، ومن ثم فإن رئيس الجمهورية (رئيس المؤتمر) سيتمتع بصلاحيات اتخاذ القرارات المختلف حولها، وهذا الأمر ينسف فكرة المؤتمر من أساسها، لأن تفويض رئيس المؤتمر بإصدار القرارات ينزع السلطة من أعضاء المؤتمر ويجعل مشاركتهم في المؤتمر وكأنها مجرد جلسات للحوار وللاستماع ليس إلا. وعلى هذا الأساس ينبغي تعديل هذه الفقرة لتشير بكل وضوح إلى الآلية التي سيتم فيها إقرار مشاريع القرارات الرئاسية خلال اجتماع اللجنة المكونة من رؤساء المكونات والفعاليات.
ت‌- أشارت الفقرة السابقة إلى رؤساء الكتل والفعاليات، وحيث أن هناك عدد من الكتل والفعاليات التي ليس لها رئيس من قبيل: النساء والشباب المستقلين ومنظمات المجتمع المدني وكتلة رئيس الجمهورية، فإن هذه الكتل لن تمثل في اللقاء الخاص بإقرار مشاريع القرارات الرئاسية، وعدم حضورها هذه اللقاءات الحاسمة يعني بأن وجودها في المؤتمر لا يعدوا من أن يكون وجوداً صورياً وديكوراً يزين المؤتمر ليس إلا.
2- في المادة (37) والتي تنص على:
يتم اختيار رئاسة فرق العمل بالتوافق في أول يوم تلتقي فيه.
والثغرة في هذه المادة أنها لم توضح آلية الاختيار في حال لم يكن هناك توافق على اختيار رؤساء بعض الفرق، وهذا الأمر متوقع ومحتمل جداً، فكثير من الفرق لن تتوافق بسهولة على اختيار رئيس لها، لأهمية منصب الرئيس ودورة في تسيير عمل الفريق وتوجيهه الوجهة التي يريدها. والنتيجة المتوقعة من هذه الثغرة أن كثير من اللجان لن يكون لها رئيس أو أن التوافق على الرئيس سيستغرق وقت وربما جلسات عديدة حتى يتم التوافق عليه، وقد تصبح بعض اللجان بدون رئيس لفترة طويلة ومن ثم لا تنعقد هذا اللجان وفق الجدول الزمني المقر.
3- المادة رقم (41) البند (2) الفقرة (ب) والتي تنص على:
عند تعذر التوافق يرفع القرار المختلف فيه الى لجنة التوفيق لتقوم بالتواصل مع المكونات والأفراد للتقريب بين وجهات النظر المختلفة، وفي حال تعذر التوافق بين الفريق بعد الاحالة للجنة التوفيق يصوت على القرار ويعتبر القرار نافذا بأغلبية ثلاثة أرباع الحضور من اعضاء فريق العمل، وعند عدم توافر اغلبية ثلاثة الارباع في الفريق ترفع القرارات المختلف عليها الى رئيس المؤتمر الذي يقوم بالعمل على تحقيق التوافق حولها وذلك ببذل المزيد من الجهد والتشاور مع المكونات والفعاليات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وله ان يقدم مشاريع قرارات بعد التشاور لحسم هذه الخلافات الى لقاء يضم رؤساء كل المكونات والفعاليات المشاركة في الحوار شريطة ان يكونوا مفوضين من مكوناتهم وفعاليتهم تفويضاً مكتو
تكرر الفقرة السابقة نفس الثغرة المذكورة في الفقرة ج من المادة (34) والتي سبق شرحها.
4- في المادة (44) والتي تنص على:
يجب أن لا تقل نسبة الحضور عن 75% عند التصويت على القرارات الموضوعية في كافة هيئات المؤتمر، مع مراعاة عدم تغيب مكون بصورة كاملة
الثغرة في هذه المادة تعارضها مع الكثير من المواد الخاصة بإقرار القرارات التي أشتملها النظام الداخلي للمؤتمر، خاصة الفقرة (أ) في البند رقم (2) في المادة رقم (34) والتي تنص على { تتخذ قرارات الجلسة العامة بالتوافق الذي يتحقق بموافقة 90% من الحضور على الأقل، على ألا يكون جملة المعترضين من مكون واحد} فنص هذه الفقرة يتعارض مع نص المادة (44) غير أن الثغرة الخطيرة تتعلق بما ذكرته المادة حين استخدمت كلمة مراعاة عدم تغيب مكون بصورة كاملة، فهذا الأمر يفتح الباب لتأويلات خطيرة منها: أن كلمة مراعاة قد تفهم بأنه لن يتم التصويت على القرارات الموضوعية في حال كان هناك غياب كلي لأحد المكونات، وهذا يعني بأن المؤتمر منح جميع المكونات حق الفيتو (حق الاعتراض) على أي قرار موضوعي، فوفقا للتأويل الذي ذكرناه، سيصبح بإمكان أي مكون تعطيل إصدار إي قرار من خلال الانسحاب أثناء جلسة التصويت أو قبلها. والنتيجة أن هذه المادة أوجدت شروط يصعب، إن لم يكن يستحيل، توفرها لإقرار القرارات الخطيرة والمختلف حولها، حيث أن من المستحيل أن تقبل جميع المكونات بالكثير من القرارات التي ترى بأنها في غير صالحها.
والنتيجة الخطيرة لهذه المادة أن القرارات المهمة للمؤتمر لن يتم إقرارها، وهو ما يعد نسف لفكرة المؤتمر من أساسها.
يمكن القول من كل ما سبق بأن النظام الداخلي لمؤتمر الحوار الوطني تمت صياغته وفقا لتوافقات الأطراف المتصارعة، ودون تمحيص حقيقي من قبل الخبراء. أو أن عامل الوقت والتسويات السياسية أدت إلى هذه الثغرات التي ينبغي تعديلها إن كان ذلك ممكن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.