حاصر امس عدد من الاشخاص ينتمون للتجمع اليمني للإصلاح مبنى رئاسة جامعة صنعاء واحتجزوا فيه اعضاء مجلس الجامعة حتى المساء لإجبار قيادة كلية الهندسة على تأجيل اختبارات الفصل الدراسي الاول، وترفيع الطلاب الراسبين بأكثر من 3 مواد، حسب ما أوردته يومية "الشارع". وتعرض عميد كلية الهندسة المنتخب، الدكتور امين قحطان للاعتداء من قبل أشخاص ينتمون لتجمع الإصلاح عند محاولته الدخول الى رئاسة الجامعة. وساند المعتدون جندي قام بإغلاق بوابة المبنى في وجه قحطان عند محاولة الاخير الدخول الى المبنى هربا من المعتدين عليه، وهو ما جعله يتعرض للاعتداء مرة من قبل مليشيات الإصلاح. وحاصرت مليشيات الإصلاح مبنى رئاسة الجامعة واعضاء مجلس الجامعة، حتى مساء أمس ولم تتدخل الجهات الأمنية لإنقاذهم او ضبط المعتدين، على الرغم من ابلاغ رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة ووزير الداخلية عبدالقادر قحطان بالاعتداء وعملية الحصار. ونقلت يومية "الشارع" في خبر لها عن عميد كلية الهندسة المنتخب الدكتور امين قحطان في اتصال اجرته معه مساء امس ان مجموعة يقودهم رضوان مسعود تظاهروا امس امام رئاسة جامعة صنعاء خلال اجتماع مجلس الجامعة لمناقشة اعتداء نفذته هذه المجموعة على كلية الهندسة امس الاول. واكد عميد الهندسة ان هؤلاء الاشخاص ليسوا من طلاب كلية الهندسة مشيرا الى انهم اعتدوا عليه اثناء دخوله اجتماع مجلس الجامعة وان بعض الناس المتواجدين انقذوه منهم. وافاد الدكتور امين قحطان بانه اثناء الاعتداء عليه حاول الدخول الى مبنى رئاسة الجامعة لكن احد جنود الحراسة قام بإغلاق الباب في وجهه، متيحا بذلك للمعتدين مواصلة اعتداءهم عليه. واوضح انه تمكن من الدخول الى مبنى رئاسة الجامعة بعد تدخل اجتماع مجلس الكلية وجد فيه "نوعا من التمييع للقضية من قبل بعض الاشخاص"، فانسحب من الاجتماع وغادر المبنى الذي ضل محاصرا حتى السابعة والنصف من مساء امس، من قبل المجموعة التي يقودها رضوان مسعود. كما نقلت الصحيفة عن الدكتور عبد الله العزعزي رئيس نقابة اعضاء هيئة التدريس في جامعة صنعاء ان الامن تدخل بعد السادسة مساء لتفريق المعتدين الذين يحاصرون رئاسة الجامعة . واوضح العزعزي ان مجلس الجامعة اتخذ قرارا قضى " بتعليق الدراسة حتى يتم الاعتبار للجامعة واعضائها والطلاب الذين ليس لهم دخل في هذه المشكلة وقال :" اتخذ مجلس الجامعة قرارات بينها احالة المتسببين بهذه المشكلة الى التحقيق معهم وفقا للقانون واحالة المحرضين بشكل مباشر الى النيابة". وكان مجموعة من طلاب كلية الهندسة الراسبين بأكثر من 3 مواد قد تظاهروا قبل امس الاول في حرم الكلية للمطالبة بترفيعهم في المواد التي رسبوا فيها وتأجيل الامتحانات، وهو الامر الذي رفضته عمادة الكلية، فقام هؤلاء الطلاب وبمساندة اشخاص اخرين حضروا من خارج الجامعة امس الاول بإغلاق مبنى الكلية بالسلاسل الحديدية والاقفال، واعتدوا بالضرب والشتم والاهانة على 3 دكاترة من اعضاء الهيئة الادارية لنقابة اعضاء هيئة التدريس وهم الدكتور مصطفى الاصبحي، والدكتورة فاتن عبد محمد والدكتور جميل عون، وعميد كلية الهندسة المنتخب الدكتور امين قحطان. وأعتبر قحطان حسب ما أوردته "الشارع" ما يحدث مكايدة سياسية من قبل فئة معينة داخل جامعة صنعاء تريد ان تسيطر على الجامعة من خلال ما يقومون به من ابتزاز رخيص للعمادات المنتخبة التي تحاول ان تطبق النظام والقانون. وافاد الدكتور امين بان هؤلاء استغلوا هذه الفرص لإثارة الشغب والفوضى داخل الكلية من خلال الطلاب الذين ينادون بتأجيل الامتحانات وترفيع الراسبين بأكثر من 3 مواد رغم ان هذا الامر مخالف للائحة شؤون الطلاب. وقال الدكتور امين : "وضحنا للطلاب بان التأجيل ليس لصالحهم ، بسبب الوضع الذي عشناه ايام الثورة وادى الى تأجيل الدراسة والان من اجل التعويض يحتوي العام الدراسي الواحد على 3 فصول وهذا انهك الطالب وعضو هيئة التدريس". واضاف:" اخبرنا الطلاب اننا نريد ان نتخلص من هذا الوضع لكي يعود الوضع الى ما كان عليه قبل الثورة خلال العام القادم ، اي فصلين دراسيين في العام الواحد ونفهم اكثر من 95% من طلاب كلية الهندسة هذ الامر فقط فئة قليلة منهم هم الطلاب الفاشلون والراسبون في أكثر من 3 مواد استمروا في التظاهر داخل الكلية واعتبرنا ذلك حقا طبيعيا لهم. وتابع :" حينها دخلت فئة من خارج الكلية لمساندة هؤلاء الطلاب ، وكانوا يريدون اغلاق ابواب الكلية والامن منعهم من ذلك ، وكان ذلك قبل 3 ايام لكن في اليوم التالي تغير الوضع تماما وعاد هؤلاء بخطة مدروسة ومعدة سلفا تقضي بإغلاق الكلية". وزاد :" حضر هؤلاء منذ الساعة الثامنة من صباح امس( امس الاول) حاملين السلاسل والاقفال وحاول الامن منعهم وبطريقة سلمية ومهذبة غير مألوفة من قبل رجال الامن ؛ ولكن قام هؤلاء بالاعتداء على الامن وتكسير الابواب ما دفع بأحد الجنود لإطلاق 3 رصاص في الجو وكان الغرض منها هو تفريق هؤلاء المعتدين". وقال الدكتور امين قحطان :" اغلقوا ابواب مبنى كلية الهندسة واحتجزوا اعضاء هيئة التدريس والموظفين وبعض الطلاب داخل المبنى منذ الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة الثالثة من عصر امس الاول ووجهوا لنا سيلا من الشتائم التي ل اتليق بطالب كلية الهندسة ان يتلفظ فيها". واوضح الدكتور امين انهم اثناء احتجازهم في مبنى الكلية تواصلوا مع رئيس الجامعة الذي حضر ليتفاوض مع هؤلاء ولكنهم واجهوه بالهتافات :" ارحل ... ارحل". ولم يتم الافراج عن المحتجزين الا حين حضر نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب ونائب رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية وتفاوضوا مع المحتجين ووعدوهم بتحقيق مطالبهم غير الشرعية وفتحوا الابواب. واصل الدكتور امين قحطان حديثه للصحيفة قائلا : "بعد خروجنا اصدر مجلس الكلية توصيات الى مجلس الجامعة بعدم تأجيل الامتحانات واجرائها في موعدها المحدد ويفصل كل من شارك بإغلاق الكلية ؛ لأن هذه تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون". وفي سياق ذي صلة ما تزال جامعة تعز هي الأخرى تعاني من شلل شبه تام في الدراسة وتعطيل المعاملات في الجامعة، وتسعى قيادات في تجمع الإصلاح، لاستغلال مطالب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بهدف تصعيد قيادات حزبية للسيطرة على مناصب حساسة في الجامعة، تمهيدا لأخونتها.