على قدم وساق تمضي سياسة ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز, الذي يتولى كذلك منصب وزارة الدفاع، في تسليح الوزارة وابرام العديد من الصفقات منذ توليه المنصب قبل عام ونصف العام, وذلك في وقت تعيش المنطقة برمتها على وقع تحديات لا أول لها ولا آخر. جاء إعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن الاستعداد لتوقيع عقود تسليح ضخمة مع السعودية والإمارات, متزامناً مع زيارة وزير الدفاع, تشاك هيجل, الى المنطقة, والتي بدأت أمس الأول؛ ويتوقع خلالها الإعلان عن صفقات بيع الأسلحة. وبحسب مسؤولين في البنتاجون, فإن الولاياتالمتحدة تستعد لتوقيع عقود تسلح ضخمة بقيمة إجمالية تبلغ عشرة مليارات دولار مع السعودية والإمارات العربية المتحدة. واستغرقت الاستعدادات بشأن هذه الصفقة أكثر من عام عبر سلسة من المفاوضات الثنائية, وسيتضمن بيع 25 طائرة مقاتلة من نوع "إف- 16 ديزرت فالكون" بقيمة نحو خمسة مليارات دولار للإمارات, كما ستسمح للإمارات والسعودية أيضا بشراء أسلحة ذات قدرات على "المواجهة" يمكن استخدامها في الاشتباك مع العدو لإصابة أهداف على مسافات أبعد. وطبقاً لهؤلاء المسؤولين, فإن هذه الصفقة هي الأولى التي تعرض فيها الولاياتالمتحدة طائرات "أوسبري" لدولة أخرى, وأن من شأن الأسلحة القادرة على "المواجهة" أن تمنح السعودية والإمارات قدرات أكبر من ذي قبل. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي للمنطقة , والتي تستغرق عاما كاملا حول الصفقة التي قال عنها مسؤولون في الكونجرس إنها الأضخم بعد صفقة بيع طائرات من طراز "إف – 15" للسعودية بقيمة 5‚29 مليار دولار في عام 2010م. حرص السعودية على إبرام الصفقة وجلب المزيد من الأسلحة بدا واضحا منذ تولي الأمير سلمان منصب وزارة الدفاع خلفاً للأمير سلطان بن عبد العزيز؛ إذ اشترت المملكة أواخر العام الماضي 26 طائرة "تايفون" من بريطانيا, وطلبت عشرات المدرعات من المانيا. كما أعلن عشية توليه منصب وزارة الدفاع عن مشروع بيع عشرين طائرة نقل من طراز "سي- 130" وخمس طائرات تموين من طراز "كي سي- 130" للسعودية بقيمة 6‚7 مليار دولار. وقبل ذلك أُبرمت أكبر صفقة تسلح مع واشنطن شملت شراء عشرات الطائرات والمروحيات بقيمة حوالي 60 مليار دولار تضمنت شراء 84 مقاتلة قاذفة "إف- 15" وتحديث سبعين أخرى و178 مروحية هجومية: 70 "أباتشي" و72 "بلاك هوك" و36 "إيه إتش- 6 أي" و12 مروحية خفيفة للتدريب "إم دي- 530 إف". ويأتي الإعلان عن الصفقة وسط مخاوف متزايدة بشأن البرنامج النووي الإيراني وعدم إحراز تقدم يذكر في المحادثات التي أجريت بين إيران والقوى الدولية هذا الشهر. وقد اعتبر مراقبون أن الصفقة تمثل رسالة واضحة الى إيران مفادها أن حلفاء واشنطن في المنطقة متأهبون لأي تطورات ولن يكونوا عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم في حال أي مغادرة من طهران.