من فترة لأخرى يطل علينا الثائر أحمد سيف حاشد بتصعيد احتجاجي.. لم يشهد لليمنيين أن رأوا نائبا بهذا الصيت وبهذا التأثير وبهذا الحب الجماهير.. أحمد سيف حاشد الذي ارتبط اسمه بالثورة الشبابية الشعبية وبجرحى الثورة تعرض لمحاولات اغتيال متكررة وصلت حد محاولة التصفية الجسدية مباشرة أمام مجلس الوزراء. القاضي أحمد سيف لم تحمه السلطة القضائية ولا الحصانة البرلمانية, ما جعل البلاطجة ينهالون عليه بالضرب المبرح أمام مجلس الوزراء، لتقدم بلاغات للداخلية وللنائب العام حول ما تعرض له جرحى الثورة من اعتداءات من باب احترام القانون في بلد لا قانون فيه ينصف أحدا سوى الغلبة. لجأ حاشد الاعتصام للمطالبة داخل مجلس النواب بإقالة وزير الداخلية وأركان حرب الأمن المركزي, ويعلن عن إضرابه عن الطعام, في موقف لم يحدث أن شهده المجلس من قبل.. لجأ يحيى الراعي لطرد البرلماني أحمد سيف حاشد من قاعة البرلمان في إجراء هزيل يمنع نائبا من التعبير عن رأيه وبالطرق السلمية, ليدخل في مشادات مع يحيى الراعي الذي تصرف بإيعاز وتوافق مع نواب الإصلاح. بيد أن ذلك لم يثن حاشد عن التعبير عن رفضه واستيائه من أعضاء البرلمان, بل إنه أراد توجيه رسائل مفادها: أن البرلمان لا يمكن أن ينتصر لأحد حتى ولو كان أحد أعضائه, إلا إذا كان من حزب الفلول أو من الجماعة, كما أنه البرلمان الوحيد الذي يعجز عن مساءلة وزير أو سحب الثقة عنه, أو على الأقل ممارسة ضغوط على المتواطئين. أثبت حاشد انه مناضل من العيار الثقيل, لا تخيفه التهديدات ولا الاتهامات ولا لغة الترهيب, بل أنه قادر على التكيف والتعامل معها, متوقع اكبر مما حدث له.. السلاسل التي حضر بها إلى قاعة البرلمان رسالة أخرى ليست الأخيرة, أراد من خلالها شرح صورة حقيقية لبرلمان هزيل فاقد الشرعية, مكبل بالأغلال والسلاسل من قبل الراعي وجماعة الإخوان .. عطلوا البرلمان منذ سنوات, وجعلوه ساحة للتقاسم الحزبي, ولتمرير "الجرع" والقروض حسب أهوائهم ورغباتهم برلمان انتهت فترة صلاحياته, وأنهى أعضاؤه دورهم في الرقابة والمحاسبة وفي التشريع. جاء حاشد بسلاسل ليجعل من هذا البرلمان المنتهي مسرحية بنظر البعض, لكنه بطبيعة الحال صورة حقيقية لواقع مُعاش ولبرلمان لا يقوى على شيء. تعهد حاشد القاضي والنائب بإجراءات تصعيدية لم يشهدها البرلمان ولا يمنيون من قبل.. إنه قائد الثورة الشبابية الشعبية الذي رفض المبادرة ورفض الدخول في الحوار قبل تحقيق أهداف الثورة. ليس بغريب على إعلام المحاصصة أن يهاجم أحمد سيف حاشد الذي طالما سبب إحراجاً لنظام المشترك الشعبي العام, وإن يقدح فيه؛ لأنه إعلام مفلس لا يقدر على بث الكراهية والأحقاد ضد من يختلف معه؛ ولأنه إعلام ر يعيش إلا على توجيه الاتهامات, وبث الكراهية والتحريض، اعتاد على مهاجمة الشرفاء في هذا الوطن, ربما أن كل الداعمين له هم من الفاسدين الذين لا يستطيعون الخروج بانتصار واحد للوطن أو للمواطن.. حاشد هو النجمة المضيئة في هذا الظلام الدامس, يهتدي به المظلومين ويتمسكون به.