أعلن الكسندر لوكاشيفتش المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية عن وجود تأكيدات من دمشق حول استعدادها من حيث المبدأ للمشاركة في مؤتمر "جنيف –2". وقال لوكاشيفتش في مؤتمر صحفي عقده اليوم 24 مايو/ايار "نشير بارتياح إلى تأكيدات دمشق حول استعداد الحكومة السورية للمشاركة في المؤتمر الدولي من حيث المبدأ لكي يتمكن السوريون بأنفسهم من إيجاد حل سياسي لتسوية النزاع المدمر بالنسبة للبلاد والمنطقة". وأشار لوكاشيفتش إلى أن روسيا تبذل في الآونة الأخيرة جهودا حثيثة بهدف تطبيق المبادرة الروسية الأمريكية من أجل عقد مؤتمر دولي بخصوص التسوية في سورية، مؤكدا أن موسكو "ترى في تنفيذ المبادرة على أساس إعلان جنيف الصادر في 30 يونيو/حزيران 2012 فرصة واقعية لوقف نزيف الدماء ووضع حد لمأساة السوريين ولتأمين مستقبل ديمقراطي لسورية في مصلحة جميع مواطنيها.. وهذه الفرصة لا يجوز إضاعتها". وأوضح المتحدث أن الاتصالات التي تقوم بها روسيا مع الحكومة السورية ومع ممثلي المعارضة السورية على حد سواء، واللقاءات والمباحثات مع الشركاء الغربيين، وبالأخص مع الأطراف التي تساهم في تجاوز الأزمة السورية كلها تخدم مهمة التوصل إلى إنجاح هذه الفرصة. وأشار المسؤول الروسي إلى بعض الصعوبات التي تعترض طريق الحل "فمن المؤسف، وعلى الرغم من دعواتنا إلى عدد من الشركاء والى الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد إطلاق المبادرة الروسية الأمريكية، فقد تم اتخاذ قرار أحادي الجانب حول سورية، وهو أحادي الجانب من حيث الصفة ويناقض أيضا الإجماع الحاصل حول التسوية السياسية للأزمة السورية". وتابع المسؤول قوله إن "جهودا مماثلة تبذل حاليا بهدف اتخاذ قرار غير بناء أيضا خلال الجلسة ال23 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف". وانتقد لوكاشيفتش محاولة عرقلة "تنفيذ الاتفاقات الروسية الأمريكية حول سورية.. ووضع المصالح السياسية الضيقة فوق الهدف الرئيسي المتمثل بوقف نزيف الدماء في الجمهورية العربية السورية وتأمين نجاح الجهود السياسية والدبلوماسية من قبل المجتمع الدولي لبدء الحوار السوري الداخلي". وشدد على أن هذه المحاولات تبعث إشارات سلبية لفصائل المعارضة وتدفعهم عمليا إلى رفض الحوار، مضيفا انه "من دون شك فان البداية الناجحة للمؤتمر الدولي حول سورية تتطلب مشاركة جميع الأطراف المؤثرة ومن ضمنها الاقليمية". واعتبر المسئول الروسي أن المهمة الرئيسية تبقى تشكيل فرق من المعارضة للمشاركة في المؤتمر بدون شروط مسبقة "وهذا يجب أن يسعى إليه كل من لديه مصلحة صادقة في التسوية السياسية السريعة". واستطرد قائلا "المطلوب هو تحديد تاريخ لعقد المؤتمر بدون تأخير". وأضاف أن قرارات بعض أطياف المعارضة السورية، من بينها ما تمخض عن لقاء مدريد ومؤتمر "أصدقاء سورية" في عمان، تبعث على الخيبة، وأعرب عن أمله في أن تطغى الأفكار البناءة خلال اجتماع الائتلاف السوري المعارض في اسطنبول، وأن تتطابق مع الاتفاق الروسي الامريكي لعقد مؤتمر دولي حول سورية بهدف تنفيذ بنود اعلان جنيف. واستبعد لوكاشيفتش عقد مؤتمر دولي حول سورية قبل نهاية شهر مايو/ايار كما كان من المقرر بسبب موقف المعارضة السورية. وأضاف لوكاشيفتش فيما يخص فرص عقد المؤتمر مع نهاية الشهر الجاري أن "الأحداث الجارية، خاصة في معسكر المعارضة، تجعل هذه الامكانية صعبة". وكشف لوكاشيفتش عن احتمال حدوث لقاء بين وزيري الخارجية الروسي والأمريكي قريبا في باريس، قائلا "لا توجد لدي معلومات محددة... لكن مبدئيا، امكانية حدوث هذا اللقاء قائمة". وجدد لوكاشيفتش موقف روسيا الرافض لأي تدخل خارجي في الشؤون السورية، قائلا "موسكو لا تفقد الأمل من تنفيذ المبادرة الروسية-الأمريكية لعقد مؤتمر دولي حول سورية". وشدد على أن "روسيا تقف ضد أي تدخل خارجي في الشؤون السورية"، مشيرا الى ان "ما يحدث خلال عامين على الحدود السورية اللبنانية والحدود السورية التركية يعطي اساسا للقول بان القوى التي تتدخل في الشؤون السورية تسعى لاسقاط الحكومة الشرعية في الجمهورية العربية السورية". وفي هذا السياق اكد مصدر في وزارة الخارجية الروسية ان وزيري الخارجية الروسي والامريكي سيلتقيان في باريس يوم الاثنين المقبل.