بدأ أنصار جماعة الإخوان المسلمين في مصر الجمعة 28 يونيو/حزيران سلسلة مظاهرات مفتوحة زمنيا، وذلك قبل يومين من احتجاجات المعارضة المقررة يوم 30 من الشهر الجاري للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي، باعتبار أنه فشل في إدارة البلاد خلال عامه الأول في الحكم. من جانب آخر، تجمع عدد كبير من معارضي النظام في ميدان التحرير، بينما اتجهت مسيرات مناهضة للإخوان المسلمين إلى الميدان من مختلف أحياء العاصمة. واجتمع الآلاف من أنصار جماعة الإخوان المسلمين وتيارات إسلامية أخرى اليوم بمحيط مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر للمشاركة في مليونية "الشرعية خط أحمر" للدفاع عن السياسة التي ينتهجها الرئيس ورفض محاولات المعارضة لتنفيذ "انقلاب" في البلاد. ويطالب المشاركون في المليونية بضرورة "حماية الشرعية الدستورية التي تعتبر أهم مكتسبات ثورة 25 يناير" والتصدي لأي محاولة للالتفاف عليها وكذلك التصدي لما سموه "محاولة فلول الحزب الوطني المنحل إشعال الفتنة في البلاد". وقام المتظاهرون بنصب منصة عملاقة أمام الباب الرئيسي لمسجد رابعة العدوية بالإضافة إلى نصب 8 خيام بمحيط المسجد لحمايتهم من أشعة الشمس، وكذلك للاستعداد في حالة الدخول في اعتصام مفتوح عقب انتهاء فاعليات المليونية، إذا ما تقرر ذلك. هذا ويواصل المئات توافدهم على ميدان التحرير وسط تزايد أعداد الخيام التي أقامها المعتصمون في جزيرة الميدان وأمام مجمع التحرير. وانطلقت مسيرات من مسجد السيدة زينب ودوران شبرا وميدان مصطفى محمود ومناطق أخرى باتجاه التحرير. كما تحدثت الأنباء عن انطلاق مسيرة مناهضة لمرسي من مسجد القائد ابراهيم في الاسكندرية. موفد "روسيا اليوم": إصابة العشرات في اشتباكات بالإسكندرية ذكر موفد قناة "روسيا اليوم" الى مصر أن عشرات الأشخاص إصيبوا في اشتباكات اندلعت بين أنصار ومعارضي مرسي في ميدان سيدي جابر بالإسكندرية. وكانت مسيرة حاشدة للقوى السياسية المدنية قد انطلقت من ميدان جيهان شرق الإسكندرية، عقب صلاة الجمعة اليوم، في إتجاه ميدان سيدي جابر للمشاركة فى تظاهرات جمعة '' الإنذار الأخير''. وذكر الموفد أن هناك أيضا مظاهرة حاشدة أمام وزارة الدفاع المصرية في القاهرة تطالب برحيل مرسي وتدعو الى أن يحل وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي محله. كما تحدث عن مظاهرة أخرى أمام قصر الاتحادية. وشدد الموفد على أن جميع المدن في محافظات مصر تشهد منذ أمس مظاهرات مؤيدة أو مناهضة للرئيس المصري. وكان الجيش المصري قد أرسل تعزيزات إلى المدن الكبرى في البلاد ترقبا للاحتجاجات التي تخطط لها حركة "30 يونيو" للمطالبة برحيل مرسي وجماعة "الإخوان المسلمين" عن السلطة. وأعلنت الرئاسة المصرية أن نشر العسكريين في محيط المدن يجري بالتنسيق معها، إلا أن المحتجين المعارضين يأملون في أن تقدم القوات المسلحة حماية لهم من هجمات أنصار القوى الإسلامية، فيما يتهم بعض النشطاء الإسلاميين المعارضة بالتحضير لتنفيذ انقلاب عسكري في البلاد. وكان مرسي قد ألقى كلمة تحدث فيها عن نتائج عامه الأول على رأس السلطة في مصر. وعلى الرغم من إقراره بارتكاب "أخطاء"، اتهم الرئيس المعارضة بعدم التعاون مع السلطة كما وجه اتهامات بالفساد إلى معارضين من بينهم منافسه في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية أحمد شفيق. كما وجه مرسي انتقادات حادة إلى قضاة يعارضونه، مشيرا غلى أنهم زوروا انتخابات في عهد مبارك. وكان وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي قد أمهل مرسي والمعارضين له أسبوعا للتوصل الى التفاهم من أجل تجنب إراقة الدماء. وحذر من أن الجيش سيجد من واجبه التدخل ما لم يحدث توافق سياسي، لحماية مصر وشعبها من الانزلاق إلى "نفق مظلم". وتأتي الاستعدادات للاحتجاجات الحاشدة في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من نقص حاد في الوقود والطاقة الكهربائية بالإضافة الى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية والخدمات على خلفية تراجع قيمة الجنيه المصري. وتأمل المعارضة في أنها ستتمكن من إرغام مرسي على التنحي بواسطة جمع حشود كبيرة من المعارضين الذين سيشاركون في المظاهرات، في حين يتهمهم أنصار الرئيس بمحاولة تحقيق ما فشلوا في إنجازه خلال الانتخابات، عبر الانقلاب. البرادعي: خطاب مرسي أكد أنه لا يصلح لمنصب الرئاسة قال المنسق العام لجبهة الإنقاذ ورئيس حزب الدستور محمد البرادعي إن خطاب الرئيس مرسي الذي ألقاه الأربعاء رسخ قناعة المصريين بعدم قدرته على تولي منصب الرئاسة. وأضاف أن الخطاب لا يليق مطلقا بمن يشغل مثل هذا المنصب الهام. AFPوذكر البرادعي في بيان ألقاه في المؤتمر الصحفي الذي عقدته جبهة الإنقاذ الوطني في مقر حزب المصريين الأحرار الخميس، ''لقد عكس خطاب الدكتور مرسي عجزا واضحا عن الإقرار بالواقع الصعب الذي تعيشه مصر بسبب فشله في إدارة شؤون البلاد منذ أن تولى منصبه قبل عام. ولم يعترف الرئيس بأي من الأخطاء الكثيرة والخطيرة التي ارتكبها منذ إصداره ما يسمى بالإعلان الدستوري في 22 نوفمبر الماضي''. من جانبه أشاد مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي بالجيش المصري ووصفه بأنه قوة وطنية أصيلة، ومسؤول عن حماية أهداف الشعب المصري في مظاهرات "30 يونيو"، وحماية الدم المصري في حال حدوث صدام. وأضاف في حوار مع صحيفة "الحياة" أن الجيش مسؤول عن التدخل المباشر في الشارع فور حصول صدام أهلي، وحدود مسؤوليته حقن الدم، وأن يكون طرفاً في سلطة انتقالية لمدة محدودة بين ستة أشهر وسنة، تنتهي بانتخابات رئاسية، بحسب قوله. كما أضاف صباحي وفي حوار آخر نشر يوم الجمعة أن الرئيس محمد مرسي حكم على نفسه كونه لا يصلح رئيساً، وأن أي وقت إضافي سيحصل عليه في الحكم هي تكلفة زائدة على مصر. وقال صباحي إن مظاهرات "30 يونيو" تهدف إلى وقف "الاستبداد الإخواني"، مشيرا إلى أن القوات المسلحة هي إحدى "الضمانات الأساسية لوقف (الأخونة)، لأنها عصية عليها". إلى ذلك نفى الفريق أحمد شفيق، المرشح السابق للرئاسة، أن يكون وراء الدعوة لمظاهرات "30 يونيو"، كما نفى أن يكون له علاقة بحركة "تمرد". وأعتبر شفيق، أن مظاهرات 30 يونيو هي بداية النهاية للإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن حملة تمرد "علامة إيجابية أمام العالم على نضج المصريين والتفاهم حول هدف واحد".