شهدت العاصمة صنعاء, أمس, ازدحاماً غير مسبقون في حركة السير, جراء قطع مجندين جدد محتجين, يتبعون ما كان يعرف بالفرقة الأولى مدرع "شارع الستين الغربي" ومنع مرور السيارات فيه. واستمر الجنود في قطع هذا الشارع لساعات, ما أدى الى ازدحام شوارع العاصمة بشكل غير مسبوق, حيث اكتظت شوارع "الستين الغربي", "الزراعة", "الدائري الغربي", "الدائري الشمالي", و"التحرير" وشوارع أخرى محيطة بها بالسيارات, التي شوهدت وهي مصطفة في صفوف طويلة علق فيها الناس لساعات. ويُعد "الستين الغربي" من أهم شوارع العاصمة, ويمر من أمام منزل رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, وأدى قطعه الى أزمة مرورية خانقة بدأت في العاشرة صباحاً, واستمرت حتى الثانية والنصف من بعد الظهر. تزامنت هذه الأزمة المرورية مع غياب شبه كامل لرجال المرور. وشوهد أمين العاصمة, عبد القادر هلال, وهو يقوم بدور شرطي المرور في أكثر من تقاطع رئيسي. وقالت المعلومات إن هؤلاء المجندين يتبعون "الفرقة الأولى مدرع" المنحلة, وقطعوا "شارع الستين" للمطالبة بتثبيتهم. وكان اللواء علي محسن الأحمر, القائد السابق للفرقة والمنطقة الشمالية الغربية, المنحلتين, طرح عددا من الشروط لتسليم موقعيه, بينها تجنيد اكثر من 20 ألف شخص قال إنهم "شاركوا في الثورة" وسبق أن تم تجنيد أكثر من 20 ألفا من هؤلاء استجابة لمطلب علي محسن؛ غير أن عددا من هؤلاء قدموا الى مقر الفرقة, وقالوا أنهم مجندين فيها ولكن لم يتم تثبيتهم في وزارة الدفاع. ويطالب المحتجون بترقيمهم أسوة بزملائهم الذين تم ترقيمهم وتثبيتهم, وإدراج أسمائهم في كشوفات الدائرة المالية التابعة لوزارة الدفاع. واتهم هؤلاء المحتجون "أشخاصاً نافذون داخل قوات الفرقة "سابقا" ببيع أرقامهم العسكرية والتي اعتمدتها وزارة الدفاع لهم مؤخراً". وأكدت المعلومات أن هؤلاء المحتجين هم ممن رفضت اللجنة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع "ترقيمهم" بسبب صغر سنهم, أو تقدمهم بالسن. وكانت لجنة مكلفة من وزارة الدفاع أنهت ,الأسبوع الماضي, عملية ترقيم آلاف الجنود التابعين لعلي محسن, وتم توزيع آلاف منهم على عدد من المعسكرات, وعلى مركزي التدريب العسكريين في ذمار ومأرب, لإعادة تأهيلهم عبر إخضاعهم لدورات عسكرية عدة. وقال ل"الشارع" مصدر في مرور العاصمة إن المجندين المحتجين بدؤوا, في العاشرة من صباح أمس, قطع "شارع الستين" من أمام البوابة الغريبة ل"الفرقة الأولى مدرع" المنحلة, مقابل بوابة المبنى الجديد ل"مستشفى آزال". وأضاف المصدر: "لم يكتف هؤلاء المجندين بهذا, فنزل عدد كبير منهم الى جسر جولة مذبح, وأغلقوا الجولة بالكامل, ومنعوا مرور السيارات القادمة من مذبح والجامعة وحدة, وتسبب ذلك في اختناق العاصمة بأزمة مرورية". وتابع: "شارع الستين هو من أهم الشوارع في العاصمة, وتمر عبره عشرات الآلاف من السيارات يومياً, وهو يغدي شوارع العاصمة بالسيارات". وفيما نفى المصدر سحب افراد المرور من الجولات الرئيسية؛ اكد أنهم عجزوا عن تنظيم حركة السير, بسبب اكتظاظ الشوارع بالأف السيارات. وأوضح المصدر أنه تم رفع بلاغات الى أمانة العاصمة, التي بدورها تواصلت مع عمليات السيطرة التابعة لوزارة الدفاع, التي تدخلت من أجل إيقاف قطع الشارع. وذكر المصدر أن عملية قطع "شارع الستين الغربي" استمرت حتى الثانية والنصف من بعد ظهر أمس, ولم يتم فتح الشارع إلا بعد أن وصل قائد المنطقة العسكرية السادسة, العميد علي محمد المقدشي, الى مكان قطع الشارع, وأقنع المجندين المحتجين بفتح الشارع بعد أن التزم بمتابعة عملية تثبيتهم. وذكرت المعلومات أن رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, عند عودته ظهراً بموكبه من دار الرئاسة الواقعة في "حدة" اضطر أن يسلك طرقاً فرعية من أجل الوصول الى منزله في "الستين الغربي" الذي ارتصت فيه عشرات السيارات وظلت فيه شبة متوقفة. وشوهد عشرات من جنود الحرس الرئاسي الخاص التابعين لهادي منتشرين في شوارع فرعية حول منزله.