في أقل من أسبوع, خلال إجازة عيد الفطر, قتل وجرح العشرات في محافظة إب, بأعيرة نارية نتيجة خلافات شخصية شهدتها مختلف مديريات المحافظة, في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة. ففي مديرية "المشنة" وسط مدينة إب, اندلعت ظهر ثالث أيام العيد, مواجهة مسلحة بين قبيلتي "بيت ضاوي" و"بيت مارح" قتل فيها ثلاثة أشخاص و أصيب آخرون من الجانبين. وقالت ل"الشارع" مصادر محلية مطلعة إن سبب الاشتباك هو خلاف على أرض, استخدم فيه الطرفان مختلف أنواع الأسلحة, فيما تشير معلومات أخرى الى أن الاشتباك نتج عن خلافات سابقة حدثت بين المتنازعين. وتعد هذه المواجهة هي الأبرز في الأسبوع الدامي الذي شهدته محافظة إب, وطبقاً لبعض المصادر فإن البحث الجنائي في المحافظة لا يزال يجري التحقيق والتحري عن أسباب المواجهة التي اندلعت في ظروف غامضة. وفي نفس اليوم أصيب أيضاً في مديرية "المخادر" ما يقارب خمسة أشخاص,, بإصابات مختلفة, نتيجة تعرضهم لإطلاق نار من قبل مسلحين يستقلون دراجات نارية هاجمت شخصا يدعى ناجي وازع نجاد, أصيب بطلقة في فخذه الأيسر. كما قتل في نفس اليوم بمديرية "السياني" شخص يدعى قاسم عبده عبدالله, 50 عاما, من أهالي "العموقين". وأوضح مصدر أمني للصحيفة أن قاسم قتل في ظروف غامضة, وأن جثته وجدت داخل حقل قات في المنطقة. وبهذه الأحداث يكون ثالث أيام عيد الفطر هو أكثر الأيام دموية في محافظة إب, في أسبوعها الساخن هذا, والذي كانت بدأت أحداثه آخر اثنان آخران, في منطقة "شبان" التابعة لمديرية "جبلة" نتيجة اشتباكات نارية اندلعت بين أسرتين في المنطقة. وتشير المعلومات الى أن سبب هذه الاشتباكات هو نزاع على أرض واقعة في منطقة "شبان" وباشرت الأجهزة الأمنية التحقيق في هذه الحادثة, وتم ضبط عدد من المتهمين فيها والتحفظ على أحد المصابين باعتباره متهما رئيسياً في القضية. وفي نفس المديرية, لكن في منطقة "الدحثاث" على خط "جبلة" قتل, قبل المغرب نفس اليوم, شخص يدعى طه زيد محمد (20 عاما) بطلقة نارية أثناء مروره بالقرب من أشخاص كانوا يتنازعون على شجرة. وقال الأهالي إنهم اكتشفوا جثة طه زيد, بعد ساعات من مقتل بعيار ناري طائش, مؤكدين أنه ضحية ولا علاقة له بالحادثة. وفي ساعات الفجر الأولى من اليوم التالي, يوم عيد الفطر, سقط قتيل يدعى محمد احمد فارع الحبيشي, (20 عاما) بمنطقة "ميتم" نتيجة إصابته بطلقة نارية أصيب بها وسط حقل قات. وذكر خبراء الأدلة الجنائية أنهم وجدوا قطرات دماء في حقل القات التابع لأحد المواطنين. وذكرت مصادر أمنية أن إخوان الضحية اتهموا صاحب الحقل بقتل أخيهم, وقاموا بالاقتصاص له عند طلوع شمس العيد. وشهد ثاني أيام العيد سقوط ثلاثة قتلى في ثلاث مديريات مختلفة من محافظة إب, ففي مديرية "جبلة" قتل شخص يدعى علي محمد عبد الرحمن الحجري, نتيجة طعنة قاتلة في صدره ب"جنبية". وقال مصدر أمني أن القتل كان إثر خلاف على مائتي ريال ضريبة قات, مشيراً الى أن الأمن تمكن من ضبط الجاني وإيداعه السجن المركزي. أما القتيل الثاني فيدعى "المرغمي" وقتل في منطقة "السحول" بمديرية "ريف إب", نتيجة إصابته بعيار ناري أطلقه عليه مجموعة من أشخاص قاموا بالتقطع له فيا لطريق. الضحية الثالثة لنفس اليوم كانت في مديرية "ذي سفال" حيث لقى شخص مصرعه نتيجة إصابته بعيار ناري في الرأس, ويدعى أمين عبده ملهي عوفان (35 عاما) ولم تشير المعلومات الى أسباب قتله؛ غير أن جثته تم إيداعها ثلاجة مستشفى "جبلة" بالمحافظة,. كما شهد اليومان الرابع والخامس من أيام العيد سقوط ثلاثة جرحى, الأول في منطقة "مشورة" غرب مدينة إب, والثاني في مديرية "السبرة", والقتيل والثالث طفلة في مديرية "العدين". حيث قتل الشاب عبد الرحمن أحمد إسماعيل السواري في منطقة "مشورة" بعيار ناري من مسدس صاحب دراجة نارية على إثر خلاف. كما قتل في مديرية "السبرة" إثر الاشتباكات التي تشهدها المنطقة منذ فترة شخص يدعى توفيق أحمد محمد السلامي (جندي) كان عائدا من معسكره في حضرموت ليقضي إجازة العيد بين أهله ولا علاقة له بما حدث من خلافات ومشاكل.. وفي ذات اليوم لفظت أنفاسها الأخيرة طفلة من مديرية "العدين"- جبل بحري تدعى ماجدة أمير غالب هلال (9 سنوات) داخل أحد مستشفيات المحافظة بعد أيام من إصابتها بطلقة (راجع) ناتجة عن إطلاق النيران العشوائية في المنطقة. وعلى نفس الصعيد, وجهت إدارات بعض مستشفيات المحافظة, وهي: مستشفى جبلة, الأمومة والطفلة, ومستشفى ناصر العام, نداء استغاثة الى الجهات المسؤولة بسرعة دفن الجثث المتراكمة في ثلاجات الموتى التابع لها. وقالت هذه المستشفيات إن توافد الجثث عليها يزداد كل يوم, ما تسبب في عجزها, وخاصة بعد أن تعطلت ثلاجة الموتى بمستشفى الثورة العام بالمحافظة وخروجها عن الخدمة بشكل نهائي منذ بداية العام المنصرم. وقال عدد من العاملين عليها إن تلك الثلاجات أصبحت تتسرب منها روائح الجثث, وخاصة ثلاجة مستشفى الأمومة والطفولة, وأن معظمها أصبحت تعمل فوق طاقتها الافتراضية, وفي طريقها للتعطيل.