تصاعد الخلاف بين رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, والرئيس السابق, علي عبدالله صالح, الذي رفض مقترحاً تقدم به الأول, الأسبوع قبل الماضي, ويقضي بتسليمه رئاسة المؤمر الشعبي العام للدكتور عبد الكريم الإرياني, النائب الثاني للحزب. وللمرة الأولى لوح الرئيس هادي, في اجتماع عقده أمس بهيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني, حضره المبعوث الأممي الي اليمن, جمال بن عمر, بإلغاء قانون الحصانة, وتفعيل قانون العزل السياسي ضد "صالح". وفيما قالت وكالة "خبر" التابعة ل"صالح" إن هادي "فجر مفاجأة"؛ أشارت الى أنه "لوح صراحة وللمرة الأولى بصورة علنية بإلغاء قانون الحصانة وتفعيل قانون العزل السياسي, خلافاً لما تم الاتفاق عليه في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية". وقالت الوكالة إن "الحذف والتعديل في الخبر يُعبر عن ارتباك", وهو "تكتيك المقصود منه إيصال رسالة ما وتلويح بتصعيد على أمل انتزاع تنازلات أو مرونة في مواقف الطرف المعني بالرسالة". واعتبرت الوكالة التهديد محاولة "لتمرير مادة العزل السياسي في مخرجات الحوار الوطني". وعنونت الوكالة خبرها ب"هادي يصعد من الخطاب السياسي ويُلوح باستخدام "الحصانة" و"العزل" في ختامية الحوار". ونقلت الوكالة عن عضو في مؤتمر الحوار الوطني, لم تسمه, قوله: "إن ما حدث مناورة جديدة تفصح عما يدور وراء كواليس الترتيبات والتجهيزات من قبل الرئيس هادي وبعض الأحزاب, محاولة منهم للانتهاء من أعمال مؤتمر الحوار والخروج بالرؤى والقرارات التي لم يتم الاتفاق حولها من قبل كافة الأطراف المشاركة, والسيطرة على أهم مخرجاته". ونشرت الوكالة نص الخبر الذي نشرته الوكالة الرسمية قبل وبعد حذفه وتعديله. وانعكس تصاعد الخلاف على شكل ارتباك إعلامي, حيث اضطرت وكالة "سبأ" الحكومية, أمس, الى حذف فقرة وردت ضمن خبر رئيسي, وتتضمن تهديداً ل"صالح" بسحب الحصانة التي منحت له بموجب المبادرة الخليجية التي تم بموجبها نقل السلطة. الخبر, الذي نشرته الوكالة الرسمية, كان حول الاجتماع الذي عقدته, أمس, هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني, برئاسة الرئيس هادي. وجاء فيه: "جرى (في الاجتماع) نقاش حول ارتباط المبادرة الخليجية بموضوع نقل السلطة ولا يجوز الجمع بعد ذلك بين الحصانة والعمل السياسي, باعتبار أن العمل السياسي جزء السلطة, ولا يمكن الجمع بين الحصانة وممارسة السلطة السياسية في أي موقع سياسي". بعدها, أعادت الوكالة نشر الخبر بعد حذف الفقرة التهديدية منه. ولم توضح الوكالة أسباب حذف الفقرة أو ملابسات ذلك. وقالت المعلومات إن الرئيس هادي هو من ذكر ذلك في الاجتماع, هدد, صراحة, بإلغاء قانون الحصانة, وشدد على ضرورة إقرار مادة حول العزل السياسي ضمن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. واعتبر خطاب الرئيس هادي, وخبر الوكالة الرسمية, بمثابة تصعيد ضد "صالح" الذي سبق أن رفض ترك رئاسة حزب المؤتمر للرئيس هادي, كما رفض مقترحاً قدمه الأخير, الأسبوع قبل الماضي, ويتضمن ترك "صالح" رئاسة حزب المؤتمر, ل"هادي" بل للدكتور عبد الكريم الإرياني, الذي سيتولى رئاسة الحزب والترتيب لمؤتمر عام للحزب. وكشف المصدر عن سعي الرئيس هادي في الضغط على "صالح" عبر إجباره على ترك العمل السياسي, من خلال تبني مؤتمر الحوار مخرجات تربط الحصانة بترك العمل السياسي. وحسب وكالة "سبأ" فقد اتفقت هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل, في اجتماع أمس, على بدء الجلسات الختامية لمؤتمر الحوار الثلاثاء القادم. وقال ل"الشارع" مصدر سياسي رفيع إنه تم الاتفاق على تكليف المبعوث الأممي الى اليمن, جمال بن عمر, الذي حضر الاجتماع, بإعداد مقترح توافقي, كي يتم التصويت عليه, حول شكل الدولة وعدد الأقاليم التي سيتم تقسيم اليمن إليها, بما يمكن من حل إشكالية الخلاف القائم حول ذلك مع الحزب الاشتراكي اليمني, الذي يتمسك, مع ممثلي مؤتمر شعب الجنوب في مؤتمر الحوار, بضرورة أن يكون الجنوب إقليماً واحداً, دون أي مانع من تقسيم الشمال الى أكثر من إقليم. وكان "بن عمر" طلب, الجمعة, من جميع ممثلي المكونات والأحزاب السياسية في فرق عمل: "العدالة الانتقالية, بناء الدولة, والقضية الجنوبية, في مؤتمر الحوار "تفويضاً مطلقاً ونهائياً يخوله وضع المقترحات الختامية بشأن القضايا الخلافية بين المكونات في الفرق الثلاث, على أن يوقع الجميع على التفويض". وقال ل"الشارع" مصدر سياسي مطلع إنه تم الاتفاق على ان يتم تقسيم اليمن الى خمسة أقاليم" إقليمين في الشمال, وإقليمين في الجنوب, وإقليم خامس يكون مشتركا سيكون من محافظات ومناطق شمالية وأخرى جنوبية. وأشار المصدر الى أنه تم التوصل الى هذا الاتفاق كحل وسط لحل الأزمة, والخلاف القائم. وأوضح المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه, أن جمال بن عمر قدم, مغرب أمس, هذا المقترح للرئيس هادي, وبقية الأحزاب الرئيسية في البلاد, التي طلب فرصة لطرح المقترح على أحزابها لاتخاذ القرار. وقال المصدر: "أتوقع أن يكون الإقليم الخامس مكوناً من المحافظات الحدودية المشتركة, وهي: تعز, لحج, البيضاء, مأرب, الضالع, وأبين. وكانت عدن ضمن هذا الإقليم المشترك؛ إلا أن ممثلي الحراك الجنوبي اشترطوا ألا تكون عدن خاضعة لهذا الإقليم, وأتوقع أن يتم الاتفاق على ضمها إليه". وقالت وكالة "سبأ" الحكومية إن "الاجتماع ناقش اللمسات الأخيرة لبدء الجلسات الختامية لأعمال مؤتمر الحوار الوطني يوم الثلاثاء المقبل". حيث ستقدم في الجلسة التقارير النهائية التي أنجزتها فرق العمل في مؤتمر الحوار للتصويت عليها في الجلسة العامة. وأوضحت الوكالة أنه "جرى مناقشة بند الحكم الرشيد والعدالة الانتقالية". وطبقاً للوكالة, فقد "أكد الرئيس هادي أن الأمور سارت على ما يرام وحسب البرنامج المحدد, بالرغم من بعض السلبيات, إلا أن الأمور مضت الى الأمام بقوة أكبر". وقال هادي إنه "لابد من أن يتحمل الجميع من القوى المشاركة في المؤتمر المسؤولية الوطنية والتاريخية, وأن جماهير الشعب تنتظر بفارغ الصبر مخرجات الحوار خصوصا وقد تحملت ما حصل من معاناة وانقطاعات للكهرباء وتفجير أنابيب النفط ومعاناة مجتمعية متعددة ومتنوعة". وأضاف: "لا بد من عمل حسابات دقيقة لكل شيء والعمل بكل قوة من أجل مصالح الشعب الحياتية اقتصاديا ومعيشيا وأمنيا وتجنب المكايدات أو المغامرات". وأمس, قال مصدر في المؤتمر الشعبي العام إن "التفويض الذي طلبه جمال بن عمر من مكونات فريق القضية الجنوبية ليضع هو المقترحات النهائية, وتوقع عليه المكونات دون نقاش, وهو أمر غير ممكن, ويخالف منطلقات ومرجعيات الحوار الوطني والتسوية السياسية". ونقلت وكالة "خبر" عن المصدر قوله: "إن الشعب اليمني قد شبّ عن الطوق وبلغ الرشد ولا يخضع للوصاية أو الإملاءات". وأضاف: "إن المؤتمر الشعبي متمسك برؤيته المقدمة لمؤتمر الحوار حول القضية الجنوبية, وإذا كان هناك رؤى للمبعوث الأممي الدولي جمال بن عمر فيجب أن يطرحها في مؤتمر الحوار وليس في الغرف المغلقة". ولمحت الوكالة, التي تبع الرئيس السابق, الى تراجع الرئيس هادي عن رؤية حزب المؤتمر حول القضية الجنوبية, التي سبق أن وافق عليها في لقاءات جمعته بعدد من قيادات الحزب. وقالت الوكالة: "المصدر المؤتمري أوضح, في السياق, بانه إذا صح ما نشر من أخبار بأن الرئيس هادي قد تخلى عن رؤية المؤتمر الشعبي حول القضية الجنوبية, فإن المؤتمر يعبر عن أسفه لهذا التراجع". وأعلن حزب المؤتمر أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا مشتركا مع أحزاب التحالف الوطني, في لعاشرة من صباح اليوم الأحد, في "فندق تاج سبأ" بالعاصمة صنعاء. وأوضحت وسائل إعلام حزب المؤتمر أن المؤتمر الصحفي, الذي سيعقده الدكتور أحمد عبيد بن دغر, الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام, والدكتور قاسك سلام, رئيس المجلس الأعلى لأحزاب التحالف, وعبده محمد الجندي, المتحدث باسم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي, "سيستعرض مستجدات الأوضاع السياسية وآخر ما توصلت إليه اللجنة المصغرة المنبثقة عن فريق القضية الجنوبية, وكذا آخر التطورات والقضايا التي شهدها مؤتمر الحوار الوطني, بالإضافة الى التطورات السياسية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي". وضمن حملة التصعيد بين الجانبين, قالت وكالة "خبر" أمس, إن الرئيس عبد ربه منصور هادي, "يوجه بصرف مبلغ مالي كبير للواء على محسن الأحمر, مستشار الرئيس للشؤون العسكرية والأمنية, لغرض السفر الى دولة أوروبية". ونقلت الوكالة عن مصدر في الرئاسة قوله إن الرئيس هادي "وقع" أمس السبت, على أمر الصرف لمستشاره اللواء الأحمر, بمبلغ قدره سبعون ألف دولار أمريكي لغرض السفر الى فرنسا".