قدّم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، يوم الأربعاء 9 يوليو/تموز 2025، إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، استعرض فيها آخر مستجدات الوضع في اليمن في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتداعياتها على الساحة اليمنية. وقال غروندبرغ إن المنطقة شهدت مؤخرًا فترة مضطربة اتسمت بتحولات سريعة وآمال ضعيفة في خفض التصعيد، مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل شكّل بارقة أمل لاستعادة الزخم الدبلوماسي، بما في ذلك في الملف اليمني. وأوضح أن الفترة الماضية شهدت تصعيدًا عسكريًا مقلقًا، من بينها هجمات صاروخية شنّتها جماعة أنصار الله على إسرائيل، وهجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر، أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين، محذرًا من مخاطر بيئية كبيرة جراء تلك العمليات، التي تُعدّ الأولى من نوعها منذ أكثر من سبعة أشهر. وأشار إلى الغارات الجوية الإسرائيلية على صنعاء، واستهداف منشآت مدنية، من بينها موانئ الحديدة، ورأس عيسى، والصليف، ومحطة توليد كهرباء، مؤكدًا ضرورة حماية البنية التحتية المدنية وحرية الملاحة. وأضاف المبعوث أن الأنشطة العسكرية لا تزال مستمرة في عدد من المحافظات، بينها الضالع، الجوف، مأرب، تعز، وصعدة، مع رصد تحركات للقوات نحو الضالع ومأربوتعز، محذرًا من تفاقم الانقسامات الداخلية، وداعيًا جميع الأطراف إلى تجنّب الإجراءات الأحادية، وإبداء جدية في استكشاف السبل السلمية. وعن لقاءاته بمدينة عدن، جنوباليمن، أوضح غروندبرغ أنه ناقش مع رئيس الوزراء، سالم بن بريك، إجراءات عملية لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي، من أبرزها صرف المرتبات بانتظام، وتعزيز القدرة الشرائية، وتحسين الخدمات، إضافة إلى بحث سبل استئناف إنتاج وتصدير النفط والغاز. وحثّ المبعوث على إطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية النزاع، مؤكدًا أن العملية تراوح مكانها منذ أكثر من عام، وقال: "لا مبرر لإطالة معاناة العائلات، وقد آن الأوان للوفاء بالالتزامات المتفق عليها". ورحّب بفتح طريق الضالع لما يمثّله من خطوة مهمة في تعزيز حرية التنقل وتوسيع الأنشطة الاقتصادية، معتبرًا أنه دليل على ما يمكن تحقيقه على أرض الواقع. وفي سياق الدفع نحو تسوية دائمة، قدّم غروندبرغ ثلاثة مقترحات رئيسية: 1. دعم جهود التهدئة على خطوط التماس، والعمل على وضع معايير لوقف شامل لإطلاق النار. 2. التمهيد لمحادثات مباشرة بين الأطراف، ضمن خارطة طريق تشمل تدابير إنسانية واقتصادية، إلى جانب المسار السياسي. 3. التعاون الإقليمي والدولي لتوفير ضمانات أمنية، لا سيما المتعلقة بحرية الملاحة في البحر الأحمر. وسلّط الضوء على لقاءاته مع قيادات سياسية ومدنية وناشطات يمنيات، مؤكدًا أهمية الحفاظ على الفضاء المدني وتوسيعه، كجزء أساسي من مستقبل اليمن. وجدد دعوته للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين تعسفيًا، بمن فيهم موظفو الأممالمتحدة، والعاملون في المنظمات غير الحكومية، المحلية والدولية. وأشار إلى أن عدد الحالات التي تتطلب رعاية طبية عاجلة في ازدياد مستمر، مؤكدًا أن هؤلاء الأشخاص بحاجة إلى العلاج والعودة إلى ديارهم وأسرهم. وشدد على أن هذه القضية لن تُغفل. وأعرب عن تقديره لأعضاء مجلس الأمن على دعمهم المستمر لليمن ولجهود الوساطة، مؤكدًا أن الرسائل الموحدة والمنسقة الصادرة عن المجلس تعزز عزم المجتمع الدولي على الدفع نحو تسوية تفاوضية.