توفي المعتقل اليمني السابق في سجن غوانتانامو الأميركي، فهد غازي، الأربعاء 23 يوليو/تموز 2025، بحادث مروري، شرق اليمن. ووقع الحادث على طريق سيئون بمحافظة حضرموت، اثر انقلاب السيارة التي كانت تقله أثناء رحلة عائلية. وذكر المحامي عبدالرحمن برمان، رئيس المركز الأمريكي للعدالة، أن فهد كان في طريقه مع عدد من أقاربه لاستقبال إحدى قريباتهم العائدات من الخارج، عندما انفجر أحد إطارات السيارة، ما أدى إلى انقلابها ووفاته على الفور. ومن المتوقع وصول جثمان غازي إلى العاصمة صنعاء خلال الساعات القادمة. ويُعد فهد غازي من أبرز المعتقلين اليمنيين الذين قضوا سنوات طويلة دون محاكمة في معتقل غوانتانامو. وأعتُقل في باكستان أواخر عام 2001، وهو في السادسة عشرة من عمره، ثم سُلّم إلى القوات الأميركية التي نقلته إلى غوانتانامو مطلع 2002، ليبقى هناك لأكثر من 14 عامًا. ورغم صدور قرار من إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش بالإفراج عنه عام 2007 استنادًا إلى تقارير قانونية اعتبرت اعتقاله غير مبرر، فإن إدارة باراك أوباما رفضت عودة المعتقلين اليمنيين إلى بلادهم، ما أدى إلى استمرار احتجازه حتى يناير/كانون ثان 2016. وفي أواخر ولاية أوباما، تم الإفراج عن فهد ضمن برنامج خاص بالتنسيق مع سلطنة عُمان، حيث عاش هناك مع زوجته وابنته حتى نهاية عام 2024، قبل أن تطلب منه السلطات مغادرة البلاد بعد انتهاء فترة الضيافة. وبعد عودته إلى صنعاء، حاول فهد بدء حياة جديدة رغم المعاناة التي خلفتها سنوات الاعتقال. وكان قد تزوج وهو في الخامسة عشرة من عمره، ثم غادر اليمن إلى باكستان بعد عام واحد فقط من زواجه. تجدر الإشارة إلى أن مركز الحقوق الدستورية في نيويورك كان قد تولى الدفاع عنه، وأنتج فيلمًا وثائقيًا بعنوان "في انتظار فهد: أمل أسرة للحياة خارج غوانتانامو"، تناول قصة احتجازه الطويلة، ومعاناة أسرته، وكفاحهم من أجل استعادة حياتهم.