الإرياني يدين جريمة اختطاف المحامي صبرة ويحمّل المليشيا مسؤولية سلامته    طهران: لسنا ملزمين بالامتثال لقرار العقوبات وردنا سيكون صارم    أكاديمية سام اليمن تتوج ببطولة كأس 26 سبتمبر للفئات العمرية في القاهرة    حين تتكرّر لعنة «عوض لعنة»    انفجار الغضب: شعب بلا رواتب ولا خدمات.. حكومة بلا ضمير!    دعوة حضرمية لإغلاق مقرات الأحزاب اليمنية على أرض الجنوب    منصور صالح: تفسير حديث الرئيس الزُبيدي عن إسرائيل غير دقيق    الحزام الأمني بالعاصمة يضبط مطلوبين ومواد مخدرة وسلاحًا    محافظ حضرموت يتفقد إدارة مكافحة المخدرات ويثمن نجاحاتها    البيض يكشف حلاً لمشكلة الوحدة واحتلال الجنوب    حدث محزن في عدن.. أب يرهن جواله مقابل وجبة عشاء لأطفاله الجياع    أكبر هجوم روسي على كييف وتأهب في بولندا والحلفاء    جامعةُ عَدَن في ذكرى تأسيسها ال 55 ( 1970 2025 )    صحيفة صهيونية: اليمنيون مستمرون في اكتشاف نقاط ضعف إسرائيل    اليونسكو تدين مقتل صحفيين يمنيين    ليفربول يتعرض للهزيمة الأولى في الموسم الحالي للدوري    صرخة وجع من عدن: جوع ينهش الكرامة والفقر يطبق على الأنفاس    شجاعة ونبل المسيحيين: صوت إنساني في وجه مآسي غزة وتخاذل العرب والمسلمين    دعوة لتأسيس لجنة استشارية سياسية جنوبية    باشنفر والسنباني في اجتماع اتحاد غرب آسيا .. تأكيد رسمي بوقوع خطأ أضر باليمن    "شباب المعافر " يتوج ملكاً لبطولة "بيسان " والحروي يؤكدرسمياًأقامتها كل عام مع إسدل نسختها الاولى    السامعي: خيار المقاومة أصبح ضرورة حتمية أمام الأمة لمواجهة المخططات العدوانية    شباب المعافر يفوز على الرشيد ويتوج بطلاً للنسخة الأولى من بطولة بيسان    صافرة الصديق تبهر جمهور نهائي بيسان    العديني يشيد ببطولة المرأة الإصلاحية في حضرموت ويطالب بمحاسبة المعتدين    كلية الإعلام بجامعة عدن تُقر استعداداتها للعام الدراسي الجديد وتحتفي بأول دفعة بكالوريوس    بطولة بيسان رسمت السعادة لتعز والكل شارك في نجاحها..    صنعاء .. جمعية الصرافين تعمّم بإيقاف التعامل مع منشأتين للصرافة    تعليمات البنك المركزي اليمني: منطق نقدي معكوس وتفاقم للأزمة المعيشية    انتشال جثة طفل غرق في سد مائي بمحافظة البيضاء    وفاة 4 فتيات غرقًا أثناء جلب الماء في مخيم للنازحين بمأرب    أتلتيكو يكتسح ريال مدريد بخماسية في الليجا    الرئيس المشاط يعزي في وفاة الشيخ حسين أحمد المحاقري    بدء تركيب اللوحات الإرشادية المرورية في شوارع المنصورة    خدمة الكهرباء في عتق تزداد سوءا رغم توفر الطاقة الشمسية    رئيس انتقالي عتق يزور معرض شبوة للكتاب    4 أكتوبر المقبل.. انطلاق مهرجان خيرات اليمن بصنعاء    شرطة تعز تعلن ضبط ثلاثة مطلوبين أمنيًا وتواصل ملاحقة آخرين    حين يقف المعلم في قاعة المحكمة صرخة كرامة من أجل الوطن.    مراجعة جذرية لمفهومي الأمة والوطن    وزارة الصناعة تعلن شطب وإلغاء (8781) وكالة وعلامة تجارية لمخالفتها القانونية    في 2007 كان الجنوب يعاني من صراع القيادات.. اليوم أنتقل العلة إلى اليمن    انطلاق المعرض السعودي للأزياء والنسيج في جدة عروس البحر الأحمر    صنعاء: العدو استهدف 5 حارات مسجلة ب"التراث العالمي" .. اسماء    القهوة تساعد على تخفيف الصداع.. كيف تتناولها لحصد الفائدة    صرف النصف الثاني من معاش إبريل 2021 للمتقاعدين المدنيين    مصادر البروتينات النباتية.. تَعَرف عليها ؟    محافظ حضرموت يتفقد أعمال تطوير منشأة غاز بروم    الشاي وصحتك.. 3 أكواب كافية لصنع الفرق    صنعاء... الحصن المنيع    "جيل الشاشات".. كيف خطفت الهواتف تركيز الطلاب؟ وهل يمكن استعادته؟    العاقل يبحث خطط تطوير المكاتب الإعلامية في العاصمة و3 محافظات    عمار المعلم .. صوت الوطن وروح الثقافة    المساوى يدّشن مشروع التمكين الاقتصادي لأسر الشهداء    نائب وزير المياه يبحث ترتيبات إحياء يوم اللغة المهرية    إلى أرواح أبنائي الشهيدين    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    في محراب النفس المترعة..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حين تتكرّر لعنة «عوض لعنة»
نشر في يمنات يوم 28 - 09 - 2025


أزال الجاوي
قبل يومين، اختطفت السلطات في صنعاء الشاعر والشخصية اللطيفة أوراس الإرياني. كان الحدث صادماً بكل المقاييس، فأمثال أوراس لا يشكّلون خطراً حتى على نملةٍ تدبّ في الأرض.
هذا المشهد أعاد إلى ذاكرتي حادثة مشابهة مطلع الثمانينيات، حين اختطفت أجهزة أمن الدولة في الجنوب شخصية مغمورة، فكاهية، تعاني اضطراباً نفسياً وتهيم في شوارع مدن حضرموت. كان الرجل – الذي يُعرف بعوض لعنة – يعيش على ما يجود به الناس عليه باعتباره «مجنوناً» لطيفاً غير مؤذٍ، يستأنس به المارّة ويسألونه في شؤون الحياة، فيردّ بأجوبة غير متوقعة تذكّر بالمثل القائل: «خذوا الحكمة من أفواه المجانين».
لكنّ جنون السلطة وأجهزتها الأمنية في تلك الحقبة كان أخطر وأكبر من جنونه. فقد كانت تتوهّم أنّها في صراع مع الإمبريالية والصهيونية والكمبرادور واليسار الانتهازي واليمين البرجوازي والسعودية وعُمان والشمال والإنس والجن، حتى وصلت في آخر خيوط المؤامرة إلى «المجنون» عوض لعنة، فاختطفته في ليلٍ أظلم وساقته في طائرة عسكرية مكبّلاً إلى عدن. عندها بدا للجميع أنّ السلطة فقدت رشدها واتزانها، فثار السخط الشعبي عليها، لكنّها تمسّكت أكثر باعتقاله وفبركة التهم له. وسرعان ما تحوّل الغضب إلى سخرية واحتقار أفقداها هيبتها التي بنتها طوال سنوات القمع، حتى صار الناس في اللقاءات والخطب الرسمية يقرنون حربها على الإمبريالية والصهيونية بحربها على «عوض لعنة».
اضطرّت الأجهزة الأمنية في النهاية إلى إطلاقه بعد أن اكتشفت أنّ ما انكسر بينها وبين الناس لا يمكن إصلاحه بسهولة. وكان ما سُمّي «لعنة عوض لعنة» أحد مقدمات انهيار هيبة الدولة وأجهزتها، وبلغت تلك اللعنة ذروتها في تناحر الرفاق في أحداث يناير 1986 وما تلاها من نكبات. ومنذ ذلك الحين صار عوض – الذي اكتسب لقب «لعنة» بعد اللعنات التي حلّت بالرفاق من بعد اعتقاله – المجنون السياسي الأشهر في الجنوب، واستُرشد بمقولاته أو «هلوساته» حتى بعد زوال تلك السلطة وأجهزتها.
اليوم، ما حدث لأوراس – مع الفارق في العقل طبعاً – يعيد إلى الأذهان تلك الصدمة التي تحوّلت إلى قشّة قصمت ظهر الدولة وهيبتها. ولعلّ التاريخ يتكرّر: مرّة في هيئة مجنون، وأخرى في هيئة ساخر.
مالكم ومال الإنسان الطيّب الودود يا سلطة الجنون والريبة؟! والله إنّها لعنة حلّت بكم وفيكم.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
نقلا عن النداء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.