عبده العبدلي من إحدى زوايا المجلس ببيت الإيجار في صنعاء، وعلى مدى 25 سنة من عمري المهدور، كنت أستلّ قلمي للدفاع عن تهامة وقضيتها العادلة العابرة للتاريخ والحكومات المتعاقبة بشكل خاص، والوطن بشكل عام. تعرضت خلالها لصنوف التهديدات والإيذاء في العمل حتى من أبناء جلدتي، ودفعت فاتورة مواقفي الرافضة للظلم والفساد، إلا أنني لم أنكسر، ولن أنكسر بإذن الله. بعد سنوات من النضال، وعشرٍ عجاف قُطعت فيها المرتبات التي لم تعد حقًّا من حقوق الموظفين، بل أصبح الحديث عنها تهمة وخيانة عظمى وصَهْيَنة، عجزتُ كغيري من الموظفين الذين قُطعت مرتباتهم عن دفع إيجارات الشقة المتراكمة، فقمت ببيع العفش من أجل تسديد الإيجارات المتأخرة، وسأقوم بإخلائها وتسليمها لصاحبها نهاية الشهر الحالي حفاظًا على ما بقي لي من كرامة. ليس مهمًّا أن يعلم من يحكموننا أنني بلا مأوى، لكن المهم هو هول الصدمة التي أصابت بعض أصدقائي المحبّين، أمثال الشيخ حسني فتّاح، والشيخ علي البغوي، والأخ فؤاد فتّاح، وغيرهم ممن فزعوا واستغربوا حين علموا أنني لا أمتلك بيتًا في صنعاء أو الحديدة، وأن الوطن كان بالنسبة لي في كليهما "شقة" بصنعاء أجبرتني الظروف القاسية والسيئة على بيع العفش والخروج منها، و"مسقط رأس" كانت "قضية" وليست مأوى.