أكد سفير روسيا لدى اليمن، يفغيني كودروف، أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة اليمنية، مشدداً على أن موسكو تدعم جهود التسوية الشاملة التي تضمن مشاركة جميع الأطراف اليمنية. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"، أوضح كودروف أن روسيا تعمل بالتوازي مع الحكومة اليمنية في عدن وجميع القوى المحلية، داعيةً إلى حل النزاع عبر الحوار والوسائل التفاوضية، مؤكداً أن بلاده مستعدة للقيام بدور الوسيط في أي مبادرة سلام قادمة. وأشار إلى أن خارطة الطريق التي وُضعت عام 2023 برعاية السعودية وسلطنة عمان والأمم المتحدة، لا تزال تمثل إطاراً أساسياً للبحث عن حلول مشتركة، مع التأكيد على ضرورة إشراك القوى السياسية والعسكرية والمجتمعية كافة لضمان شمولية واستدامة التسوية. وقال كودروف إن تعيين سفير روسي في اليمن بعد أربع سنوات من الغياب يعدّ خطوة مهمة نحو مرحلة جديدة من الشراكة والتعاون بين موسكو وصنعاء، ويعكس حرص بلاده على استعادة حضورها الدبلوماسي وتعزيز علاقاتها مع اليمن. وأضاف أن الوضع في اليمن يتحسن تدريجياً منذ اتفاق وقف إطلاق النار في ربيع 2022، ما يتيح فرصاً لتوسيع التعاون الثنائي في السياسة والتجارة والاقتصاد والزراعة. ولفت السفير الروسي إلى أن بلاده ملتزمة بدعم المشاريع الزراعية وتوريد الحبوب، موضحاً أن روسيا زودت اليمن عام 2024 بنحو مليوني طن من الحبوب، وتعمل حالياً على تقييم حجم الشحنات للعام الجاري. كما أكد سعي موسكو إلى تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية والعلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك تحديث محطات توليد الكهرباء في عدن، واستقطاب طلاب يمنيين للدراسة في الجامعات الروسية، ودعم الأبحاث العلمية في مجال الموارد البحرية. وشدد كودروف على أن روسيا حريصة على مواصلة تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري مع اليمن، من خلال مشاريع في قطاعات الطاقة والمعادن والصيد البحري والزراعة، مؤكداً أن موسكو ستعمل على تسهيل دخول الشركات الروسية إلى السوق اليمنية. واختتم كودروف بالتأكيد على أن روسيا ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية لليمن، بما في ذلك تزويد البلاد بالزيوت النباتية المدعمة بالفيتامينات، إلى جانب تعزيز التعاون التجاري والزراعي لضمان استمرار تدفق الغذاء ودعم الأمن الغذائي.