حمير العزعزي قبل قصة حسين ابراهيم ومعلقة امرؤ القيس التي قرأها لي ثلاث مرات كاملة في يوم واحد والأعراض التي تسبب بها تذكرت ليلة أمس النقاش الذي دار بيني وبين اسامه الياسري بعض الكلمات في اللغة العربية موترة دخلت أمس في فضاء ماسنجر في جدل وحوار وصلت معه ب رسالة واحدة كتبتها له إلى درجة الضحك، أتذكر الآن الرد من قبل أسامة وانا أضحك وأفكر أبطل أراسل بالماسنجر والواتساب بهذه المفردات، قلت في مدح متعمق وبليغ مشبع بالحب للياسري: أنت نجم هذا الليل "الأسحم " كلمة الأسحم هذه حركشت الرفيق ذهنيًا مثل لمن قلك وأنت حوثي أين الراتب، توجع ولكلاً سياقه، كلمة ثقيل مثل اللي يرجعك للأيام الغابرة رفقة السليك ابن السلكة والمهلهل وكليب وجساس والجرير والفرزدق. قال أسامة " أنا اسحمك" من فين جبت هذه الكلمة مله ثقيل أشعر أنها مفردة جبلية، وأنها رصعت الرفيق رصع حسب السياق يوم أمس ليلاً، كانت جملة " أنت نجم هذا الليل " لوحدها كافية دون أن ترد مفردة "الأسحم " هذه بالضليعين باللغة العربية أصحاب القواميس، تخليك تتخيل "أسحم " هذه مفضوحة وعريانة من شدة الرخامة ساعة النطق بها، ثمة حاجة ثقيل بثقل المعجم العربي والكلمات المتوفاة التي دخلت في خانة رحمة الله عليه.. ثم إن الذي يحاول التوفيق بين اللغة العربية واللغة العامية يسقط في فخ اللعثمة وعدم القدرة على إيصال المعنى فتضعف إلى جانب ثقته بنفسه أثناء الحديث لغته.. هذه الكلمة ذكرتني بغرفة أحد الأصدقاء كنا جالسين مجموعة من الشباب وكان وقتها مطر آخر الليل وبدايته بداية المطر قال أحدهم زخات المطر آخر الليل ثمة من يتحدث عن زخات المطر، ضحكنا جميعا وكأن لكل كلمة توقيت مثل مساء الخير لا أحد يقولها في الصباح يعني آخر الليل مش ضروري تقل زخات المطر بل مطر وبس زخات هذه بعد تخديرة قات وضبح وجوع تمغص العقل بلا هوادة. أحيان تاجي خارج من العمل والا في العمل أكيد لن تعجبك كلمة البلشفية والمنشفية والديالكتيك والبيروقراطية والثيروقرطية والديموقراطية هذه الثلاث قال أحدهم كلهن " يقرطين " وتأجي قبل النوم على واحد أعمى حفظ جملة جزلة واحدة يقلك : نم قرير العين والا تقل لواحد بالريف لايعرف شيء عن طائر الصُراعي سوى أنه صراعي أو هاف وأنت تقله الوروار والسنونو والا تقل لواحد تشتي تمدحه بخٍ بخٍ الكلمتين التوءم بخ بخ لا أدري للآن كلما حاولت أن أتقبلهما كمدح أزددت يقينًا أنهما هجاء مغلف، ذم .. شتم .. كيف يعني بخ بخ يا عم أسامة القرشي وأمثالها : تنفس الصعداء العالم النحرير الشاب المغوار بادئ ذي بدء لاعاش شانئك ربط اليمني الأوقات بالقات أكثر من الصلاة لذلك يوجد فذحة وتخزينة وسهره وحاجة قبل القات وفي بداية القات والساعة السليمانية وقت التخديرة ويوجد وقت بعد القات وهكذا لكل وقت كلمات مناسبة الأمر له علاقة بالمزاج والكيف قبل وأثناء التخزينة قل أي شيء لكن نهاية المقيل من الصعب يسمعلك مثل الساعة السليمانية يعيش فلسفة الزن الشرقية وتجده عابد صامت مثل بوذا كذلك يجب مراعاة الحالة الاقتصادية والسياسية والصحية والنفسية التي يمر بها المواطن اليمني وهذه نظرية التلقي في علم السرديات التي تراعي شعور الآخرين بها أما بالعودة إلى حسين إبراهيم من ذكريات رمضان في صنعاء من شارع هائل إلى التحرير مقهاية مدهش فقد قرأ لي في يوم واحد معلقة أمرؤ القيس ثلاث مرات شيء يشبه معركة قادها المناضل حسين ضدي وهس مكونة من جيش من الكلمات " حومل شمأل فُلفُل مأسل جُلجُل السجنجل المتعثكل كلكل عنصل المقراة أنابيش الكشح " قارعتها كل كلمة بتعب، ولم أستطع، شقيقة.. سأسامحه على كل شيء في القصيدة إلا على كلمتي " السجنجل، والكلكل ".. مثلاً أحيان الواحد يغلط باللغة الإنجليزية وهو مستور محد يدريبو تخيلو مرة اسمع مذيع يزعق من مذياع جماعة الحوثيين وهو يقول ضربنا السفينة فينسيوس وبعدين ربما صححو له اللي عنده ويقل هو لاعب رياضي لكن ماضربناه. وهكذا اذهب إلى واحد من بني حشيش أو من خولان أو من رداع واقرأ له قصيدة لسركون بولص أو بودلير ربما تحصل على طلقة بحجم الفذحة القات وقبل الختام لا تصلح اللغة العربية لمغازلة الحبيبات خلال الهاتف.