رفضت كارين ساساهارا, القائم بأعمال السفارة الأمريكية في صنعاء, الحديث حول استمرار عمليات القصف التي تنفذها طائرات أمريكية بدون طيار في اليمن, والتي أدت آخرها إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة 11 آخرين, عندما تم تنفيذها, الخميس الماضي, في "قيفة", التابعة لمحافظة البيضاء. ورداً على سؤال طرحه مندوب صحيفة "الشارع" حول ذلك, قالت ساساهارا, في المؤتمر الصحفي الذي عقدته صباح أمس بمقر سفارة بلادها في العاصمة صنعاء: "عليكم أن تسألوا الحكومة اليمنية, وهي من تقرر وقف هذه الغارات من عدمه, وهي المعنية بالرد على هذه الأسئلة والاستفسارات". وأضافت الدبلوماسية الأمريكية: "ليس لدي علم حول الضربة الأخيرة بطائرة دون طيار التي استهدفت موكب عرس (في محافظة البيضاء) سمعت أخبارا عن أنه كان موكب عرس, وهذا ما تم إعلانه من قبل وزارة الخارجية اليمنية. وبدأت أسمع أخباراً متناقضة بأن هذا الموكب كان يضم عناصر من القاعدة, ويبدو أن هناك معلومات متضاربة. وإذا كانت هناك استفسارات بهذا الشأن, فيجب أن توجهوها إلى وزارة الداخلية اليمنية". وحول الهجوم الذي استهدف مستشفى مجمع الدفاع العسكري "العُرضي", الخميس قبل الماضي, قالت ساساهارا: "هذا الهجوم يحمل بصمات تنظيم القاعدة, وقد أصدرت "القاعدة" بياناً أعلن فيه تبنيه لهذا الهجوم. أما فيما يتعلق بادعائهم أن هناك مركز سيطرة لطائرات بدون طيار في مجمع العُرضي, فهذا غير صحيح". وأضافت: "لا أدري من أين يستقون هذه المعلومات, وهل من المقبول أن يذهب أولئك القتلة إلى أماكن كهذه, وقتل من يجدونه من الأحياء سواء كانوا ممرضين أو مرضى أو أطباء, لأن أحدهم اعتقد أن هناك مركز سيطرة داخل أطار المستشفى؟". ونفت أن يكون لبلادها مصدر تحكم للطائرات بدون طيار في مجمع العُرضي, يتم استخدامه لتنفيذ عمليات في اليمن. وسخرت من إعلان تنظيم القاعدة عن وجود مركز تحكم لهذه الطائرات في مجمع الدفاع. وقالت: "إذا اعتقد أولئك الناس أن هناك مركز سيطرة داخل المستشفى, فهم لا يعرفون شيئاً سعن التقنية الحديثة". وتابعت: "كم قُتل أبرياء داخل المستشفى, ممرضون وأطباء أتوا من بلدانهم ليعملوا ويعيشوا لخدمة اليمنيين؟ ما حدث داخل المستشفى هو عمل جبان, وأنا زرت الموقع بنفسي". وقالت القائمة بأعمال السفارة الأمريكية: "أعلم أن كثيرين يتساءلون: ما طبيعة ما حدث في مجمع العُرضي؛ هل هو هجوم إرهابي أم محاولة انقلاب؟ وربما كانت هناك عناصر داخلية من ضمن المجمع شاركت في هذا الهجوم". وأشارت إلى إن لدى الحكومة اليمنية الأفلام المصورة, وكاميرات المراقبة, وأن شهود العيان يجب أن يُسمع منهم. ونفت الدبلوماسية الأمريكية وجود لجنة تحقيق أمريكية في الهجوم على مجمع "العُرضي", وقالت إن "بلادها ليست جزءا من التحقيق, وأن من يقوم بالتحقيق في هذه الجريمة البشعة هي الأجهزة اليمنية". وأكدت "استعداد الولاياتالمتحدةالأمريكية للمساعدة في التحقيق, إذا طلبت الحكومة اليمنية منها ذلك". وأكدت القائمة بأعمال السفير الأمريكي أنها ناقشت عملية الهجوم على مجمع "العُرضي" مع اللواء علي محسن الأحمر, مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن. وفيما لم تكشف أي تفاصيل عن هذا اللقاء؛ اكتفت بالقول: "ناقشت معه ما حصل في مجمع وزارة الدفاع, ومجمل الأوضاع الأمنية في البلاد". وسخرت من الحديث عن نقل معتقل "غوانتانامو" إلى جزيرة سقطرى اليمنية, وقالت: "لا أدري من أين يأتون بهذه المعلومات". وقالت ساساهارا إن "موضوع التمديد لرئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, مرتبط بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة, التي ستنفذ في المرحلة الانتقالية, لأهميتها في إحداث التوازن بين الجدول الزمني وإنجاز المهام الأولية, والوصول الى المخرجات التي تُلبي طموحات الشعب اليمني". وأضافت: "ورغم أننا مهووسون بالجداول الزمنية؛ لكننا نجد أنه من الأهمية التوفيق بين الجدول الزمني والمهام التي يجب أن تُنفذ, والوصول الى مخرجات مناسبة ومقنعة للشعب اليمني". وتابعت: "هناك عناصر من جميع الأطراف المشاركة في الحوار الوطني تعمل على عرقلة الحوار لتحقيق أهداف ومصالح شخصية, من خلال عدم حضورهم جلسات المؤتمر ومعارضة نقاطه المجدولة وإعاقة عمل المجموعات". واتهمت ساساهارا أشخاصاً مشاركين في مؤتمر الحوار الوطني, لم تسمهم, "بوضع العراقيل أمام زملائهم الآخرين المشاركين في مؤتمر الحوار". قالت: "هؤلاء لا يأتون بأفكار جيدة على طاولة المفاوضات, ويتغيبون عن حضور الجلسات, وهم بتلك الأفعال يغشون الشعب اليمني". وأضافت: "والناس المعرقلون لمؤتمر الحوار الوطني هم الذين لا يأتون ولا يحضرون جلسات المؤتمر, ويقاطعون الجلسات, وكذلك الأعضاء الذين يعارضون النقاط التي من ضمن جدولة الجلسات". وقالت كارين ساساهارا: "نحن نعتقد أن أفضل شيء يمكن أن يقوم به المشاركون أن يختتموا مؤتمر الحوار ويضعوا آلية لمناقشة البنود المعيقة لتناقشها لجنة تعمل جنباً إلى جنب مع لجنة وضع الدستور. ويمكنهم أن يستعينوا بخبراء أجانب لمناقشة أمور معقدة مثل الفيدرالية والأقاليم, ويتمكنوا من تحقيق أفضل المخرجات". وزادت: "هناك أطراف كبيرة وصغيرة تهدف من وراء هذه العرقلة الى تحقيق أغراض شخصية أو أغراض حزبية". وإذ أشارت الى أن "مجلس الأمن الدولي أكد في بيانه وجود أطراف تعيق الحوار"؛ قالت: "خيار العقوبات على المعرقلين للحوار ما يزال مطروحاً على الطاولة, وسيتخذ مجلس الأمن الإجراءات المناسبة في حقهم". وقالت إن مؤتمر الحوار حقق نجاحات, وإن "بناء وشكل الدولة" تحظى بكثير من الاهتمام والنقاش, نظراً لأهميتها في رسم مستقبل اليمن. وفيما يتعلق بموقف الدول الراعية للمبادرة الخليجية من أداء مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن, جمال بن عمر, قالت القائمة بأعمال السفارة الأمريكية: "ليس صحيحا أننا مستاؤون من جمال بن عمر, وأنا أتفاجأ بهذه الأخبار. ونحن نعمل جانباً إلى جنب معه, وهو يؤدي أداءً ممتازاً داخل ظروف غاية في الصعوبة". وأضافت: "مبعوث الأممالمتحدة لديه مهام محددة لتنفيذها جنباً الى جنب, من خلال تواصله مع جميع الأطراف" واصفة الظروف التي يعمل فيها ب"الصعبة". واعتبرت مؤتمر الحوار الوطني جزءاً من النجاح الذي حققته اليمن, رغم أنه لم يختتم أعماله في الوقت المحدد. وأضافت: "هناك عناصر من جميع الأطراف تضع عراقيل أمام المؤتمر". وأكدت دعم بلادها, ومعها الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية, للحفاظ على وحدة اليمن. وأوضحت ساساهارا أن واشنطن "ترغب في المحافظة على وحدة اليمن", وأن "هناك تواصلا مع ممثلي القضية الجنوبية, ولقاءات معهم يتم خلالها مناقشة كافة الجوانب المتعلقة بالقضية, وأبلغناهم أن عليهم إيصال أصوات ورغبات من يمثلونهم إلى مؤتمر الحوار الوطني بطريقة محددة وواضحة. واليمن بحاجة إلى قرارات يصيغها اليمنيون بأنفسهم لفائدة الشعب تلبي طموحاته, ونحن داعمون أقوياء لذلك". وحول موقف الحكومة الأمريكية من القضية الجنوبية, قالت: "نحن نرغب في المحافظة على وحدة اليمن, وكجزء من سفراء الدول العشر, ونقوم بدورنا بدعم ممثلي الجنوب المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني لحل القضية الجنوبية". وأضافت: "الإشكالية اليمنية بحاجة إلى قرارات يمنية يصنعها القادة اليمنيون, وذلك لما من شأنه فائدة لليمن واليمنيين, ونريد من القادة الجنوبيين, الذين يمثلون الشعب الجنوبي, أن يأتوا بأصوات الجنوبيين ورغباتهم وحلولهم الى داخل إطار الحوار الوطني حتى يمكن سماع هذه الأصوات بوضوح". وقالت: "ليس هناك وقت أفضل لسماع أصوات مظالم الجنوب من أن تسمع بطريقة محددة وواضحة". وقالت الدبلوماسية الأمريكية أنه "ينبغي على الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وجيران اليمن تقديم الدعم لليمن والتشجيع على الاستثمار فيه بجميع القطاعات". وأكدت حاجة اليمن للدعم الاقتصادي, إلى جانب الدعم في المجالات الأخرى. وفيما أكدت حرص بلادها على مواصلة تقديم الدعم لليمن في مختلف المجالات؛ أشارت الى أن الولاياتالمتحدة قدمت, "خلال الفترة القليلة الماضية", دعما بمبلغ 21 مليون دولار للمجالات الإنسانية والتعليمية في اليمن. وفي ردها حول سبب تأخير تعيين سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في صنعاء, قالت كارين ساساهارا: "عملية تعيين السفراء لدينا بيروقراطية مفرطة. وهذه السفارة مهمة, وتحرص واشنطن على تعيين الشخص المناسب, شريطة أن تقبله الحكومة اليمنية". وتابعت: "ولا بد أن يتم اختيار الشخص أولاً, ويحصل على تأكيد من البيت الأبيض, ومن ثم موافقة مجلس الشيوخ. والعملية مطولة أكثر مما يتوقع الناس, ومع هذا فالعملية تسير". وفي المؤتمر الصحفي, تطرقت الدبلوماسية الأمريكية إلى أوضاع المعتقلين اليمنيين في "غوانتانامو" وقالت أنه "يجري حالياً معالجة أوضاع 56 من المعتقلين بشكل فردي, للعودة إلى اليمن بالتنسيق مع الحكومة اليمنية". وأوضحت أن بلادها "مصممة وعازمة على إغلاق هذه المعتقل, وإعادة المعتقلين إلى بلدانهم, بعد المراجعة الدقيقة لوضع كل معتقل". وعبرت القائمة بأعمال سفارة أمريكابصنعاء كارين ساساهارا, عن استيائها من استمرار صراعات "دماج" محافظة صعدة, بين الحوثيين والسلفيين, ومنع الفرق الطبية التابعة لصليب الأحمر الدولي من الدخول الى مناطق الصراع, إلى وقف إطلاق النار وحل القضية عبر الحوار. وقالت: "لم نكن سعداء بمنع الصليب الأحمر الدولي من نقل الجرحى من دماج", مشيرة إلى أن "استمرار المواجهات المسلحة لا يفيد أيا من طرفي النزاع في دماج". وجددت الدعوة الى سرعة إيقاف المواجهات والمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني. وقالت إن "على الأطراف المتصارعة مناقشة خلافاتها في المفاوضات القائمة", ودعت الى "تمكن الصليب الأحمر من إسعاف الجرحى".