تضاربت الأنباء حول عودة قيادات جنوبية من معارضة الخارج، خلال الأيام القادمة، بعد اتفاقات أبرمت خلف الكواليس مع الرئيس هادي، خلال الشهرين الماضيين، عبر مقربين منه، ابتعثوا إلى القاهرة و دول أخرى. و قالت مصادر مطلعة ل"يمنات" إنها حصلت على معلومات شبه مؤكدة، تؤكد اعتزام المهندس حيدر العطاس و صالح عبيد أحمد بالعودة إلى اليمن، خلال الأيام القادمة. و حسب المصادر، فإن هناك تخوفات من الوضع الأمني المنفلت، و هو ما أخر عودة تلك القيادات، التي أبرمت مع الرئيس هادي اتفاقيات، للعودة للمشاركة في الحكم، كممثلين للجنوب. و طبقا للمصادر اشترطت القيادات الجنوبية، العودة إلى عدن، غير أن الرئيس هادي، مصر على أن يعودوا إلى صنعاء. و أكدت المصادر أن بعض الخلافات و التحفظ على بعض الشروط، هي من أخرت عودة العطاس و عبيد، مشيرة إلى أنهما قد يلغيا فكرة العودة، في حال لم يتم تنفيذ اشتراطاتهما، خلال الأيام القادمة، و التي يعتبرانها شروط لا تقبل التجزئة و الانتقائية في التنفيذ. و طبقا للمصادر أشترط العطاس أن تتم الشراكة في الحكم مناصفة بين الشمال و الجنوب في كافة مؤسسات الدولة، و عودة المسرحين المدنيين و العسكريين الجنوبيين و صرف كامل مستحقاتهم بأثر رجعي، على أن يتولى جنوبي رئاسة الحكومة، بصلاحيات كاملة، غير منقوصة. و قالت المصادر إن هناك خلافات حول اشتراطات العطاس مع الرئيس هادي، حيث يرى الأخير أن تتم العودة أولا، ثم مناقشة نقاط الاختلاف بين الطرفين. و أكدت المصادر أن نصائح تلقاها هادي من قبل الرعاة الدوليين للمبادرة، باشراك الجنوبيين من معارضة الخارج، على اعتبار أن اشراك الموالين له من الجنوبيين و ممثلي الحراك الجنوبي المحسوبين عليه، لا يعطي شراكة حقيقة للجنوب في السلطة. و كشف المصدر أن خلافات حادة، نشبت في مؤتمر القاهرة بين العطاس و الرئيس علي ناصر محمد، على خلفية اعتزام العطاس العودة إلى البلاد، و سعيه لإقناع قيادات في مؤتمر القاهرة بالعودة، و هو ما يعارضه ناصر، الذي يرى أن قرار العودة سيمثل شرخا للصف الجنوبي، و سيعمل على انقسام الشارع الجنوبي في الداخل. و حسب المصادر، يرى ناصر بضرورة الدعوة لمؤتمر جنوبي جامع، يتم من خلاله البث في مسألة المشاركة في الحكم. و قالت المصادر إن تيار البيض و باعوم، حسم أمره، بالتوجه صوب التحرير و الاستقلال و عدم التعاطي مع دعوات العودة و المشاركة في الحكم، فيما تهدد الانقسامات و التباينات مؤتمر القاهرة، الذي فشل في عقد اجتماع موسع لقياداته. و أشارت المصادر أن بعض قيادات الداخل من مؤتمر القاهرة، تعرض المشاركة في الحكم، حسب ما يطرحه الرئيس هادي، و تعتبر أن تقسيم البلد إلى "6" أقاليم مؤشر على وجود نية مبيتة تستهدف وحدة الجنوب، و هو الرأي الذي يقف خلفه القيادي "محمد علي أحمد" الذي انسحب مؤخرا من مؤتمر الحوار، بعد رفض قوى الشمال، فكرة الاقليمين "جنوبي و شمالي".