زادت حدة درجات التوتر، أمس، بين جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) من جهة، والسلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية بمحافظة تعز من جهة أخرى. و نقلت يومية "الأولى" عن مصادر وصفتها ب"المطلعة" إن ممثلي "أنصار الله" في محافظة تعز اعتذروا، أمس، عن لقاء رتبته قيادة الجماعة بمحافظ تعز شوقي أحمد هائل، بشأن مناقشة تطورات الأوضاع في المحافظة، وإمكانية تشكيل لجان شعبية ورقابية على المكاتب التنفيذية بالمحافظة. وأوضحت المصادر أنه كان من المقرر أن يجتمع محافظ تعز، أمس، بممثلي "أنصار الله"، لمحاولة إقناع شوقي هائل والسلطة المحلية بالموافقة على تواجد مسلحي الجماعة باسم تشكيل لجان رقابية وشعبية في كل مرافق المحافظة، إلا أن "أنصار الله" اعتذروا عن ذلك، بحجة انشغالهم باللقاءات الموسعة بالمواطنين في عدد من المديريات، بغرض الترتيب للمولد النبوي. و نقلت الصحيفة، عن عضو المجلس السياسي ل"أنصار الله" بمحافظة تعز سليم مغلس، أن المكتب السياسي اعتذر عن لقائه بمحافظ تعز، أمس، نظراً للانشغال بشأن اللقاءات الموسعة في المديريات، لإطلاعهم على الوضع الحالي على مستوى الوطن والمحافظة، وإجراء ترتيب للمولد النبوي. و حسب ما أوردته الصحيفة، عن مغلس، قال مغلس إن السلطة المحلية وأجهزتها الأمنية والعسكرية لا تزال رافضة تشكيل لجان شعبية ورقابية لممارسة دور الرقابة، كما في بقية المحافظات، في الوقت الذي تزداد فيه أوضاع المحافظة تدهوراً، حسب قوله. و أوضح أن استهداف الدكتور عبدالله الغرباني، مدير الهلال الأحمر في المخا، والمنتمي إلى تيار "أنصار الله"، أمس، واغتياله من قبل مسلحين في مدينة تعز، عمل جبان لإنسان عمله إنساني بحت ويحظى بحصانة دولية، ودليل على تردي الوضع الأمني في المحافظة، معتبراً ذلك خرقاً للاتفاق السابق مع السلطة المحلية والأجهزة الأمنية بشأن القبض على المتهمين في عمليات اغتيال قيادات وناشطين من جماعة "أنصار الله" في المحافظة. و تحدث عضو المكتب السياسي ل"أنصار الله" أن جنود نقطة تابعة للواء 35 مدرع في منطقة الضباب، سلبوا سلاح مرافقيه والمشرف العام لجماعة "أنصار الله" في المحافظة، أثناء خروجهم إلى مديرية المسراخ في جبل صبر، للقاء بالمواطنين، ومناقشة القضايا على مستوى المحافظة، والترتيبات للمولد النبوي. وأضاف أن جنود النقطة أوقفوهم، وتم تسليمهم تصاريح حمل السلاح، إلا أنه تم إنزالهم من السيارة بطريقة مهينة، بعد إطلاق النار عليهم، في عملية وصفها بالمشبوهة، منوهاً إلى أن ضباط وجنود النقطة لم يتفاهموا معهم، ورفضوا الرد على مكالمة لمدير أمن المحافظة العميد مطهر الشعيبي. و تابع: "بعد مهاترات رد قائد النقطة على مدير شرطة المحافظة، وبعد توجيه مدير الأمن له بالسماح لنا بالمرور، كونه لدينا تصاريح من السلطة المحلية واللجنة الأمنية، أخبرنا بأن مدير الشرطة أمر بسلب السلاح". واعتبر مغلس أن سلب السلاح من قبل المرافقين جاء بناءً على تعبئة من قبل اللجنة الأمنية ضد "أنصار الله" في المحافظة، من أجل استهدافهم بدون أية حماية، في ظل الوعود المتكررة التي لم تتحقق من قبل اللجنة الأمنية، محملاً قيادة السلطة المحلية وقيادتها والأجهزة الأمنية والعسكرية نتيجة أي تداعيات قد تحصل إثر ما وصفها بالممارسات غير المبررة. وذكر أن هناك تعبئة من قبل السلطة المحلية بالمحافظة وعدد من الأبواق، ضد "أنصار الله"، تمثل غطاء لجرائم ضد "أنصار الله" وللناشطين في التيار، مشيراً إلى أن الأمن والاستقرار لا يزال غائباً في المحافظة، في حين أن القتلة يسرحون ويمرحون في شوارع تعز، وهذا ما قال إنه يثير الشبهة ضد "أنصار الله"، مما يجعل الوضع الحالي لم يعد يحتمل ولا يطاق، ولا يمكن السكوت عليه، حد تعبيره. و نقلت "الأولى" عن مصادر محلية، أنه شوهد، أمس، انتشار أمني وعسكري كثيف وسط شوارع مدينة تعز، وفي جولات المرور، للبحث عن مسلحين، وعلى الحزام الأمني للمدينة، وهناك حالة من الاستنفار الأمني خلال اليومين الماضيين. و قالت المصادر إن الاستنفار الأمني جاء بعد قيام جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) بحملات استقطاب غير عادية في عدد من مديريات المحافظة لاستقطاب المشائخ والشباب إلى الحركة، مشيرة إلى أن ممثلي الجماعة يجرون حالياً لقاءات بالمواطنين على مستوى المديريات، ومنها مديريات جبل صبر والتعزية ومديريتي شرعب السلام والرونة، وعدد من المديريات الأخرى. و أضافت أنه من ضمن اللقاءات التي دشنها "أنصار الله" كان قبل يومين في منزل الشيخ رزاز سفيان، مدير أمن مديرية التعزية سابقاً، والذي ألقى فيه الشيخ صادق أبو شوارب، المقرب من "أنصار الله" (الحوثيين)، كلمة قال فيها إن الصوت الوطني في تعز يعاني من حالة خفوت غير مبررة تنقص من مكانة تعز وحجمها. وكان أبو شوارب دخل مدينة تعز ضمن موكب تشييع العقيد نجيب المنصوري، مدججاً بعشرات المسلحين. و ذكرت المصادر أن توفيق الحميري، عضو اللجنة الثورية العليا التابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، ألقى كلمة مقتضبة أوضح فيها أهمية النهوض الثوري المفترض انطلاقته من محافظة تعز خلال المرحلة الحالية والقادمة، لتقديم ما سماه أنموذجاً متقدماً في خطوات تنفيذ اتفاق السلم والشراكة وتجسيده على الواقع الممارس والمشاهد في أنحاء المحافظة. و نقلت الصحيفة، عن مصدر في السلطة المحلية بتعز، أن المحافظ شوقي أحمد هائل دعا إلى عقد اجتماع موسع اليوم في المركز الثقافي بالمحافظة بحضور كافة الأطياف والمكونات والمشائخ والأحزاب لمناقشة التطورات في المحافظة والوقوف أمام كافة التحديات بعد اللقاءات التي دشنها ممثلو أنصار الله في عدد من مديريات المحافظة. و في السياق ذاته أكد مصدر مسؤول بالسلطة المحلية بمحافظة تعز أن المحافظ شوقي أحمد هائل على تواصل دائم مع كافة المكونات السياسية بالمحافظة بما فيهم "أنصار الله"، بهدف التنسيق المشترك حول توحيد الجهود لتجنيب المحافظة مغبة العنف والفوضى. وأكد المصدر في تصريح صحفي صادر عن مكتب الإعلام بالمحافظة، أن هناك قناعة مشتركة من كافة الأطراف المحلية بالمحافظة لمساندة جهود قيادة السلطة المحلية واللجنة الأمنية لتثبيت الأمن والاستقرار والحفاظ على هوية تعز الثقافية والمدنية والسلمية. وفيما يخص وجود خلافات بين المحافظ والأمين العام أشار المصدر إلى أن تلك الأنباء لا أساس لها من الصحة وأن قيادة السلطة المحلية تعمل بشكل موحد ومتناغم لما فيه مصلحة المحافظة. وفيما يتعلق بالأنباء الإعلامية التي زعمت أن المحافظ كلف الأمين العام حضور دورة تدريبية في تركيا خشية تكرار سيناريو الحديدة.. إلخ، أكد المصدر المحلي أن تلك الأنباء عارية عن الصحة تماماً وأن الأمين العام شارك بتكليف من المحافظ ومعه المستشار الفني والبيئي محمد القسيمي في مؤتمر سنوي لمنظمة المدن المتحدة والحكومات المحلية في مدينة أدنا التركية بهدف الاستفادة من التجربة التركية في تدوير المخلفات والتوليد بالطاقة الشمسية ومناقشة فكرة التوأمة بين مدينة تعز ومدينة أدنا التركية. وأضاف أن المحافظ لم يتمكن من المشاركة في المؤتمر نظراً لانشغالاته في أمور أخرى تهم المحافظة ومصادفة زيارة ممثلي البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة للمحافظة بهدف التسريع بأهداف التنمية الألفية لإقليم الجند.