تشهد محافظة تعز تحركات ميدانية غير مسبوقة لجماعة أنصار الله "الحوثيين" تحت مسميات "ثورية" مختلفة، بالتزامن مع إحكام سيطرتهم المسلحة على مدينة القاعدة التابعة إداريا لمحافظة إب وأنباء عن قيامهم بنشر نقاط تفتيش في مداخل تعز من جهة الشرق. وأوضح ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري بأن مسلحين من أنصار الله حاولوا الاستيلاء على نقطة للجيش في المنفذ المؤدي إلى محافظة تعز من مدينة القاعدة، مشيراً إلى أن قائد النقطة العسكرية رفض التسليم للمسلحين الحوثيين وقام بالتواصل مع قيادة محور تعز واللجنة الأمنية التي بدورها تواصلت مع المكتب السياسي لأنصار الله بالمحافظة وتم حل الإشكالية حينها. ونفى المسئول السياسي لأنصار الله بتعز سليم المغلس السيطرة على نقاط أمنية قائلاً في اتصال مع "اليمن اليوم": "نحن فوجئنا بالأخبار من بعض القنوات وحين تواصلنا مع رجالنا أكدوا أنهم لم يسيطروا على أي نقطة ولم يقتربوا من مطار تعز الدولي". وفي ذات السياق، قال مدير أمن محافظة تعز العميد مطهر الشعيبي ل"اليمن اليوم" إنه قام صباح أمس بالنزول إلى النقطة العسكرية المحاددة لمدينة القاعدة وطاف بعدد من النقاط داخل تعز، وكان الوضع طبيعيا والجنود يقومون بدورهم على أكمل وجه، مشيرا إلى أنه زار أيضا مطار تعز الدولي ولم يجد فيه أياً من عناصر الحوثيين كما أشاعت بعض القنوات. على صعيد متصل، أفاد "اليمن اليوم" مصدر في السلطة المحلية بتعز بأن "اللجنة الرقابية الثورية" التابعة لأنصار الله التقت الخميس في ديوان عام المحافظة بنائب المحافظ، الأمين العام للمجلس المحلي محمد أحمد الحاج، لإطلاعه على الخطوات التي تعتزم اللجنة تنفيذها للرقابة على المؤسسات الحكومية ومكافحة الفساد. واعتبرت قيادات حزبية في تعز تلك الخطوات بمثابة خرق للاتفاق الموقع بين جميع المكونات السياسية بتجنيب المحافظة الصراعات والفوضى، مطالبين الحوثيين بالالتزام بذلك الاتفاق. وقال الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك في المحافظة، عبدالحكيم شرف، إن الحوثيين أنشأوا لجاناً تحت مسميات مكافحة الفساد والرقابة على المؤسسات الحكومية واستقبال شكاوى ومظالم الناس، رغم وجود جهات في الدولة مسؤولة عن كل ذلك. وأوضح شرف في تصريح ل"اليمن اليوم" قائلاً: "ما دامت أجهزة الدولة ومؤسساتها موجودة فلا يحق للحوثيين أو غيرهم إنشاء أي لجان أو الحلول محل أجهزة الدولة، بفتح مكتب لمكافحة الفساد أو إنشاء مجلس عسكري"، مضيفاً: "نحن في تعز وقعنا مع أنصار الله وجميع المكونات السياسية والاجتماعية اتفاقاً بتجنيب تعز الصراعات والفوضى، وأكدنا على عدم عسكرة تعز وأن تتحمل الجهات الأمنية والعسكرية المسؤولية التامة في حفظ الأمن والاستقرار، ويتوجب على أنصار الله الالتزام بذلك الاتفاق". ولفت الرئيس الدوري لأحزاب المشترك بتعز إلى أن الحوثيين ليسوا مسيطرين حالياً على تعز ولكن قيامهم بإنشاء مجلس عسكري ولجان رقابة وتفتيش، يشير إلى أن هناك نية أخرى وهدفاً آخر، حد قوله. المسؤول السياسي لأنصار الله بتعز سليم المغلس أكد، من جهته ل"اليمن اليوم" -مدافعاً عن اللجان الرقابية والمجلس العسكري- أن "اللجان الثورية الرقابية" لا تتناقض مع اتفاق تجنيب تعز الصراعات. وأوضح بقوله: "تعز لن تكون في منأى عن مقتضيات الثورة، وما حصل من اتفاق سابق بخصوص اللجان الشعبية والمظاهر المسلحة بالزي المدني في المحافظة تم على أن تتولى الأجهزة الأمنية والعسكرية مسئولية حفظ الأمن والاستقرار والقبض على القتلة ومنفذي الاغتيالات ومطاردة العصابات التكفيرية وغيرها، وهذا لا يتناقض مع عمل اللجان الرقابية على الإطلاق". وأفاد المغلس في حديثة ل"اليمن اليوم" بأن المجلس العسكري أنشأته ما أسماها ب"قوى الثورة" بغرض حماية مكتسبات "ثورة 21 سبتمبر" ومن ذلك تشكيل جهات رقابية في أكثر من مجال. وحول سيطرة الحوثيين على تعز قال المسؤول السياسي لأنصار الله: "تعز والجمهورية بأكملها تحت بسط ونفوذ الدولة، وأجهزتها موجودة في كل مكان وما يحدث في المحافظات الأخرى هو أن اللجان الشعبية تعمل على مساندة الأمن والجيش وهذا ما ليس موجوداً في تعز".