ربما يرى في العلاقة العاطفية عن بعد عناءً وتعب واشتياق، لكننا اليوم سنبين لك حسنات العلاقة العاطفية عن بعد، ومن ذلك: التروّي: بسبب المسافات يضطر الثنائي إلى التروّي إن كان من حيث تطوّر العواطف والمشاعر لكلّ فرد تجاه الآخر أو من جهة اتّخاذ القرارات خصوصاً المصيرية منها كالخطوبة والزواج، والتي غالباً ما يُعميها الحبّ الكبير والانبهار بالآخر فتكون قراراً يغلب عليه التسرّع سريعاً ما يصطدم بالواقع ويحتّم العودة إلى الوراء. الاشتياق: نعم عزيزتي لا تستغربي أبداً فالشوق للآخر حسنة وليست أبداً نقطة سلبية، لأنّ علاقات كثيرة وعلى رغم ارتكازها إلى الاحترام المتبادل لكنّها تفتقد إلى تلك اللهفة التي يتميّز بها العاشقون ويفقد اللقاء سحره. بل في حالة العلاقات ذات المسافات، يبقى الاشتياق مشتعلاً بين الاثنين وتبقى فكرة اللقاء هي الحلم الأكبر الذي يخاف خسارته الطرفان ولا يصبح أبداً واجباً أو حدثاً عابراً، بل يبقى أبداً محافظًا على قيمته. المساحة الخاصّة: لأنّ الذوبان في الآخر وفي العلاقة في شكل عام خطوة ناقصة تقطع على المشوار العاطفي زخم تقدّمه لأنّ سرعان ما سيشعر كلّ طرف بالاختناق وبحاجته إلى المساحة الخاصّة، من أهمّ ما تؤمنّه العلاقات التي تفصل بين حبيبيها المسافات هي العالم الخاص من المعارف والتطلعات والهوايات الذي يكوّنه الثنائي كلّ على حدة، والذي يؤمن الملاذ الآمن الضروري. التجدد: حين يكون حبيبك بقربك ستعرفين كلّ أخباره وذلك بديهي وستكونين على اطّلاع كامل على كل ما يجري في حياته وهنا قد يتسلل الروتين إلى العلاقة ويتحكّم بها، ولكن بفضل البعد سيكون لدى الطرفين الفضول الدائم لمعرفة ماذا يجري في حياة الطرف الآخر.