احتفل أبناء محافظة تعز الليلة بالذكرى الرابعة لثورة فبرائر الشبابية السلمية، في شارع جمال بوسط مدينة تعز. و أشعل المحتفلون الذين توافدوا إلى شارع جمال، الشعلة الرابعة للثورة وسط حضور حاشد، و احتفال كرنفالي على أصوات الأغاني و الهتافات الوطنية. و يأتي احتفال أبناء تعز هذا العام بثورة فبرائر التي انطلقت من شارع جمال وسط المدينة، في ظل احتجاجات شعبية مناهضة للاعلان الدستوري لجماعة الحوثي، تعد هي الأقوى بين سائر المحافظات الأخرى. و أكد المحتفلون رفضهم للاعلان الدستوري الحوثي، مؤكدين على مطالبتهم بالدولة المدنية الديمقراطية الحديثة و السير باتجاه بناء دولة المؤسسات. و فيما أحتفل ثوار تعز بالثورة السلمية التي كانت تعز منبعها الأول، اعلنت جماعة الحوثي عن احتفالها بذات المناسبة، بتنظيم احتفال بعد عصر اليوم الأربعاء في ساحة التغيير بصنعاء، و أخر نسوي في شارع الستين الغربي. و كانت ساحة التغيير هي ساحة ثورة فبرائر في العاصمة صنعاء و شارع الستين هو المكان الذي اتخذه ثوار فبرائر مكانا للاحتشاد يوم الجمعة، و الذي صار لاحقا مكانا لاحتشاد مناصري تجمع الإصلاح بعد سيطرتهم على الثورة عقب انضمام اللواء علي محسن الأحمر للثورة و قيادات قبلية و سياسية، و استخدامهم قوات الفرقة لقمع أوائل الثوار و القوى المدنية و جماعة الحوثي، و من ثم سيطرتهم على الدولة بعد التوقيع على المبادرة الخليجية نهاية العام 2011م. مراقبون يرون أن اعلان الحوثيين اقامة احتفالين في التغيير و الستين، خطوة استباقية لاحتفال القوى الأخرى بالثورة في المكانيين، خوفا من نصب خيام فيهما و فرض أمر واقع، خاصة و أنهم لا يزالون يواجهون برفض لاعلانهم الدستوري من قبل باقي الأطراف الموقعة على اتفاق السلم و الشراكة. و لفت المراقبون إن سيطرة الحوثيين على التغيير و الستين، ربما يجبر باقي القوى للتوجه للاحتفال بالمناسبتين إلى مكان أخر في حال اغلق الحوثيون ساحة التغيير صباحا، متوقعين خروج مسيرات رفض للاعلان الدستوري في عدد من شوارع العاصمة. و اعتبروا أن الاعلان عن الاحتفالين من قبل الحوثيين، يماثل ما أقدم عليه نظام "صالح" في يناير 2011م، حين نصب عدد من الخيام في ميدان التحرير لمناصريه لمنع تحويل الميدان الذي يعد رمز لثورة 26 سبتمبر إلى ساحة لثوار فبرائر. و أشاروا إلى أن فصل الحوثيين احتفال الرجال عن النساء، يهدف في الأساس للسيطرة على المكانيين لإظهار شعبيتهم في العاصمة و مدى تعاظمها، و تشتيت حشود الطرف الآخر إن فكر بالاحتشاد. و اعتبروا أن احتفال الحوثيين بالمناسبة في حال قاموا بقمع أي تحركات مناهضة، لن يكون له معنى، و لن يقرأ إلا من جانب الاقصاء و الاستحواذ و السيطرة و الالتفاف على ثورة فبرائر التي اتاحت لهم الدخول إلى صنعاء.