قتل 10 أشخاص وأصيب العشرات في تجدد المواجهات المسلحة في محيط مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء أمس، بين الجيش المدعوم بمسلحين حوثيين، وبين عناصر من تنظيم القاعدة بمساندة رجال القبائل. ونقلت يومية "الأولى" عن مصادر محلية إن المواجهات تجددت بين الطرفين في الساعة ال4 من فجر أمس، بعد هدوء من الساعة ال9 مساء أمس الأول، إثر هدنة سعى إليها مشائخ في المنطقة وعلى رأسهم الشيخ عبدالولي الهياشي. وأوضحت المصادر أن عناصر من أنصار الشريعة شنت هجوماً في ال4 من فجر أمس، على موقع عسكري تم استحداثه مساء أمس الأول، من قوات الجيش والحوثيين في منطقة السوداء على مشارف الزاهر، ما أدى إلى اندلاع مواجهات متقطعة في أكثر من جهة على مشارف المدينة حتى ظهر أمس. وذكرت المصادر، أن الاشتباكات خلفت 10 قتلى من الطرفين، بينهم 6 قتلى من مسلحي أنصار الله والجيش و4 قتلى من عناصر القاعدة ورجال القبائل، والعديد من الجرحى من الطرفين، إضافة إلى إحراق طقم أمني تابع للجان الشعبية التابعة لمسلحي أنصار الله الحوثيين، منوهة إلى أن الهدوء خيم على المنطقة منذ ظهر أمس. وعن المناطق التي تركزت فيها الاشتباكات، ذكرت المصادر، أن المواجهات وقعت في منطقة المظفر ومنجد، وعلى حدود منطقة دُقّي القريبة من الزاهر، بالإضافة إلى أماكن باتجاه منطقة السوداء. ونقلت الصحيفة عن مصادر قبلية أن الشيخ عبدالولي الهياشي قام بوساطة قبلية لدى قبائل مديرية الزاهر، على أساس السماح للجيش ومسلحي أنصار الله الحوثيين بالمرور إلى معسكر العر، مقابل ضمانة لقبيلة آل حميقان من قبل قادة الحملة المشتركة. ولفتت المصادر إلى أن الضمانة تمثلت في التزام قادة الحملة العسكرية بعدم المساس أو تفجير منازل عناصر من تنظيم القاعدة في مديرية الزاهر، وعدم استحداث أي نقطة أمنية تابعة لمسلحي أنصار الله الحوثيين داخل المدينة، إلا أن رجال القبائل وعناصر القاعدة رفضوا ذلك، في ظل استنجادهم ببقية أهالي القبائل المجاورة لمديرية الزاهر للوقوف بجانبهم. وأضافت المصادر أن أكثر من 20 دبابة وصلت إلى مناطق متعددة على مشارف مديرية الزاهر قادمة من اللواء 117 مشاة، ما يعرف ب"لواء المجد" ظهر أمس، لمنع تحرك عناصر تنظيم القاعدة ومناصريهم، من مديرية الزاهر في اتجاه مدينة البيضاء. من جانب آخر، انفجرت أمس، عبوة ناسفة في مديرية ذي ناعم بعد مرور طقم يستقله مسلحون حوثيون. ونقلت صحيفة "الأولى" عن مصدر محلي إن عبوة ناسفة زرعت بجانب الطريق في حارة الرباط بالمديرية، مشيراً إلى أن العبوة انفجرت في ال1 من ظهر أمس، بعد مرور طقم عليه مسلحون حوثيون بحوالي دقيقة واحدة. وأكد المصدر أن الانفجار لم يسفر عن أي ضحايا بشرية، منوهاً إلى أن أفراد الطقم الأمني المستهدف قاموا مباشرة بتفتيش المنازل المجاورة لمكان الانفجار لمعرفة المتهمين بزرع العبوة. المصدر ذاته قال إن نقطة تابعة للمسلحين الحوثيين في المديرية ضبطت أمس سيارة هايلوكس، على متنها متفجرات وأحالتها مع سائقها الذي يدعى "حنش" إلى قيادة الحملة الأمنية واللجان الشعبية في مدينة البيضاء. يذكر أن المئات من القتلى والجرحى سقطوا في مواجهات اندلعت منذ أشهر في رداع ومناطق قيفة، بين مسلحي اللجان وأفراد الجيش من جهة، وعناصر تنظيم القاعدة المسنودين بقبليين من جهة أخرى، إلا أن المواجهات توسعت مؤخراً على مستوى محافظة البيضاء، ما يشير إلى أن أعداد القتلى والجرحى في تزايد مستمر.