سقطت، بعد منتصف ليل أمس، أول قذيفة على القصر الجمهوري في عدن "المعاشيق"، كرد أولى على هجوم نفذه مسلحو اللجان الشعبية، الموالون للرئيس عبد ربه منصور هادي، على إحدى نقاط قوات الأمن الخاصة في "حي العريش". و كان مسلحون تابعون للجان الشعبية بمحافظة عدن، هاجموا نقطة أمنية، مساء أمس، في "العريش"، ودارت اشتباكات بين الجانبين. و نقلت صحيفة "الشارع" عن مصادر وصفتها ب"المتطابقة" إن مسلحي اللجان الشعبية حاولوا السيطرة على هذه النقطة؛ إلا أن الجنود ردوا عليهم، الأمر الذي دفعهم إلى التراجع والعودة إلى الموقع التي يتمركزون فيها. كما نقلت الصحيفة عن أحد جنود قوات الأمن الخاصة في عدن، إن مسلحين كانوا على متن عدة سيارات نوع "صوالين" أطلقوا النار على الجنود المتمركزين في نقطة غازي ب "العريش"، بعد أن كانوا قد طلبوا من جنود النقطة الانسحاب منها؛ إلا أن الجنود رفضوا ذلك. و أكد المصدر أن اشتباكات دارت بين الجانبين حول هذه النقطة، انتهت بسيطرة الجنود، وانسحاب المسلحين، دون سقوط ضحايا من الجانبين. وأوضح المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن هذه الاشتباكات، التي استخدم فيها الجانبان الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، كانت متقطعة وخفيفة، وأن المسلحين انسحبوا بعد أن فشلوا في اقتحام هذه النقطة. و ذكر المصدر أن هدوءً حذرا عاد إلى هذه النقطة الأمنية، والمنطقة المحيطة بها، في ظل معلومات تفيد بأن مسلحي اللجان يعتزمون معاودة الهجوم على هذه النقطة، ومواقع أمنية وعسكرية أخرى، في مواقع مختلفة في مدينة عدن. و ظلت تدور في المنطقة اشتباكات متقطعة بين الجانبين، في ظل مخاوف من توسعها إلى حرب عنيفة. و نقلت الصحيفة عن مصدر أمني ثان في عدن إن أفراد قوات الأمن الخاصة اشتبكوا مع مسلحي اللجان في "حي العريش" عقب قيام الجنود بقطع الطريق المؤدي إلى منطقة "العريش"، مشيرا إلى أن الجنود انسحبوا بعد الاشتباكات إلى "نقطة الرحاب"، الواقعة على مدخل "حي خور مكسر". و نقلت "الشارع" عن مصدر أمني وصفته ب"الرفيع والمطلع" في عدن إن قوات الأمن الخاصة أطلقت، بعد هجوم مسلحي اللجان، قذيفة (أربي جي) على القصر الجمهوري في "معاشيق" " كرسالة تهديد للرئيس هادي تفيد بأن بإمكان هذه القوات الوصول إلى المكان الذي يسكنه". و اضاف المصدر: "أكدت لنا المعلومات أنه تم إطلاق هذه القذيفة التحذيرية إلى معاشيق، ولا نعرف الاضرار التي خلفتها، وردة فعل الرئيس هادي على ذلك". كما نقلت الصحيفة، عن مصدر أمني ثالث، إن ما حصل هو أن سيارة تجاوزت حاجزا للتفتيش في نقطة أمنية تابعة لقوات الأمن الخاصة. و رفضت هذه السيارة التوقف، وتم إطلاق النار عليها. ولأن الوضع متوتر حصل إطلاق نار من أكثر من مكان، وقد توقف كل شيء الآن، بعد أن تم استخدام الأسلحة المتوسطة والخفيفة". و طوال نهار أمس، سادت حالة من الهدوء الحذر داخل وخارج معسكر قوات الأمن الخاصة في مدينة عدن، في ظل مخاوف من تفجير مواجهات مع مسلحي اللجان الشعبية، الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، جراء رفض قائد هذه القوات، العميد الركن عبد الحافظ السقاف، تسليم المعسكر تنفيذاً لقرار جمهوري قضى بإقالته من قيادته وتعيين العميد الركن ثابت جواس بدلاً عنه. و أكدت المصادر أن العميد السقاف مازال يتمركز داخل معسكر هذه القوات، رافضاً تسليم المعسكر وتنفيذ القرار الذي أصدره الرئيس هادي، الثلاثاء الماضي، وقضى بتعيين جواس في قيادة هذه القوات، فيما قضى قرار أخر بتعيين السقاف وكيلاً لمصلحة الأحوال المدنية. و نقلت الصحيفة أن عدد من جنود هذه القوات أفادوا إن "الوضع هادئ داخل المعسكر"؛ في الوقت الذي لا يزال العميد السقاف مستمرا في مكتبه بقيادة المعسكر، رافضاً التسليم بعد أن كان أبدى، أمس الأول، استعداده التسليم في حال جرى تعيين العميد الحتس بدلاً عن جواس في قيادة هذه القوات. و أكد هؤلاء الجنود استمرار قوات المعسكر في حالة الاستنفار القصوى والانتشار في المناطق المحيطة بالمعسكر خوفا من التعرض لأي هجوم من قبل مسلحي اللجان، بعد أن قال المشرف على هذه اللجان، أحمد الميسري، أنه سيتم بالقوة تنفيذ القرار الذي أصدره الرئيس هادي. و أكد الجنود انتشار قوات عسكرية أخرى في معسكرهم ومناطق محيطة به، بهدف دعمهم للتصدي لأي هجوم محتمل على المعسكر. و استمر عشرات الجنود في انتشارهم، وهم في جاهزية قتالية عالية، حول معسكر قوات الأمن الخاصة، مسنودين بأطقم وآليات وعربات مدرعة. و أكدت المصادر أن جنود قوات الأمن الخاصة ينتشرون في المناطق المحيطة بمعسكرهم بمساندة قوات أخرى من الجيش شاركتهم في هذا الانتشار. و حتى وقت متأخر من مساء أمس، فشلت جهود الوساطة في إقناع العميد السقاف بتنفيذ قرار الرئيس هادي وتسليم المعسكر إلى العقيد الحتس، الذي جرى التوجيه باستلامه قيادة المعسكر وقيادة هذه القوات بدلاً عن جواس. و قال جنود في معسكر هذه القوات أنه لم يصل إلى المعسكر، أمس، أي من أفراد الوساطة، أو المسؤولين المحليين، بهدف لقاء العميد السقاف. و واصل مسلحو اللجان، الموالون للرئيس هادي، انتشارهم في مدينة عدن، ومناطق قريبة من معسكر قوات الأمن الخاصة، وسيطرتهم على جميع النقاط العسكرية والأمنية في المدينة وعلى مداخلها ومخارجها، في ظل معلومات عن تواجد مئات من مقاتلي جماعة الحوثي، منذ أسابيع، إلى عدن، ورفع جاهزيتهم للمشاركة في القتال ضد لجان الرئيس هادي في حال هاجمت معسكر السقاف.