وصلت التعزيزات العسكرية القادمة من صنعاء وذمار، إلى معسكر قوات الأمن الخاصة في محافظة تعز، دون أية مقاومة تذكر. ونقلت يومية "الأولى" عن مصادر أمنية وصفتها بالمتطابقة إن رتلاً عسكرياً من قوات الأمن الخاصة، وصل عند حدود الساعة ال9 من مساء أمس، إلى معسكر قوات الأمن الخاصة في سوق الجملة المقابل للقصر الجمهوري وسط مدينة تعز، في ظل تكتم شديد من قبل الجهات الأمنية والعسكرية في المحافظة. وأوضحت المصادر أن جزءاً من القوة العسكرية التي كانت في طريقها إلى تعز، والمقدرة بأكثر من 20 ناقلة جند وطقماً عسكرياً، انقسمت في "نقيل السياني" بمدينة القاعدة، جزء منها اتجه عبر طرق فرعية في اتجاه مديرية ماوية، متجهين إلى لحج، والجزء الآخر وصل معسكر قوات الأمن الخاصة في مدينة تعز، دون أي اعتراض. وأكدت أن 11 ناقلة جند وطقماً عسكرياً تابعة لقوات الأمن الخاصة، وصلت الساعة ال9 من مساء أمس، إلى معسكر قوات الأمن الخاصة الكائن جوار القصر الجمهوري في تعز. وتضاربت الأنباء حول القوات العسكرية المتجهة إلى تعز، ففي الوقت الذي قالت فيه مصادر إن القوة العسكرية وصلت حدود مديرية الراهدة التابعة لمحافظة تعز، والمحاددة لمحافظة لحج، تحدثت مصادر أخرى أن القوة العسكرية توزعت بين مقرات عسكرية في مدينة القاعدة المسيطر عليها مسلحو "أنصار الله" (الحوثيين)، وبعض القوة متوقفة على بعد حوالي 200 متر من النقطة الواقعة في مدخل مدينة تعز. ونقلت الصحيفة عن مصادر محلية أن قوات أمنية وعسكرية انتشرت في المنطقة الممتدة من الحوبان باتجاه الجند، بعد توجيهات للجنة الأمنية بمنع دخول أي تعزيزات إلى المحافظة. وتقول مصادر أخرى إن القوة التي وصلت مدينة القاعدة، وتوقفت جوار أول نقطة تابعة لمحافظة تعز، تريد العبور عبر تعز، إلى المناطق المتاخمة لمحافظة لحج، غير أن مصادر أخرى أفادت بأن القوة الأمنية والعسكرية التي وصلت إلى المكان، تريد الدخول إلى المناطق المجاورة لمطار تعز، والانتشار في مداخل المدينة، تمهيدا للسيطرة عليها. وجاء وصول القوات العسكرية إلى محافظة تعز بعد إعلان اللجنة الأمنية في المحافظة عن أن القوات العسكرية والأمنية في المحافظة سوف تتصدى لأي تعزيزات قادمة من أية جهة. وأكدت اللجنة الأمنية، في بلاغ صحافي صادر عنها، أن الوضع الأمني في المحافظة مستتب، والأجهزة الأمنية والعسكرية تقوم بواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار في جميع أرجاء المحافظة، بكل إخلاص ومسؤولية ووطنية، وليست بحاجة إلى تعزيزات أمنية أو عسكرية أو غيرها من أية جهة، ولم تطلب ذلك إطلاقاً. وقال البلاغ إن أي "تعزيزات عسكرية ستصل إلى المحافظة من أية جهة، قد يقابلها تصرف مماثل من الجهة الأخرى، وهو ما سيجعل المحافظة ساحة للاقتتال وتصفية الحسابات، والزج بها في أتون فوضى لن تخدم أحداً". وأقرت اللجنة الأمنية بالمحافظة، في اجتماعها الاستثنائي، منع دخول أي تعزيزات عسكرية أو أمنية أو مدنية إلى المحافظة من أية جهة، ووجهت جميع الوحدات الأمنية والعسكرية باتخاذ الإجراءات الأمنية لتنفيذ ذلك القرار، حفاظا على حالة الأمن والاستقرار والهدوء الذي تعيشه المحافظة. وحملت أمنية تعز الجهة التي سترسل أي تعزيزات إلى المحافظة كامل المسؤولية، داعية إلى تحكيم العقل والمنطق، واستشعار المسؤولية الوطنية، وعدم تحويل محافظة تعز إلى ساحة للصراعات أو تصفية للحسابات الضيقة التي لا تخدم أمن واستقرار المحافظة والمجتمع اليمني بشكل عام. وأشادت اللجنة الأمنية في المحافظة بمواقف جميع الأحزاب والقوى والمكونات السياسية والمجتمعية والمشايخ والأعيان والمنظمات، وجميع أبناء المحافظة، منذ وقت مبكر، والذين اتفقوا على أهمية تكاتف جهود حفظ أمن واستقرار المحافظة، وتجنيبها الصراع القائم في المحافظات الأخرى، وأشادوا بصورة مستمرة بجهود الأجهزة الأمنية والعسكرية بالمحافظة. وفي السياق ذاته، تظاهر المئات من أهالي محافظة تعز، أمس، أمام مقر معسكر قوات الأمن الخاصة، وبدأوا بنصب الخيام للمطالبة بإخراج القوات العسكرية التي وصلت إلى المعسكر. وقال ل"الأولى" عدد من المشاركين في المظاهرة إن الشباب بدأوا بنصب الخيام أمام المعسكر، وفرضوا حصاراً عليه للمطالبة بخروج قوات عسكرية وصلت إلى مقر اللواء قادمة من صنعاء، مساء أمس، وقوامها أكثر من 10 ناقلات جند وأطقم عسكرية. ولا زال المحتجون يتوافدون إلى أمام مقر قوات الأمن الخاصة في المحافظة، حتى ساعة كتابة الخبر، مساء أمس.