تعيش مدينة عدن، جنوب البلاد، حالة حرب، منذ نحو اسبوعين، ما تسبب في تفاقم الوضع الانساني في المحافظة، التي تدور المواجهات المسلحة في وسطها و غربها و شمالها و شرقها، بين قوات عسكرية موالية ل"أنصار الله" الحوثيين، و مسلحين مواليين للرئيس هادي. و يرافق ذلك الوضع قصف جوي وبحري عنيف من طائرات سعودية و بارجات بحرية، تتمركز بمحاذاة شواطئ المحافظة. و فيما يحاول الحوثيون خوض معركة الحسم في مديرية التواهي، التي تحتوي على أهم المقار الحكومية، أبرزها قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، تزداد المقاومة لتوسع هذه القوات في مديرية المعلا، التي تعد بوابة النفاذ نحو مديرية التواهي. و عصر اليوم الثلاثاء، شن الطيران السعودي عدة غارات جوية، استهدفت معسكري اللواء 31 مدرع في بئر أحمد و اللواء الخامس في منطقة الرباط، الواقعتين في أطراف محافظة عدن. كما استهدفت قوة عسكرية موالية ل"أنصار الله" مرابطة في حي العريش، شرق المحافظة، غير أن مصادر تشير إلى أن هذه القوة استهدفت من البحر، حيث تصاعدت سحب من الدخان الأسود من المكان، عقب دوي الانفجارات، حسب ما افاد سكان محليون. و المثير للاستغراب، أن معسكر اللواء 31 مدرع، تسيطر عليه اللجان الشعبية الموالية ل"هادي" و تستخدم الدبابات و المصفحات الموجودة فيه في معاركها مع القوات الموالية ل"أنصار الله". و لم يتضح بعد أسباب قصف المعسكر، رغم عدم علاقته بقوات "أنصار الله". و ستشكل هذه الضربة للمعسكر اضعاف لقدرات لجان "هادي" خاصة إذا ما كانت الاضرار التي اصابت المعسكر كبيرة. و يرى متابعون أن ذلك الأمر يثير حالة من الغرابة، و يكشف عن عشوائية القصف لقوات التحالف أو وجود اختراق للجان هادي من قبل الخصم. كما يعزز ما تناولته تقارير اخبارية عن سعي السعودية لتدمير البنية التحتية للجيش اليمني، و حقيقة الأهداف التي تسعى السعودية لتحقيقها من عاصفة الحزم.