رأى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن التطورات في اليمن، خرجت عن نطاق الصدامات بين الأطراف المتنازعة وتحولت إلى نزاع عسكري واسع النطاق. و اعتبر أن ردود أفعال دول المنطقة، تؤكد أن ملامح المواجهة الشاملة بين أتباع المذهبين السني والشيعي في الشرق الأوسط بدأت تظهر بوضوح. جاء ذلك في رسالة وجها لافروف، إلى المشاركين في الدورة ال42 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي. و حسب موقع قناة "روسيا اليوم" نوه لافروف، إلى أن ملامح المواجهة الشاملة بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط، باتت أكثر جلاء. و دعا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتجاوز الخلافات، محذرا في رسالته التي نشرت وزارة الخارجية الروسية نصها الأربعاء 27 مايو/أيار من أن إضفاء طابع طائفي على الخلافات الجيوسياسية سيؤدي إلى تصعيد حدة الأزمات وإطالة أمدها. و دعا الوزير الروسي إلى بذل جهود مكثفة من أجل الحيلولة دون تعميق الخلافات بين السنة والشيعة وإكسابها طابعا أكثر خطورة، وذلك بموازاة مواصلة الجهود الرامية إلى تسوية النزاعات في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالوسائل السلمية. و أشار لافروف بأسف شديد إلى تنامي النزعات المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط برمته. و قال: "تحولت الأزمات في ليبيا وسوريا والعراقواليمن إلى نزاعات طويلة الأمد بين الأشقاء ينجر إليها عدد متزايد من دول المنطقة". و تابع أن تلك النزاعات أدت إلى مقتل مئات الآلاف، وتسببت بمعاناة الملايين، كما أنها أسفرت عن انهيار الاقتصادات الوطنية وتدمير مؤسسات الدولة. و اعتبر لافروف أن كل هذه التطورات تصب في مصلحة المتطرفين والإرهابيين الذين تتسع دائرة طموحاتهم. و أردف قائلا: "أنهم يقيمون تحالفات فيما بينهم ويسيطرون على مساحات شاسعة من الأراضي وينتحلون دور المتحكمين بمصائر البشر في العالم الإسلامي. و أوضح أن التنظيمات الإرهابية الناشطة في العراق وسوريا وعدد من الدول الإفريقية، "ترتكب جرائم بشعة، بما في ذلك عمليات إبادة وملاحقة بحق معتنقي الديانات الأخرى، بمن فيهم المسيحيون". و أعرب وزير الخارجية الروسي عن أمله في أن تبادر منظمة التعاون الإسلامي التي أنشئت من أجل تعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين، إلى اتخاذ إجراءات سريعة لاستعادة الثقة والتفاهم بين أتباع مختلف المذاهب الإسلامية اعتمادا على المساعدة من الشخصيات الدينية البارزة والعلماء والقوى الاجتماعية. و أضاف: "إننا مستعدون لدعم مثل هذه الجهود بشتى الوسائل، وذلك من أجل تعزيز علاقات الصداقة التقليدية والتعاون متعدد الجوانب بين روسيا والدول الإسلامية، ومن أجل ضمان السلام والاستقرار والرفاهية لشعوب بلداننا".