قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام قمة مجموعة "بريكس" في مدينة أوفا الروسية إنها ستواصل المساهمة في ضمان الأمن الدولي وتسريع النمو الاقتصادي العالمي. و أضاف في تصريح للصحافة الخميس 9 يوليو/تموز: "ركز عملنا في أوفا على تكثيف التعاون متعدد الجوانب في إطار بريكس. وستواصل مجموعتنا المساهمة بقسطها في ضمان الأمن الدولي والنمو العالمي وفي حل القضايا المعاصرة الرئيسية". و تابع بوتين أن "بريكس" ستواصل مساهمتها في حل القضايا الدولية الرئيسية، معيدا إلى الأذهان أن قمة أوفا عقدت في عام 2015، العام الذي يحيي العالم فيه الذكرى السبعين للانتصار على النازية وقيام منظمة الأممالمتحدة. و اعتبر أن هذه الذكرى تعيد إلى الأذهان ضرورة توحيد الجهود من أجل ضمان السلام والاستقرار والأمن في العالم، والحفاظ على الدور المحوري للأمم المتحدة، والالتزام بأحكام القانون الدولي، واحترام مبادئ السيادة وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. و في البيان الختامي الصادر عن القمة دان زعماء دول بريكس (ديلما روسيف وفلاديمير بوتين ونارندرا مودي وشي جين بينغ وجاكوب زوما)، أعمال العنف الوحشية التي يتركبها متطرفو تنظيم "الدولة الإسلامية" والجماعات الإرهابية الأخرى. و جاء في البيان: "إننا ندين بأشد العبارات الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره كما ندين الانتهاكات الخطيرة واسعة النطاق لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي من قبل ما يسمى "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" والتنظيمات الإرهابية الأخرى المنضوية تحت لوائهما، بما في ذلك ملاحقة الأشخاص والطوائف على أساس الانتماء المذهبي أو الإثني وأعمال العنف بجميع أشكالها ضد السكان المدنيين، وبالدرجة الأولى النساء والأطفال". كما دان الزعماء انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في سوريا من قبل كل أطراف النزاع، وأعربوا عن قلقهم البالغ من تدهور الوضع الإنساني في البلاد. و أكد البيان على ضرورة ضمان وصول منظمات الإغاثة بشكل آمن دون عوائق إلى السكان المتضررين، تنفيذا للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن. و تابع الزعماء في بيانهم: "إننا نرحب بالخطوات العملية التي تتخذها الأطراف السورية لتنفيذ هذه القرارات، ونعارض تسييس مسألة تقديم المساعدات الإنسانة في سوريا، ونلاحظ استمرار التأثير السلبي للعقوبات الأحادية (المفروضة ضد دمشق) على الوضع الاجتماعي الاقتصادي في سوريا". كما أعرب زعماء "بريكس" في البيان عن دعمهم لمبادرة إجراء المشاورات بين الأطراف السورية في موسكو. و ورد في البيان: "إننا نعرب عن تأييدنا لخطوات الاتحاد الروسي الرامية إلى المساهمة في التسوية السياسية في سوريا، بما في ذلك تنظيم جولتين من المشاورات السورية-السورية في موسكو في يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان عام 2015، كما نعرب عن تأييدنا لجهود أمين عام الأممالمتحدة ومبعوثه الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، وللجهود الدولية الأخرى الرامية إلى تسوية الأزمة السورية بالوسائل السلمية". و دعت مجموعة "بريكس" جميع دول العالم إلى الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بمكافحة الإرهاب وتجنب الكيل بمكيالين في هذا المجال. و ورد في البيان: "إننا نرى أنه من المستحيل محاربة الإرهاب بصورة فعالة، إلا بشرط وفاء جميع الدول بجميع الالتزامات الدولية التي تفرضها استراتيجية مكافحة الإرهاب على مستوى العالم وبالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي. كما دعت جميع الدول والمجتمع الدولي بأكمله إلى الوفاء بالتزاماته وتجنب اتخاذ مواقف مسيسة وتطبيقها بشكل انتقائي". و شدد البيان على أنه لا يمكن تبرير أي عمل إرهابي بأية ذرائع مهما كانت أيديولوحية أو دينية أو سياسية أوعنصرية أوإثنية. و أعرب زعماء دول "بريكس" عن ثقتهم الراسخة بأن تسوية النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي ستساهم في تسوية الأزمات الأخرى في المنطقة وإحلال السلام في الشرق الأوسط. و جاء في البيان: "ندعو إسرائيل وفلسطين إلى استئناف المفاوضات التي يجب أن تؤدي إلى إقرار حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية متصلة الأطراف وقابلة للحياة عاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في حدود متفق عليها ومعترف بها دوليا رسمت على أساس حدود عام 1967". و جددت المجموعة معارضتها للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي المتواصل في في الأراضي المحتلة، باعتبار أن تلك الأنشطة تتعارض مع أحكام القانون الدولي وتزعزع الجهود الرامية إلى إحلال السلام وتهدد مشروع تعايش الدولتين. كما أكدت دول "بريكس" في البيان الختامي على الضرورة الملحة للحفاظ على سيادة ووحدة أراضي ليبيا وتجاوز الخلافات بين القوى السياسية في هذه البلاد من أجل التوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية في أقرب وقت. و تناول البيان الختامي أيضا الأزمة الأفغانية، إذ دعا زعماء الدول الخمس المجتمع الدولي إلى مواصلة تقديم الدعم لحكومة هذه البلاد والوفاء بالتزامات طويلة الأمد في هذا المجال، بما فيها التعهد بتدريب القوات الأفغانية لمحاربة الإرهاب والتطرف. و أعرب الزعماء عن قلقهم البالغ من تدهور الأوضاع الأمنية في أفغانستان وخاصة في المناطق الحدودية، بما في ذلك تسلل تنظيم "داعش" إلى البلاد وتنامي نفوذه فيها بصورة تصعيدية. و في الشأن الأوكراني، أكد زعماء دول "بريكس" على عدم وجود حل عسكري للازمة في أوكرانيا. و جاء في البيان: "إننا نعرب مجددا عن قلقنا من الوضع في أوكرانيا ونشدد على عدم وجود حل عسكري ونؤكد أن الطريق الوحيد إلى المصالحة يتمثل في الحوار السياسي الشامل". كما دعا زعماء الدول الخمس جميع أطراف النزاع إلى الوفاء بجميع بنود اتفاقات مينسك الموقعة في فبراير/شباط الماضي. كما جاء في البيان الختامي الصادر عن القمة أن زعماء دول "بريكس" يتوقعون توصل إيران واللجنة السداسية إلى خطة أعمال شاملة لتسوية ملف طهران النووي في أقرب وقت. و أوضح الزعماء أن هذه الخطة يجب أن تعيد الثقة الكاملة في الطابع السلمي البحت للبرنامج النووي الإيراني بالإضافة إلى ضمان رفع جميع العقوبات المفروضة على طهران. و تابع الزعماء أن هذه الخطة يجب أن تمنح إيران كامل الحقوق في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، بما في ذلك حق تخصيب اليورانيوم بمراعاة معاهدة حظر الانتشار النووي والتزامات طهران الدولية. وأشار البيان أيضا إلى ضرورة أن تساهم الخطة المرجوة في تطبيع العلاقات مع إيران في مجال التجارة والاستثمارات.