مشيراً إلى أن العناصر التي نعتها بالمتمردة الإرهابية تعمل علي الترويج لأفكارها الظلامية العنصرية المتخلفة والهادفة إلى العودة بالوطن إلى عهود الكهنوت الإمامي المستبد. وبث الحوثيون على شبكة الإنترنت مساء أمس ثلاثة تسجيلات فيديو جديدة عن بعض مما يحدث في مديريات صعدة. وظهر أحد التسجيلات مشهداً لاحتراق ثلاث عربات عسكرية تتابع الانفجارات داخلها بشكل مستمر طوال فترة التسجيل التي لا تتعدى دقيقتين، فيما قال الحوثيون في وصف التسجيل الذي يوجد على الرابط التالي: http://www.4shared.com/file/51663099/5cdf3d1b/____.html أن مقاتليهم تمكنوا من إحراق (4) ناقلات صواريخ وذخيرة في جبهة «منطقة سفيان»على الخط العام الرابط بين المهاذر وسفيان، وهو الرابط أيضاً بين صعدة وعمران. مشيرين إلى أن الانفجارات استمرت لفترة طويلة. وفي تسجيل ثان وثق الحوثيون لما زعموا أنه أحد انتهاكات السلطة ضد مواطني صعدة. وذكر موقع المنبر التابع للحوثيين أن الجيش اقتحم بالقوة بيتاً لإحدى النساء وطرد من كان فيه من الأطفال والنساء بصورة مشينة لا إنسانية وبشكل مستفز، كما نهبوا محتوياته كلها، ولم يتركوا لأصحابه شيء، وتمركزوا فيه عدة أيام. وأضاف الموقع أن هذا المشهد يتكرر في كل المناطق حيث يستغل الجيش الفرصة ويقوم بنهب البيوت والممتلكات على حد قوله. ويظهر التسجيل على هذا الرابط: http://www.4shared.com/file/51635944/759ad4c8/16-6-20%3Cbr%20/%3E08.html مشهداً لامرأة مسنة تقف بباب منزل شعبي متواضع جوار صبي وتتحدث للمصور عما قالت إن الجنود قاموا به. وتشتكي المرأة من اقتحام الجيش لمنزلها بالقوة والاستيلاء على أثاثه، وإطلاق النار على الباب والجدران. ويعرض التسجيل عدة ثقوب على الباب والجدران الداخلية للمنزل قالت المرأة أنها ناتجة عن طلقات نارية من أسلحة الجنود. وقالت المرأة أن الجنود هجموا على منزلها في وقت المغرب، ونهبوا الكثير من أشياء المنزل، ولم يبقوا لها إلا الفراش الذي حملته على رأسها. ووصفت المرأة المقتحمين ب«النهابة» قائلة: «أتوا ونحن في جوف البيت، وأطلقوا علينا النار» قبل أن تعرض على المصر عدداً مما يبدو أنه مخلفات الذخيرة التي استخدمت في المعارك، والتي قالت المرأة أنها مخلفات دبابات. التسجيل الثالث كان دمويا ويحمل مشهداً مريعاً، حيث عرض الحوثيون صورة لجثة طفل مشوهة بعد إصابتها بعدد من الجراح في مناطق متفرقة من جسد صاحبها. ويبدو أن الجثة تم انتشالها من تحت الأنقاض. وقال موقع المنبر في وصف غير وافٍ أو دقيق للحادثة: «كل يوم يمر وفيه مأساة جديدة جراء عدوان السلطة الغاشم على (محافظة صعدة )، فطفل لم يتجاوز عمره العامين يقضي نحبه جراء القصف الصاروخي على (منطقة سفيان). وليست هي الحالة الأولى بل هي حالات كثيرة مثل هذه لا يتضرر منها سوى الأطفال والنساء.» وينتهي وصف الحادثة المسجلة على هذا الرابط: http://almenpar.net/download.php?action=download&fileid=19 بالسؤال: «ما ذنب أطفال صعدة ونساؤها؟». من ناحيتها هددت السلطات الرسمية من أسمتهم «المتورطين بالوقوف وراء تلك العناصر الإرهابية سواء كانوا أفراداً أم أحزاباً» بالمساءلة القانونية باعتبارهم شركاء لتلك العناصر الإرهابية الخارجة عن النظام والقانون في تلك الجرائم التي ارتكبوها بحق الوطن وأمنه واستقراره وسكينته العامة على حد زعم بيان رسمي مساء أمس. البيان الذي بدأ بآية من القرآن «وما النصر الا من عند الله» تحدث عن خاتمة المعارك مع الحوثيين، ووصف ما سيحدث بعد أيام ب«الانتصار العظيم». وواصل المصدر الحكومي حديثه عن نصر مؤزر بفضل الله قال إنه ظل حليف الشعب اليمني العظيم المؤمن المناضل الذي هبّ دوما من أقصي الوطن إلي أقصاه من شمال وجنوبه وشرقه وغربه للانتصار لإرادته في الحرية والثورة والجمهورية والاستقلال والوحدة والديمقراطية والتنمية والتقدم والازدهار. دون أن يذكر شيئاً عن تفاصيل المعارك الدائرة في محافظة صعدة. إلى ذلك قال المكتب الإعلامي للسيد «عبد الملك الحوثي» أن مقاتليه الذين يسميه «المجاهدين» نفذوا ليلة الإثنين 12الماضي في هجوماً على موقع عسكري بجوار المنطقة الأمنية في منطقة بني حشيش. وأضاف المكتب في خبر نشر على المنبر صباح اليوم أنه هذا الهجوم أسفر عن إحراق دبابة ومدرعة في الموقع إضافة إلى خسائر بشرية لم يحددها في أوساط الجنود الذين نعتهم ب«المغرر بهم». وأضاف أنه في ليلة الثلاثاء، قامت السلطة بزحف مكثف استمرت فيه المواجهات حتى الصباح بما يدلل على الإحباط الذي وصلت إليه السلطة في محاولة فك الحصار عن المواقع المتبقية والمشرفة على السقوط في مناطق مران على حد تعبيره. وتابع أنه: «وبعد الفشل الذريع للهجمات والزحوفات في النهار تقدمت السلطة ليلاً بزحف في نفس الليلة قصف متقطع بأنواع الأسلحة على جبهة «محضة» الواقعة في البوابة الجنوبية القريبة لمدينة صعدة. وزاد المكتب الإعلامي للحوثي أنه وفي نفس الليلة قامت القوات الحكومية بقصف صاروخي متقطع على «منطقة ساقين» التي أصبحت تحت نيران مقاتليه بعد السيطرة على الموقع المطل على المدينة والتي كانت محاصرة منذ فترة. وأضاف أن المقاتلين تمكنوا يوم الإثنين من إعطاب مجنزرة في منطقة لم يسمها. يمكن الاستدلال من خلال خطاب الحوثيين ورد فعل السلطة المنفعل أن الأحداث الدائرة في صعدة ستستمر حتى أجل غير مسمى، ففي حين تؤكد القيادات العسكرية والأمنية والسياسية للبلد، ولعدة مرات أن الحسم بات وشيكاً؛ يثبت الحوثيون العكس بطريقة غير مباشرة، وذلك بحربهم الإعلامية التي استخدموا فيها شبكة الإنترنت بكفاءة مقبولة نسبياً إلا أنها تؤدي دوراً كبيراً في كسب التأييد والتعاطف، تاركين السلطات الرسمية بين الرغبة في الحصول على انتصار ينقذ ماء الوجه، ومحاولة السيطرة على الوضع الإعلامي ومنع وصول المعلومات عن الأوضاع العسكرية والإنسانية في المحافظة المنكوبة، والحيرة في الطريقة التي يمكن بها الرد على الحرب الإعلامية الحوثية.