هم أكثر الناس معاناة ومتاعب لأسباب ليست بخافية على أحد، والكثير منا يظن أن هؤلاء قد تصالحوا مع واقعهم ومع ظروفهم أو هكذا يبدو الأمر حين تكون النظرة من بعيد، وحين تقترب منهم تدرك كم هو الإحساس لديهم بحجم معاناتهم إلى درجة أنك قد لا تصدق ما تسمع منهم في وصف أحوالهم .. في هذا الحوار استمعنا لواحد من فئة المهمشين وهو يتحدث بلسان حال هذه الفئة .. ما اسمك? فتحي عوض غالب صالح المكري، من أحرار اليمن. هذه التسمية ظلم بحقنا واحتقار لنا فنحن ليس أخدام، نحن أحرار من أصول اليمن. أنا أسعى لخدمتهم وحل مشاكلهم التي أستطيع حلها وأعبر عن ظروفهم ومتاعبهم. أنا واقف بدون عمل. وعندي أربعة أطفال. مستأجر متور والباقي على الله. أمشي حالي وزوجتي تساعدني. تشحت لتجمع إيجار البيت وأنا أدبر المصاريف لأن الحالة سيئة للغاية ومش برضانا نُخرِج النسوان يشحتين، الظروف صعبة. في الحصبة جوار اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام. نحن مجموعة كبيرة من الأسر في المبنى. في الشوارع والأسواق يعاملوننا باحتقار ويصيحوا لنا يا خادم يا عبد ويسخروا مننا. حكم القوي على الضعيف. الواقع فرض علينا هذا ، فعندما لا تجد قيمة الأكل والشرب ممكن تفعل أي حاجة وتنسى نفسك. استسلمنا لأننا لا نقدر نفعل شيء وإذا حاولت ترفع صوتك با يقولوا أنك من العصابات وأصحاب الفوضى وممكن يرجموك إلى السجن ويصبحوا عيالك وزوجتك مشردين. إذا حضر إلى القسم أسود وأسود تُحل المشكلة وإذا حضر أسود وأبيض فالأسود يروح السجن والأبيض يروح بيته والأسود يحبس ولو كان مظلوماً لأن الأبيض مُصدق ويتعاملون مع الأسود بقسوة وكأنهم مجرمون ونحن لا حول لنا ولا قوة. يضربوننا أمام أطفالنا وزوجاتنا وإذا قمت تدافع عن نفسك يسيروا يستعينوا بالأمن المركزي ويلحقوك إلى بيتك ويضربوك فوق ضربك الأول ويأخذوك إلى السجن. رجال مكافحة التسول، وهؤلاء ممكن يضربوا النسوان ويقطعوا ثيابهم في الشارع ويأخذوهن إلى دار المتسولين ويتركوهن من أسبوع إلى أسبوعين مع أطفالهن. نعم، عندما أخذوا زوجتي من الشارع ذهبت لأراجع عليها فأدخلوني السجن وكنت أقول لهم معي أطفال بالشارع وحدهم فلم يسمعوا كلامي ولم يقدروا هذا الأمر. الانفتاح يحصل عند البيض والسود والبيض أكثر انفتاحاً منا، فإذا كان انفتاح السود في السر فانفتاح البيض بالواضح. في بيوتهم . المرأة البيضاء توقف لها السيارة في الشارع أمام الناس وتفتح الباب وتطلع عيني عينك. يعانون من جوع ومرض وأشد أنواع الفقر وإذا مرض عليك طفل لا تدري أين تذهب به. يستقبلوك لكن يقولوا لك اشتر الدواء من خارج. البيض لديهم الفلوس والوظائف والمناصب والمعاشات معهم ونحن ولا معنا شيء. نعم بحيث أن الأسود يتزوج امرأة بيضاء والأبيض يتزوج امرأة سوداء وندرس معهم في المدارس والجامعات ونسكن معهم في العمارات والأحياء الراقية ونتوظف معهم ونعيش مثلهم كبشر. أريد الزواج من امرأة بيضاء على سنة الله ورسوله. لأن عيشتنا ضنكى. لأننا سنندمج في المجتمع ونصبح منهم وتنتهي التفرقة. لا يوجد فرق, البيضاء متعلمة وفاهمة والسوداء أمية وحالتها حالة من الفقر والجوع. ما عاد باقي وقت. الكبار قد مضى وقتهم والصغار لا نستطيع أن ندرسهم بسبب التمييز والفقر. نحن محتقرين من الناس ومن الدولة لأنها لا تهتم بنا ولا تفكر بحل مشاكلنا . هذا إنسان محترم لكن الناس من حوله يذهبون إلى عاقل الحارة يشتكون من السود بدون سبب، والعاقل جاء يضغط على صاحب البيت لإخراجنا، والآن نحن خارجين للشارع وعددنا ثلاث عشرة أسرة مع أطفالهم. كل ما يحدث في الحارة يقول أصحاب الحارة "الأخدام" هم السبب.. البيض يأكلون اللحم ويرموا بالعظام والمخلفات إلى الشارع وقالوا الأخدام، ونحن لا نعرف اللحم أبداً. الاتحاد الوطني للفقراء والأشد فقراً. يبيعون لنا خبر وساروا.. أخذوا صورنا وملفات من أجل البيوت والأراضي ولم يظهر منها شيء. نعم وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تساعدنا على الخروج من هذا الوضع السيئ. ممكن بشرط أن لا يحتقرها ولا يرمي بها وتكون عنده القدرة أن يكفيها. على الفراش. لأن النساء السود يختلفين عن البيض. افهم الموضوع من نفسك وبس .... إذا اعترفوا بنا كمواطنين يمنيين مثل بقية الناس، أكيد با يصبح حالنا أفضل. من الدولة والشعب ، ونصبح إخوة دون تمييز بيننا ونصبح موظفين ومسئولين بالدولة مثل البيض.