اتهم الرئيسان اليمنيان السابقان علي ناصر محمد وحيدر ابوبكر العطاس، صنعاء بتدمير جنوب اليمن تحت مبرر محاربة القاعدة. وقال الرئيسان الجنوبيان السابقان في بيان مشترك وزع عبر البريد الالكتروني الخميس "تواصل السلطة في صنعاء نهجها التدميري والدموي حيث تشهد اليوم عدة مدن وقرى في مديريتي مودية ولودر بمحافظة أبين فصلا دموياً جديداً، تسعى السلطة من خلالها الظهور أمام العالم بمظهر المتصدي لقوى الإرهاب من خلال ادعاء مطاردتها لعناصر مزعومة من تنظيم القاعدة". واشارا في البيان إلى أن كل العمليات التي تمت خلال عام لم يقتل فيها إلا مواطنون أبرياء من نساء وأطفال وشيوخ، مع ما رافقها من ترويع للمواطنين وهدم لمنازلهم ومزارعهم. وكانت السلطات اليمنية وفي عملية مشتركة مع القوات الجوية الأمريكية استهدفت في غارة جوية نهاية ديسمبر الماضي قرية المعجلة جنوب اليمن لضرب عناصر مفترضين من القاعدة أدت إلى مقتل 42 من النساء والاطفال والشيوخ في حين قتل أربعة من عناصر القاعدة في تلك الغارة وقدم البرلمان اليمني اعتذار عن تلك الحادثه. وقال الرئيسان من منافيهما بدمشق والرياض: الحقيقة يعرفها الداخل المحلي والخارج الإقليمي والدولي أن القاعدة هي صنيعة النظام وأجهزته فقد تربت وترعرعت في أحضان السلطة منذ الحرب الباردة وحتى اليوم، ووظفتها خلال السنوات الماضية وتحديدا منذ إعلان الوحدة ضد الشريك الجنوبي حتى لا تمنحه حق الشراكة. وكان اليمن قد توحد في 22 مايو/ أيار 1990 بين شطريه الشمالي والجنوبي لكن الوحدة ما لبثت أن انتكست اثر حرب أهلية صيف عام1994 واحكم بعده الرئيس على عبد الله صالح على مقاليد الأمور. وأكدا ناصر والعطاس على أن الجنوب بيئة نابذة وطاردة لهذه الأفكار المتطرفة والمسلكيات الإرهابية وتاريخياً لا وجود لمثل هذه الأفكار والسلوكيات خلال نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة في المنطقة العربية. وشددا على أن أبناء الجنوب يحملون قيم الإسلام السمحاء، وهو شعب منفتح عبر التاريخ على ثقافات الشعوب الأخرى. واتهما صنعاء بالترويج بان الجنوب وكر للارهاب وقالا في بيانهما "ليس بخافٍ على أحد أن السلطة تقوم بتبرير قمعها من خلال نقل صورة مختلفة تماماً عن حقائق الأمور على أرض الواقع، بهدف الحصول على المزيد من الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري من دول المنطقة والعالم". وأضافا: ما تسعى عبثا بواسطته إخراج (الحراك الجنوبي) الشعبي السلمي عن طابعه السلمي الحضاري، الذي اختطه لنفسه ومتمسكا به منذ بداية انطلاقته. وطالب الرئيسان المجمتع الدولي الالتفات إلى ما يعانيه الشعب من الفقر والقمع والسجون والتجويع والحصار. وناشدا دول الجوار والإقليم ودول العالم ومنظمات المجتمع المدني الالتفات إلى ما يجري في الجنوب ومعرفة الحقائق كما هي بعيداً عن التزوير والتضليل الذي تنتهجه السلطة. وجددا مطالبت الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة الأممالمتحدة بإرسال لجان لتقصي الحقائق والعمل على ردع السلطة ودفعها للقبول بحقائق الواقع على ارض الجنوب. وخلصا إلى القول "لن تسعف صنعاء طائراتها ودباباتها على تغيير الجنوب، ولن يستعيد صاروخا وحدة دكتها جنازير الدبابات، ليكتشفوا بأنفسهم ما يجري اليوم وسيجدوا تكرارا لما حصل في مجزرة المعجلة التي قصفتها الطائرات نهاية العام الماضي بمعلومات مغلوطة من قبل السلطة وراح ضحيتها الأطفال والنساء والشيوخ".