أعلن اليمن حاجته للمساعدة الخارجية لمواجهة عناصر تنظيم القاعدة، بينما جددت واشنطن رغبتها في زيادة التعاون الاستخباري مع صنعاء لمكافحة ما يسمى بالإرهاب. وتزامنت هذه المواقف مع تحريض رجل الدين الأميركي ذي الأصل اليمني أنور العولقي على قتل الأميركيين. وقال وزير خارجية اليمن أبو بكر عبد الله القربي اليوم إن بلاده تحتاج إلى مزيد من المساعدة من حلفائها لمحاربة القاعدة، وأوضح أن تلك المساعدة تحدد في بناء القوات اليمنية والتدريب والمعدات والدعم اللوجيستي في الاتصالات والنقل. وأكد القربي في تصريحات صحفية أن "الولاياتالمتحدة تتعاون مع اليمن في الاستخبارات، لكن قوات الأمن اليمنية هي التي تنفذ العمليات"، كاشفا أن هناك "تعاونا استخباراتيا بين اليمن وجميع البلدان العربية، ومع المملكة العربية السعودية بشكل أكبر". وكان القربي رفض في وقت سابق استضافة بلاده لقوات أجنبية على أراضيها، وأكد قدرة أجهزة الأمن اليمنية على حماية البلاد والتصدي للجريمة ومكافحة الإرهاب. وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الجمعة مسؤوليته عن طردين ملغومين مرسلين من اليمن إلى معبد يهودي في شيكاغو اكتشفا في كل من دبي وبريطانيا، كما أعلن مسؤوليته عن تحطم طائرة شحن أميركية في دبي في 3 سبتمبر/أيلول الماضي. معلومات استخبارية وفي سياق متصل أعلنت الإدارة الأميركية سعيها لتحقيق قدر أكبر وأسرع من التعاون مع اليمن في تبادل المعلومات الاستخبارية وإيجاد مزيد من الفرص لتدريب فرق مكافحة الإرهاب اليمنية بعد قضية الطرود الملغومة. ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته قوله إن البيت الأبيض يسعى لاستخدام قضية الطرود تلك وسيلة "للدفع نحو مزيد" من التعاون من أجل المشاركة في مداولات إستراتيجية رفيعة المستوى. وشدد المسؤول -حسب الوكالة- على أن الضغط من أجل مزيد من التعاون مع اليمن لا يتضمن الحصول على ترخيص للدخول في المزيد من العمليات العسكرية المنفذة من جانب واحد ضد القاعدة على غرار عمليات اغتيال واعتقال تنفذها قوات أميركية خاصة. وكانت صحيفة واشنطن بوست الأميركية كشفت في عددها الصادر الأحد أن الولاياتالمتحدة نشرت طائرات بدون طيار من طراز بريداتور في اليمن منذ أشهر بهدف ملاحقة عناصر القاعدة. لكنها نقلت عمن وصفتهم بمسؤولين كبار في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه لم تطلق صواريخ من هذه الطائرات بعد بسبب الافتقاد لمعلومات استخبارية مؤكدة عن مكان العناصر المستهدفة. ومن جانبه تحدث وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس عن تعاون أمني مع اليمن، وأكد أن الجيش الأميركي قد يعزز تدريب القوات الأمنية اليمنية في مواجهة تنظيم القاعدة، وذلك بعد قضية الطرود الملغمة. وعززت الولاياتالمتحدة بالفعل المساعدة المقدمة لليمن لمكافحة "الإرهاب" من 4.6 ملايين دولار في العام 2006 إلى 155 مليون دولار في السنة المالية 2010 العولقي حرض على قتل الأميركيين وفي سياق متصل كشفت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية أن لندن مستعدة لإرسال قوات خاصة إلى اليمن لمساعدة حكومتها في مطاردة عناصر القاعدة, شريطة طلب صنعاء ذلك. وفي رد فعل على هذه الأنباء والتصريحات، أكد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في مقال افتتاحي في صحيفة الثورة الرسمية أن الشعب اليمني لن يسمح لأحد بالتدخل في شؤونه بذريعة مكافحة ما يسمى الإرهاب. اشتباكات وعلى الصعيد الميداني نقل مراسل الجزيرة في اليمن عن مصدر أمني أن قوات الحكومة تخوض اشتباكات مسلحة في مدينة جعار بمحافظة أبين، مع مسلحين تتهمهم بالانتماء الى تنظيم القاعدة وأضاف أن ثلاثة من المسلحين جرحوا في الاشتباكات. وفي خضم هذه التطورات حرض رجل الدين الأميركي ذو الأصل اليمني أنور العولقي على قتل الأميركيين بدون" مشورة أو فتوى"، واتهم في الوقت نفسه إيران بالرغبة في الهيمنة على مناطق السنة. وقال العولقي في شريط فيديو نقلته مواقع إلكترونية "لا تشاور أحد في قتل الأميركيين، إن قتل الشيطان لا يحتاج إلى فتوى أو مشورة". وأضاف أن" أميركا وإسرائيل يتحكمان في أمتنا، وقريبا سوف تدخل إيران للحصول على نصيبها من الكعكة". وأصدرت محكمة أمن الدولة في اليمن السبت الماضي أمرا "بالقبض بالقوة" على العولقي "حيا أو ميتا"، علما بأنه مطلوب لدى الولاياتالمتحدة، حيث سمحت لمخابراتها باعتقاله أو قتله بعد الربط بينه وبين محاولة فاشلة لتفجير طائرة متجهة إلى الولاياتالمتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2009. المصدر: الجزيرة + وكالات