دعى إلى تصحيح مسار الوحدة فتعرض لسيل جارف من الشتائم والتهكمات ولم تمر سوى بضعة سنين إلاّ ومصطلح مسار الوحدة مطلب ملح وهدف ينشده معظم إن لم يكن كل معارضيه السابقين. الأستاذ محمد حيدره مسدوس جمع بين الخبرة والدهاء والحنكة السياسية، يقرأ الحاضر فيحدد معالم المستقبل.. المستقلة أجرت معه حواراً صريحاً هذه تفاصيله كيف تقرأون المشهد السياسي في ظل الازمات المتعدده التي تشهدها البلاد? .. الانفلات الامني .. الحراك الجنوبي .. الوضع في صعدة .. التدهور الاقتصادي .. حرب القاعده ؟ . - هذا المشهد بكامله كان مفتعلا من قِبل السلطة لدفن القضية الجنوبية ، ولكنه أنقلب السحر على الساحر . وبالتالي فان الحل الوحيد لهذا المشهد السياسي هو في اعتراف السلطة بالقضية الجنوبية و الجلوس للحوار مع الجنوبيين من اجل حلها، لان الحل سيأتي بنظام سياسي جديد يرضي الحوثيين ويرضي المعارضه و يزيل أرضية الارهاب ويوفر الأمن والاستقرار للاستثمار . دكتور محمد ، هناك من يرى ان الحوار الجاري بين السلطة و المعارضة يستهدف احتواء الحراك ، فما رأيك؟ . - هو في الاساس يستهدف دفن القضية الجنوبية التي يحملها الحراك و بدفنهايموت الحراك ، و هذا ما يسعون اليه . و اذا ما نجحوا في ذلك فانهم سيعيدون انتاج النظام نفسه ، وهذا يعني استمرار البلد في ازماتها واجبار شعب الجنوب على العودة الى الجنوب العربي كما كان قبل الاستقلال. هل الحوار بين السلطة و المشترك ام بين السلطة و لجنة الحوار الوطني التي يهيمن عليها الشيخ حميد الاحمر، و هل بنظرك اصبحت لجنة الحوار الوطني بديلا عن اللقاء المشترك ؟ . - الشيخ حميد هو زعيم اللقاء المشترك و زعيم لجنة الحوار ، لأن اللقاء المشترك و لجنة الحوار شيئا واحدا ، و لا يوجد للقاء المشترك شريك غير نفسه . السلطة تسعى للحوار من أجل اجراء الانتخابات .. ترى ماذا تريد المعارضة من هذا الحوار حسب متابعتك وفهمك لكثير من الحقائق غير المعلن عنها ؟ . - كلاهما يريدان الانتخابات ، وقد خاضاها معاً منذ حرب 1994م ، والفارق بينهما الآن بعد ظهور الحراك الجنوبي، هو ان السلطه تريد الانتخابات بمشاركة المعارضة لتمريرها في الجنوب و من ثم دفن القضيه الجنوبيه بالقوة، و اللقاء المشترك يريد الانتخابات بمشاركة الجنوبيين لدفن القضية الجنوبية بدون القوة . و لكن اصحاب السلطة و اللقاء المشترك يرون الحوار الجاري بين السلطة والمعارضة هو الذي سيحل الازمه اليمنيه ، فهل هناك شكلا آخر للحوار كان يجب ان يكون ؟ . - طالما و نوايا الطرفين دفن القضية الجنوبيهة، وطالما و انهما يريان الانتخابات غاية و ما عداها وسيلة، فانه يستحيل ان يكون الحوار بينهما هو الحل ، لأن الحوار الحقيقي المطلوب موضوعيا هو مع الجنوبيين لحل القضية الجنوبية باعتبارها أم القضايا كلها وباعتبار ان حلها سيؤدي تلقائيا الى حل بقية القضايا الأخرى . لماذا تم اقصاء عبدربه منصور هادي من لجنة الحوار المصغرة ؟ . - ربما يكونوا قد رحموه و جنبوه الاحراج ، لانه يصعب عليه اخلاقيا ان يحاور أخوانه الجنوبيين حول القضية الجنوبية . الى اين سوف يسير هذا الحوار حسب توقعك؟ - الى الفشل بكل تأكيد . هل ترى ان الفيدراليه هي الحل الاخير و الانسب الذي ستلتف حوله كل الاطراف ؟ . - الحديث عن الحل قبل اعتراف السلطه بالقضيه الجنوبيه سابق لاوانه ، والحل اصلا هو وظيفة الحوار ومبرر وجوده ، واي حل يتم الاتفاق عليه بعد الان لن يصبح شرعيا الا باستفتاء شعب الجنوب عليه . كيف تقرأون سيناريو ما يحدث في الجنوب بصوره عامه و على نحو اخص بعد مصرع شخصيات مهمه في الاجهزه الامنيه في اكثر من محافظه سيما و ان هذه الشخصيات تعد بمثابة اعين و سمع و اجنحة السلطه ؟ . - الاحداث الامنيه في الجنوب من صنع السلطه لاقناع الاوروبيين والامريكان بأولوية الملف الأمني على الملف السياسي .. وحسب معلوماتنا بان الجيل الجديد من تنظيم القاعدة في الجنوب هو من صنع الاجهزة الامنية لقمع الحراك باسم الحرب على الارهاب و سحب البساط من تحته لصالح تنظيم القاعدة الذي يحاربه العالم ، وكل ذلك يهدف الى دفن القضية الجنوبية ، اضافةً الى ان الاجهزة الامنية موزعة على مخابرات خارجية ومرتبطة بها. و هذه المخابرات الخارجية مصالحها متناقضة في اليمن و هو ما ينعكس على الاجهزة الامنية ذاتها ، ومثل ذلك هو بداية لادخال اليمن في الصراعات الدولية التي لا ترحم . وانا مقتنع بأن التيارات الاسلامية المتطرفة كلها هي من صنع المخابرات الدولية ، وانها جميعها وعلى رأسها تنظيم القاعدة ((و بن لادن )) ستختفي اذا ما اتفقت المخابرات الدولية فيما بينها ، ولولا الخلافات بين الكبار لما ظهر محوري الممانعة والاعتدال في الدول العربية بكل تأكيد.. وعندي قناعة ايضا بأن المخابرات الاوروبية تستخدم فروعا من تنظيم القاعدة ضد المصالح الامريكية وحلفائها من الحكام العرب و المسلمين ، وان المخابرات الامريكية تستخدم فروع اخرى في أماكن أخرى من تنظيم القاعدة ضد المصالح الاوروبيه وحلفائها من الحكام العرب و المسلمين ايضا ، لأن الصراع العالمي اليوم هو صراع مصالح بين الكبار ، و العرب والمسلمين ليسوا منافسين في هذا الميدان ، و انما هم اسواق مستهلكة يتنافس عليها الكبار و يستخدمون سلاح الدين ضد مصالح بعضهم لتحقيق مصالحهم . فليس الصراع العالمي اليوم صراع حضارات او صراع اديان كما توهمنا المخابرات الدولية وتشدنا اليه حتى ننشغل به ونترك الحاضر والمستقبل لهم ، وانما هو صراع مصالح اقتصادية عالمية لا يوجد للعرب والمسلمين مكانة فيها . فالانظمة الغربية انظمة علمانية لا تؤمن بالأديان ولا تؤمن بتشريعات الأديان ، و هي التي ثارت على الكنيسة و أسقطتها وليس المسلمون . و بالتالي فإن الحرب العالمية اليوم ليست حربا صليبية ضد الاسلام كما يقول المتشددون الاسلاميون ، و انما هي حرب المصالح الاقتصادية العالمية بين الكبار بكل تأكيد . والاهم من كل ذلك ان الاعمال الارهابية هي التي سمحت للدول الكبرى بأستباحة العالم العربي والعالم الاسلامي واحتلاله عسكريا بإسم الحرب على الإرهاب . حيث ان السياسة تقول بأن المستفيد من الحدث هو وراء الحدث كقاعدة عامة . هل تخشى من مغبة انزلاق الأوضاع في الجنوب نحو الفوضى وفقدان الحراك السيطره عليها ؟ . - السلطة هي من يصّدر الفوضى الى الجنوب ، و قيادات اللقاء المشترك تخفي رغبتها في ذلك اعتقادا منها بأنها البديل للحراك في الجنوب . صحيح ان الرئيس علي عبدالله صالح يريدهم البديل اذا ما تمكن من قمع الحراك ، لأنه اصبح الآن يخاف كثيرا من القضية الجنوبية ولا يخاف من اهلها .. و لكن قيادات اللقاء المشترك لن تكون البديل ، و انما سيظهر حراك وطني جديد بأسلوب عمل جديد يقوم على هوية الجنوب العربي و ليس على هوية الجنوب اليمني بكل تأكيد. حيث ان ذلك سيكون المخرج الوحيد أمام شعب الجنوب . وهناك مبدأ في الأممالمتحدة يقول ان أي وحدة اجبارية تعتبر استعمارا بكل ما للكلمة من معنى ، و هو ما أكدته الأممالمتحدة لشمال السودان قبل اسبوع . في نظركم الى ماذا تعود أسباب تراجع استمرارية نشاط الحراك بما فيها زخم المسيرات والمهرجانات في العديد من المحافظات مثل .. حضرموت .. شبوة .. المهرة.. وحتى أبين بعد اختفاء الفضلي مقارنة مع لحج والضالع ، وهل تعتقد ان ذلك الفراغ سيزيد من تركيز السلطة على مناطق الضالع ولحج وردفان ؟ . - لم يتراجع نشاط الحراك في المحافظات التي ذكرتها ، و انما هناك ضعف في التغطية الاعلامية للحراك ، الى جانب التعتيم الاعلامي المفروض من قبل السلطة. . وهناك بعض الناشطين في الحراك يفضلون الاحتفاظ بطاقات الناس ليوم الانتخابات القادمة . هل بات الفضلي واحداً من الحاملين الحقيقيين للقضية الجنوبية؟ - نعم الفضلي من الحاملين للقضية الجنوبية ، و قد دخل الحراك بقناعة وفهم و ابعاد يدركها أكثر من غيره وهو من اسرة تاريخية اصيلة لها مكانتها الاجتماعية في الجنوب التي تجعله من الحاملين الحقيقيين للقضية الجنوبية أكثر من غيره . كونك من الشخصيات الوطنية البارزة التي افنت حياتها في مسار النضال الوطني وباعتباركم أول الحاملين الحقيقيين للقضية الجنوبية ، فلماذا لم نشاهد لكم حضورا ميدانيا في مهرجانات وفعاليات الحراك خلال الفترة الماضية خصوصا وان الجماهير متعطشه لرؤيتكم ؟ . - العمل الميداني يتطلب طاقة الشباب ، وقياداته الآن من الشباب و لدينا فائض من القيادات الميدانية الشابة ، وما ينقصنا هو القيادات الفكرية والسياسية والاعلامية التي مازالت غائبة وهذا ما نحاول تغطيته من قِبلنا.. اما الجماهير فسوف نراها و ترانا في الوقت المناسب إن شاء الله . دكتور مسدوس ، كنتم أول من نادى بعد حرب 1994م بإصلاح مسار الوحدة وتزعمتم تيار المصالحة واصلاح مسار الوحدة داخل الحزب الاشتراكي .. اليوم وعلى إثر ما شهده الجنوب من حراك شعبي افضى الى رفع شعار الانفصال وتقرير المصير ، هل مازلت عند خيار اصلاح مسار الوحدة ام ان الاوضاع قد تجاوزت هذا الخيار وباتت تفرض خيارات مفتوحة لديكم ؟ . - كل الخيارات اصبحت الآن بيد شعب الجنوب . و كما قلت في صحيفة الوسط انه لا يجوز من حيث المبدأ قبول أي حل ما لم يكن مربوطا باستفتاء شعب الجنوب عليه ، لأنه لا يوجد و لن يوجد اي حل مشروع الا برضى الشعب صاحب الشأن ، وبالمقابل لا يجوز من حيث المبدأ ايضا رفض اي حل اذا ما ربط باستفتاء شعب الجنوب عليه وأيً من السلطة او المعارضة يقبل بذلك سنمد أيدينا إليه . معلوم ان اي حراك يسعى الى تحقيق اهداف كبيرة عبر مراحل التحولات التاريخية و المدنية انه بالتأكيد يمتلك برنامجا سياسيا واضحا ونظام الية تنفيذية لبرنامجه ، فلماذا لم يتبلور حتى اللحظة مثل هكذا برنامج وآلية تتوحد على حملهما كافة اطراف الحراك ؟ . - هذا ما يقوم به حاليا الإخوة في الداخل والخارج . لماذا فشلت العديد من اللقاءات بين بعض الأطراف الجنوبية بما فيها لقاء لندن الأخير عن خلق قيادة جنوبية موحدة ، اين تكمن أسباب الخلاف والى أي مدى قد ينعكس تأثير ذلك على معنويات الشارع؟ - لم يفشل لقاء لندن ولم تكن هناك خلافات سياسية حول القضية الجنوبية ، بل بالعكس كانت في السابق خلافات حولها وحاليا تم توحيد الجميع حولها ولم يبق غير بعض التفاوتات في الأراء حول الجوانب التنظيمية ، و هذا ما يجري تجاوزه حاليا . هل تعتقد ان عملية التصالح و التسامح تجسدت بين القيادات الجنوبية بما فيها المنتمية للحراك بالقدر الذي تفرضه ظروف الواقع ، أم ان بعض رواسب الماضي ما زالت في قلوب البعض؟ - عملية التصالح والتسامح بين الجنوبيين ليست عملية عاطفية ، و انما هي عملية موضوعية يحتمها المصير الواحد .. فعلى سبيل المثال عندما تحالف العمال والفلاحون في التجربة الاشتراكية السابقة لم يأتوا بالكتاب المقدس ويحلفوا عليه ، وانما العمال رفعوا شعار الأرض لمن يفلحها واصبحت قضيتهم واحدة ومصيرهم واحد ، ونحن اليوم قضيتنا واحدة و مصيرنا واحد . للشباب دورهم و حضورهم المتميز الى كونهم الاكثر تضحية في سبيل القضية الجنوبية واستطاعوا توحيد الصفوف بطابع تحريري فلماذا لم تقدم لهم بعض التنازلات من قبل قيادات الحراك حتى يستطيعوا ان يسهموا اكثر في اطار الوحدة الجنوبية ؟ . - القيادات الميدانية كلها من الشباب، والعمل الميداني ذاته يتطلب قيادة الشباب ويفرضها ميدانيا . و الظروف التي تمر بها القضية الجنوبية تتطلب نوعا من الثبات في القيادات ، لأن نقل الاسرار من قائد الى آخر يؤدي الى افشائها وفشل العمل . و بعد حل القضية ستنتفي الحاجة للسرية وسيأتي دور الجميع وفقا للكفاءات العلمية . اما دورهم في توحيد الصف الجنوبي فهو مطلوب في كل مكان وزمان . و انا عندما ذكرت الرؤساء الجنوبيين الثلاثة في صحيفة الوسط ، ذكرتهم لأسباب اربعة ، اولها ان الجماهير في الجنوب لم ترفع غير صورهم ، و ثانيها انهم كانوا رؤساء للجنوب ويحملون الشرعية التي يمكن توظيفها لصالح القضية ، وثالثها ان العالم لن يتفهم لقضيتنا الا عبرهم ، و رابعها انهم عبارة عن عنوان للقضية . عندما كان الدكتور مسدوس يتحدث عن اصلاح مسار الوحدة عقب حرب 1994م كون تلك الحرب افرغت الوحدة من مضمونها السلمي واقصت الشريك الجنوبي كان هناك من يقوم بمهامكم الى حد اتهامكم بالجنون على إثر ما تتبنوه .. اليوم و بعد ان اثبتت المرحلة مصداقية طرحكم و استوعب الجنوبيون مشروعية قضيتهم ماذا يقول مسدوس لأولئك النفر ؟ . - لا عتب عليهم ، لأن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ضد الاسلام وعندما عرف الحقيقة نصر الاسلام ، وكل ما نريده منهم الآن ان ينصروا القضية الجنوبية بعد أن عرفوا الحقيقة. ما مدى مصداقية السلطة في الحلول الفعلية بما يتعلق بقضية صعدة وما هي احتمالات نشوب حرب سابعة هناك؟ - مشكلة صعدة خرجت من يد السلطة الى يد غيرها . وهذا الغير اصبح بيده الحرب والسلام في صعدة . هل ترى ان السلطات اليمنية جادة في محاربة اعضاء تنظيم القاعده ، ام ان القاعدة باتت عبارة عن ورقة سياسية تلعب بها السلطة متى ما ارادت لغرض كسب المساعدات الغربية من ورائها ؟ . - السلطة لها مصلحة ذاتية في بقاء واستمرار تنظيم القاعدة و بالذات في الجنوب لأهداف اربعة ، أولها لتبرير قمع الحراك و سحب البساط من تحته لصالح تنظيم القاعدة الذي يحاربه العالم ، و ثانيها لاقناع الاوروبيين والامريكان بأولوية الملف الأمني كما اسلفنا ، وثالثها لأقناعهم بأن البديل في الجنوب هو تنظيم القاعدة ، و رابعها للحصول على المساعدات . لا شك ان الوضع الاقتصادي في البلاد يتجه يوما بعد يوم نحو الاسوأ ، في تقديركم إلى أين قد تصل الأمور في هذا السياق ؟ . - من الطبيعي ان يتجه الاقتصاد نحو الأسوأ ، لأن الاقتصاد كقاعدة عامة لايزدهر الا في بيئة آمنة و مستقرة ، و هذا غير موجود في اليمن . هل تعتقد ان هناك ثمة معالجات يمكن ان تتم في حالة مضى المشترك والمؤتمر قدما في عملية الحوار وانهاء جميع الأزمات القائمة ؟ . - الحوار بين السلطة و اللقاء المشترك مضيعة للوقت ، لأن اللقاء المشترك في هذه الأزمات الراهنة بلا هوية . فلا هو طرف علني مع السلطة في قضية الجنوب ولا هو مع الحراك فيها ، ولا هو طرف علني مع الحوثيين في مشكلة صعدة ولا هو مع السلطة فيها . ما هي الكلمة الأخيرة التي تود قولها لجماهير الحراك ؟ . - ان يتحدوا وأن يثقوا بعدالة قضيتهم وحتمية انتصارها مهما طال الزمن ، وأن يتركوا المنافسة فيما بينهم على القيادة ، لان سنة الله في خلقه تقول ان الذكاء في أي عمل هو موهبة إلهية توهب لاشخاص و ليس لكل الناس .. فعلى سبيل المثال في امتحانات المدارس يكون هناك الخمسة الأوائل و العشرة الأوائل ولم يحصل ولن يحصل أن تكون الأكثرية هي الاوائل.. ونحن في الجنوب مشكلتنا منذ البداية إننا كلنا نريد أن نكون أوائل و هذا مستحيل ، أي إننا كلنا نريد أن نكون مفكرين وسياسيين و قياديين ، ومن تميز منا بالفكر أو بالسياسة او بالقيادة حسده الآخرون ووقفوا ضده حتى أصبحنا بلا مفكرين و بلا سياسيين و بلا قياديين و ضيعنا الوطن . و هذا ما نريد الحراك ان يتجاوزه .. وعليه ان يدرك بأن الله جعل الاشخاص الموهوبين مرشدين للتاريخ و جعل الشعوب صانعة له ، و أي مخالفة لهذه القاعدة تؤدي الى كارثة بالضرورة. قيادات الحراك حتى يستطيعوا ان يسهموا اكثر في اطار الوحدة الجنوبية ؟ . - القيادات الميدانية كلها من الشباب، والعمل الميداني ذاته يتطلب قيادة الشباب ويفرضها ميدانيا . و الظروف التي تمر بها القضية الجنوبية تتطلب نوعا من الثبات في القيادات ، لأن نقل الاسرار من قائد الى آخر يؤدي الى افشائها وفشل العمل . و بعد حل القضية ستنتفي الحاجة للسرية وسيأتي دور الجميع وفقا للكفاءات العلمية . اما دورهم في توحيد الصف الجنوبي فهو مطلوب في كل مكان وزمان . و انا عندما ذكرت الرؤساء الجنوبيين الثلاثة في صحيفة الوسط ، ذكرتهم لأسباب اربعة ، اولها ان الجماهير في الجنوب لم ترفع غير صورهم ، و ثانيها انهم كانوا رؤساء للجنوب ويحملون الشرعية التي يمكن توظيفها لصالح القضية ، وثالثها ان العالم لن يتفهم لقضيتنا الا عبرهم ، و رابعها انهم عبارة عن عنوان للقضية . عندما كان الدكتور مسدوس يتحدث عن اصلاح مسار الوحدة عقب حرب 1994م كون تلك الحرب افرغت الوحدة من مضمونها السلمي واقصت الشريك الجنوبي كان هناك من يقوم بمهامكم الى حد اتهامكم بالجنون على إثر ما تتبنوه .. اليوم و بعد ان اثبتت المرحلة مصداقية طرحكم و استوعب الجنوبيون مشروعية قضيتهم ماذا يقول مسدوس لأولئك النفر ؟ . - لا عتب عليهم ، لأن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ضد الاسلام وعندما عرف الحقيقة نصر الاسلام ، وكل ما نريده منهم الآن ان ينصروا القضية الجنوبية بعد أن عرفوا الحقيقة. ما مدى مصداقية السلطة في الحلول الفعلية بما يتعلق بقضية صعدة وما هي احتمالات نشوب حرب سابعة هناك؟ - مشكلة صعدة خرجت من يد السلطة الى يد غيرها . وهذا الغير اصبح بيده الحرب والسلام في صعدة . هل ترى ان السلطات اليمنية جادة في محاربة اعضاء تنظيم القاعده ، ام ان القاعدة باتت عبارة عن ورقة سياسية تلعب بها السلطة متى ما ارادت لغرض كسب المساعدات الغربية من ورائها ؟ . - السلطة لها مصلحة ذاتية في بقاء واستمرار تنظيم القاعدة و بالذات في الجنوب لأهداف اربعة ، أولها لتبرير قمع الحراك و سحب البساط من تحته لصالح تنظيم القاعدة الذي يحاربه العالم ، و ثانيها لاقناع الاوروبيين والامريكان بأولوية الملف الأمني كما اسلفنا ، وثالثها لأقناعهم بأن البديل في الجنوب هو تنظيم القاعدة ، و رابعها للحصول على المساعدات . لا شك ان الوضع الاقتصادي في البلاد يتجه يوما بعد يوم نحو الاسوأ ، في تقديركم إلى أين قد تصل الأمور في هذا السياق ؟ . - من الطبيعي ان يتجه الاقتصاد نحو الأسوأ ، لأن الاقتصاد كقاعدة عامة لايزدهر الا في بيئة آمنة و مستقرة ، و هذا غير موجود في اليمن . هل تعتقد ان هناك ثمة معالجات يمكن ان تتم في حالة مضى المشترك والمؤتمر قدما في عملية الحوار وانهاء جميع الأزمات القائمة ؟ . - الحوار بين السلطة و اللقاء المشترك مضيعة للوقت ، لأن اللقاء المشترك في هذه الأزمات الراهنة بلا هوية . فلا هو طرف علني مع السلطة في قضية الجنوب ولا هو مع الحراك فيها ، ولا هو طرف علني مع الحوثيين في مشكلة صعدة ولا هو مع السلطة فيها . ما هي الكلمة الأخيرة التي تود قولها لجماهير الحراك ؟ . - ان يتحدوا وأن يثقوا بعدالة قضيتهم وحتمية انتصارها مهما طال الزمن ، وأن يتركوا المنافسة فيما بينهم على القيادة ، لان سنة الله في خلقه تقول ان الذكاء في أي عمل هو موهبة إلهية توهب لاشخاص و ليس لكل الناس .. فعلى سبيل المثال في امتحانات المدارس يكون هناك الخمسة الأوائل و العشرة الأوائل ولم يحصل ولن يحصل أن تكون الأكثرية هي الاوائل.. ونحن في الجنوب مشكلتنا منذ البداية إننا كلنا نريد أن نكون أوائل و هذا مستحيل ، أي إننا كلنا نريد أن نكون مفكرين وسياسيين و قياديين ، ومن تميز منا بالفكر أو بالسياسة او بالقيادة حسده الآخرون ووقفوا ضده حتى أصبحنا بلا مفكرين و بلا سياسيين و بلا قياديين و ضيعنا الوطن . و هذا ما نريد الحراك ان يتجاوزه .. وعليه ان يدرك بأن الله جعل الاشخاص الموهوبين مرشدين للتاريخ و جعل الشعوب صانعة له ، و أي مخالفة لهذه القاعدة تؤدي الى كارثة بالضرورة.