هناك سؤال ينبغي أن يسأل عنه قيادات تنظيم القاعدة والسؤال في مجمله سهل للغاية وهو ( ماذا تريدون من اليمنيين ) وبالطبع لن يستطيع أحد أن يسأل مثل هذا السؤال لأي فرد من أفراد التنظيم ناهيك عن قياداته ، لأنهم وبكل بساطة لن يتوانوا عن قتلك فهم لا يتفاهموا إلا بلغة الرصاص ومن الممكن أن يخسر السائل حياته نظير سؤاله الذي سيجلب له الحظ السيئ . ولكن عندما نسأل المواطن العادي والبسيط بنفس السؤال فإنك ستجد على وجهه علامات الألم والحسرة ، ولو أنك استفسرت منه عن تلك العلامات التي ظهرت على وجهه لوجدت الكلمات تخرج من بين شفتيه متثاقلة وتسبقها الآهات والتنهيدات وستفاجأ باجابته البسيطة التي مفادها ( لقد خدعنا ) وسيستغرب السائل من هذه الاجابة ولكن عندما تحاول الاستفسار عن السر وراء هذه الاجابة المبطنة والتي تشبه الطلاسم التي لن يستطيع فك رموزها سوى من كتبها ، ولذلك سيضطر السائل الي العودة مرة أخرى الي المواطن نفسه كي يستفسر منه ( من خدعكم وكيف خدعتم ) وهنا ستجد المواطن وبعد التنهيدات العميقة يجيبك خدعنا من تنظيم القاعدة وخدعنا من ابن لادن والظواهري وخدعنا من الجزيرة والعربية خدعونا جميعهم وأوهمونا أنهم يعملوا لإعلاء راية التوحيد ورفعة شأن المسلمين ومع اصابتك بالدهشة من هذه الاجابة غير المتوقعة والمستغربة تبدأ عينا هذا المواطن تغرورق بالدموع وتبدأ شفتاه تحاول جاهدتا استعادة قواها كي تنطق وتعبر عن يدور في أعماقه وسيفاجئك بقوله وجدناهم يقتلون أبنائنا ويدمرون قواتنا ويزعزعون أمننا ويروعون أطفالنا ويشردون أهلنا ويقطعون طرقنا ويدمرون اقتصادنا وكل افعالهم تلك يقومون بها باسم الدين الحنيف والدين براء مما تقترفه أيديهم . ولكن عند متابعتك للأحداث التي تجري في اليمن وبالتحديد في أبين ستزول عنك كل علامات الاستغراب والدهشة التي انتابتك من اجابة هذا المواطن البسيط الذي لا يجد مكانا يأويه سوى تلك الخيمة المهترأة التي يقطنها هو وأفراد اسرته وهم ينتظرون ما تجود به أيدي الخيرين من طعام وشراب ، وهنا تذكرت الحالة المعيشية التي يعيشها اخواننا المسلمين في أفغانستان بسبب هذا التنظيم الذي يمهد الطريق ويبرر ويسهل للقوى العظمى في العالم التدخل واحتلال أي بلد تريد من الدول العربية والاسلامية بحجة مكافحة الارهاب .