يستعد الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي لخطوات تصعيدية تبدأ اليوم، رداً على تلكؤ مصلحة السجون في تنفيذ اتفاق الأسرى الموقع برعاية مصرية في منتصف مايو/أيار الماضي، لجهة تحسين الأوضاع داخل السجون، وإنهاء العزل الانفرادي . وقال عضو الهيئة القيادية العليا للحركة الأسيرة محمد صبحة إن الأسرى سيستهلون خطواتهم التصعيدية بتسليم مصلحة السجون كتاباً خطياً بمطالبهم، قبل خوض أي إجراءات عملية . وعن أبرز الخطوات التصعيدية المزمع القيام بها خلال الأيام المقبلة، أوضح صبحة لمركز "أحرار لدراسات الأسرى" أنها تتمثل في رفع شكاوى ضد مصلحة السجون وجهاز المخابرات لدى المحكمة العليا، لعدم التزامهما بالاتفاق الموقع، إضافة إلى الامتناع عن الوقوف أثناء العدد اليومي، وعدم الخروج للفورة (الفسحة اليومية في ساحات السجون)، والامتناع عن ارتداء ملابس "الشاباص"، وعقد جلسات عامة للأسرى . وأكد أن الأسرى مستمرون بخطواتهم الاحتجاجية حتى تستجيب لهم مصلحة السجون، مشيراً إلى نية الأسرى القيام بخطوات تصعيديه أخرى بما فيها الإضراب عن الطعام في حال عدم الاستجابة لمطالبهم . وأوضح مدير مركز "أحرار لدراسات الأسرى" فؤاد الخفش أن أبرز مطالب الحركة الأسيرة تتمثل كذلك في إنهاء العزل الانفرادي للأسيرين ضرار أبو سيسي، وعوض الصعيدي، وإنهاء معاناة الأسرى المضربين عن الطعام . يأتي ذلك فيما لم تكتف "إسرائيل" بسلب الجغرافيا فحسب، بل تمضي منذ 1948 نحو استكمال السطو على التاريخ وتزوير هوية فلسطينيي الداخل الذين يتصدون لمخططات أسرلتهم . ومع افتتاح السنة الدراسية الجديدة قبل أيام أعلن وزير التربية والتعليم "الإسرائيلي"، غدعون ساعار قراره بفرض تعليم تراث رئيسي الكيان السابقين دافيد بن غوريون ومناحيم بيغين على المدارس العربية داخل أراضي 48 . ويزعم ساعار بأنه "سيكون من الخطأ" حرمان المدارس العربية والطلاب العرب من تعلم تراث أهم رئيسي وزراء في تاريخ "إسرائيل"، مشيراً إلى أن طواقم مهنية تعد برامج خاصة للمدارس العربية بهذا الشأن . جاء ذلك في رد لساعار على استجواب قدمه عضو "الكنيست" جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع الوطني التي طالب فيها بإلغاء مشروع فرض تعليم تراث قيادات صهيونية بارزة على جهاز التعليم العربي . وأكد زحالقة في رسالته أن المشروع وما يتضمنه من رواية تاريخيّة مشوهة ومرفوضة، ومن زيارات لبيت بن غوريون ومتحف منظمة "الايتسل" الإرهابية هو استهتار بمشاعر الطالب العربي وهويّته وانتمائه . وجاء في الرسالة أيضاً أن البرنامج يصطدم بمشاعر الطلاب العرب الوطنيّة وبذاكرتهم التاريخيّة ويمس بهويّة الطالب العربي، إذ يصوّر القادة الصهاينة بصورة مثاليّة وكنموذج للقيادة والقيم . كما لفت زحالقة أن ذلك يتناقض والرواية التاريخيّة الفلسطينيّة والذاكرة الجماعيّة للطالب، حيث إن بن غوريون وبيجين متورطان بأحداث تاريخيّة أنتجت وأعادت انتاج المأساة الفلسطينيّة . ونوه زحالقة بأن بيغن كان زعيماً لعصابة الايتسل الإرهابية ومسؤولاً عن الحرب الأولى على لبنان وعن مجزرة صبرا وشاتيلا وعن مشاريع التوسع الاستيطاني، أما بن غوريون فهو المسؤول الأول عن نكبة فلسطين وعن تشريد الشعب الفلسطيني وسلب الأرض والوطن، وهو الذي فرض الحكم العسكري وهو الذي قاد عملية مصادرة أغلبية اراضي الفلسطينيين في الداخل، وهو مهندس العدوان الثلاثي على مصر . ودان زحالقة الإصرار على مشروع فرض تراث بن غوريون وبيغين، ودعا إلى إفشال هذا المشروع، إذ إن الحديث يدور عن قرار سياسي يأتي بهدف فرض القيّم الصهيونيّة على الطلاّب العرب، ما يشكل مساً بكرامة الطالب العربي ومن حقه ومن حق المعلمين العرب رفضه جملة وتفصيلاً . وتندرج هذه الخطوة ضمن مسلسل "إسرائيلي" لتهويد المكان والإنسان من خلال تغيير تسميات المواقع ولافتات الطرق والأماكن العامة والتحكم بمضامين التعليم من خلال مستعربين يهود من أصول شرقية إضافة لجهاز المخابرات . وسبق أن أكد عدد من الباحثين العرب واليهود المتنورين أم "إسرائيل" ما زالت تستخدم جهاز التعليم كجهاز ضبط وسيطرة وتحكم بفلسطينيي الداخل وأنها صعدت ذلك بموازاة التركيز على "يهودية الدولة" في العقد الأخير .