شهدت مدنية حلب، يوم أمس، أعنف المعارك منذ بدء الأزمة في سوريا، مع بدء هجوم للمعارضة وصفته بأنه »حاسم«، كما جرت عمليات عسكرية واسعة في عدد من أحياء العاصمة دمشق، في حين أعرب أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون، وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، والمبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي، عن مخاوف من تحوّل سوريا إلى »ساحة معركة إقليمية«، وذلك بالتزامن مع موافقة مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان على تمديد مهمة محققيه في سوريا، كما ندد ب »تزايد المجازر« . ويُندّد القرار الذي صدر عن مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان الذي تم التصويت عليه في جنيف »بكل أعمال العنف أياً كان مصدرها، بما في ذلك الأعمال الإرهابية«، و»يجدد دعوته للسلطات السورية إلى تحمل مسؤوليتها في حماية السكان« . ويشير إلى »احتمال اللجوء إلى القضاء الدولي«، وينظر إليه باعتباره مؤشراً على احتمال إقدام منظمة الأممالمتحدة على اتخاذ إجراء قانوني في المستقبل في ما يتعلق بهذه القضية . ويشجع »أعضاء المجتمع الدولي على ضمان عدم حدوث أي إفلات من العقوبة عن تلك الانتهاكات«، مكرراً دعوة المفوضة العليا لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة نافي بيلاي لمجلس الأمن الدولي بإحالة القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية . وأعلنت رئيسة مجلس حقوق الإنسان لورا دوبوي لاسير أنه تم تعيين القاضية كارلا ديل بونتي (سويسرية)، والمقرر الخاص السابق للامم المتحدة حول كوريا الشمالية فيفيت مونتاربورن (تايلاندي) مفوضين في لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية حول سوريا . وأعرب كي مون والعربي والإبراهيمي، عن خشيتهم من تحول سوريا إلى »ساحة معركة إقليمية«، خلال لقاء في مقر الأممالمتحدة للتأكيد على »الضرورة الحيوية للمجتمع الدولي أن يتوحد لدعم عمل« الإبراهيمي . وقال متحدث »إنهم يخشون إذا استمر العنف، من أن تصبح سوريا ساحة معركة إقليمية، وأن تقع فريسة قوى لا علاقة لأهدافها« بالأزمة . وأوضح أنهم أشاروا إلى »فظاعة انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من الحكومة والمعارضة«، وطلبوا أن يسهم المانحون بشكل أكبر في العمليات الإنسانية . على الأرض، حقق المقاتلون المعارضون تقدماً على جبهات عدة في حلب (شمال)، من دون اختراق مهم، بعد ساعات من المعارك العنيفة، التي تراجعت حدتها لتتركز شرقي المدينة، بعدما شهدت العاصمة الاقتصادية لسوريا بدءاً من مساء الخميس، معارك على نطاق »غير مسبوق« و»على عدة جبهات« حسب عدد من السكان والمرصد . وقال أبو فرات أحد قادة لواء التوحيد البارز في حلب »على جبهة (حي) صلاح الدين (جنوب غرب)، تمكنا من السيطرة على إحدى قواعد القوات النظامية، وقتل 25 جندياً على الأقل« . وأشار عدد من قادة المقاتلين إلى أنهم نجحوا في التقدم على محوري السكري والإذاعة . وفي صلاح الدين، تقدم المقاتلون قبل أن يضطروا إلى التراجع بسبب نقص الذخيرة . وأفاد سكان في أحياء وسط المدينة كانت بمنأى عن أعمال العنف مثل السليمانية وسيد علي، عن إطلاق نار »غير مسبوق« . وأكد مصدر عسكري أن الاشتباكات الأكثر حدة اندلعت في حيي العرقوب وميسلون . في دمشق، قامت القوات النظامية باقتحام أحياء برزة وجوبر والقابون، مع قطع للطرق المؤدية للحي وعمليات دهم وتكسير للمنازل واعتقالات في حي برزة . وأفاد المرصد أن 45 سورياً لقوا حتفهم في أنحاء متفرقة من سوريا، فيما قتل ما لا يقل عن 17 من القوات النظامية . وشهدت مناطق عدة في سوريا تظاهرات في »جمعة توحيد كتائب الجيش السوري الحر«، لاسيما حلب .