أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، أن التصويت على الطلب الفلسطيني لنيل مكانة دولة غير عضو لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة سيتم قبل نهاية العام الحالي، في وقت أكد تقرير إعلامي غربي أن الولاياتالمتحدة حذرت أوروبا من مغبة دعم الفلسطينيين في المنظمة الدولية. وقال عباس »ذهبنا مؤخراً إلى الأممالمتحدة لنطالب بدولة يعترف بها العالم وسنحصل على هذا إن شاء الله في أقرب فرصة ممكنة قد لا تزيد على الشهر ونصف« . وأضاف »سنعود إلى الأممالمتحدة خلال هذه الفترة لنحصل على صفة الدولة تحت الاحتلال لا مانع لدينا ولكنها ستكون دولة وليست أرضاً متنازعاً عليها« . وشدد عباس على أن الاستيطان »غير شرعي منذ البداية إلى النهاية«، وقال »لن نقبل به وعليهم أن يرحلوا بمستوطنيهم ومستوطناتهم فهذه الأرض لنا وهذه القدس لنا« . وكشفت صحيفة »الغارديان«، أمس، أن الولاياتالمتحدة حذّرت الحكومات الأوروبية من دعم محاولة الفلسطينيين تعزيز وضعهم في الأممالمتحدة والحصول على وضعية دولة، واعتبرت أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى نتائج عكسية للغاية وتكون لها عواقب وخيمة على السلطة الفلسطينية من بينها العقوبات المالية . وقالت الصحيفة إن مذكرة أرسلتها الولاياتالمتحدة إلى الدول الأوروبية شددت على أن إقامة دولة فلسطينية »لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق المفاوضات المباشرة مع »الإسرائيليين««، وحثّت حكومات هذه الدول على »دعم الجهود الأمريكية لمنع هذه المحاولة« . وأضافت أن المسؤولين الفلسطينيين اتهموا الولاياتالمتحدة بممارسة ضغوط هائلة على الحكومات الأوروبية لمعارضة مساعيهم الرامية إلى ترقية وضعهم كدولة غير عضو في الجمعية العامة . وأشارت الصحيفة إلى أن الفلسطينيين سينتظرون إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل قبل الشروع في سعيهم لترقية وضعهم في الأممالمتحدة، ويصرون على إجراء تصويت على ذلك قبل نهاية العام الحالي، وهم واثقون من فوزهم بأغلبية مريحة والحصول على دعم 193 دولة، حيث لا تملك الولاياتالمتحدة حق النقض (الفيتو) . ونقلت عن المذكرة الأمريكية قولها »إن الولاياتالمتحدة تواصل العمل من أجل حل الدولتين، وحثّت الطرفين على تجنب الإجراءات الاستفزازية الأحادية الجانب التي يمكن أن تقوّض الثقة أو تعرقل السعي لتحقيق السلام، كما أن سعي الفلسطينيين الحصول على وضعية دولة غير عضو ستكون له عواقب سلبية كبيرة على عملية »السلام« نفسها، فضلاً عن قدرتنا على الحفاظ على دعمنا المالي للسلطة الفلسطينية« . وأضافت المذكرة الأمريكية أن أي قرار ناجح »يمكن أن يؤدي إلى مشاركة الفلسطينيين كدولة بالهيئات الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية«، حيث تشعر »إسرائيل« بأن لجوء الفلسطينيين إلى هذه المحكمة يمكن أن تكون له انعكاسات على سياساتها بشأن المستوطنات، واحتلال الضفة الغربية، والحصار المفروض على قطاع غزة . وأملت المذكرة أن تدعم الحكومات الأوروبية الموقف الأمريكي، ودعتها إلى إبلاغ الولاياتالمتحدة بمواقفها حيال مساعي الفلسطينيين في الأممالمتحدة . ونسبت الغارديان إلى دبلوماسي أوروبي، قوله إن الولاياتالمتحدة »أوضحت لجميع الدول الأوروبية بأنها تعارض أي تحرك فلسطيني في الأممالمتحدة« . كما نقلت عن حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الولاياتالمتحدة »وضعت نفسها في خدمة »إسرائيل« بطريقة سافرة ومثيرة للسخرية وغير معقولة . . وأغلبية الدول الأوروبية حسمت مواقفها من هذه المسألة ولن تتمكن من إقناعها بتغييرها مواقفها« . وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية الأمريكية رفضت التعليق على المذكرة .