حافظ برشلونة الإسباني على صدارة المجموعة السابعة ضمن دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعد أن حقَّق فوزه الثاني على حساب مضيفه بنفيكا البرتغالي (2-0)، وكان سلتيك الاسكتلندي عاد بفوز ثمين خارج ملعبه على سبارتاك موسكو الروسي (3-2). ويتصَّدر برشلونة المجموعة برصيد 6 نقاط، يليه سلتيك ب 4 نقاط، ثم بنفيكا بنقطة واحدة وأخيراً سبارتاك بلا نقاط. على ملعب "دا لوش" غنم برشلونة نقاط المباراة كاملة، لكنه خسر جهوده قائده المدافع كارلس بويول العائد بالذات في هذه المباراة بعد غياب ثلاثة أسابيع، وذلك بعد تعرّضه لكسر في يده اليسرى إثر سقوط عنيف بعد ارتقائه لكرة مشتركة، كما خرج لاعب الوسط سيرخيو بوستكيس بالبطاقة الحمراء، فيما عاد النجم أندريس أنييستا للظهور بعد غياب شهر للإصابة وشارك في ربع الساعة الأخير من المباراة. شوط رتيب جاءت بداية المباراة كما يشتهي فريق المدرِّب تيتو فيلانوفا الذي يستعدّ لكلاسيكو الكرة الإسبانية يوم الأحد القادم مع الغريم التقليدي ريال مدريد، إذ تقدَّم مبكِّراً بهدف التشيلي أليكسيس سانشيز بعد هجوم بدأه تشافي هرنانديز بتمريرة بينية إلى الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي لعب كرة عرضية موازية لخط المرمى تابعها سانشيز بلمسة واحدة في الشباك (6)، وهو الهدف رقم 800 للفريق الكاتالوني في مختلف المسابقات الأوروبية. ولم يُظهر الفريق البرتغالي ردّ الفعل الذي يخوّله تعديل الأوضاع في المباراة فكانت محاولاته الهجومية متباعدة في ظل ظهور مقبول لدفاع برشلونة قياساً بالمباريات الأخيرة، ومضى الشوط دون سجالٍ كبير من الطرفين. سرعة وخشونة تميَّز الفريق الزائر في الشوط الثاني بفارق الحضور البدني بشكل واضح، فكان امتداده نحو الهجوم أكثر سهولة وتتالت المحاولات من ميسي وسانشيز وبيدرو، ونجح الأول في صناعة هدف الاطمئنان بعد اختراق سحب خلاله 4 مدافعين وقدَّم الكرة على طبق من ذهب للمندفع سيسك فابريغاس أطلقها قويّة عجز الحارس أرتور عن ردِّها (55)، وكاد البرازيلي جارديل أن يعيد فريقه للمباراة بتسديدة قويّة من نحو 20 متراً تألّق الحارس فيكتور فالديز في إبعادها لركنية (61). وقدَّم ميسي فاصلاً مهارياً داخل منطقة جزاء بنفيكا تلاعب خلاله بثلاثة مدافعين لكن النهاية لم يكتب لها أن تسجِّل في التاريخ إذ علت تسديدته العارضة، وأهدر بيدرو فرصة متاحة بتأخره في التسديد بمواجهة المرمى. وأخدت المباراة منحىً دراماتيكياً في الدقائق الأخيرة، فخرج بويول مصاباً (77)، ولحق به سيرجيو بوسكيتس بالبطاقة الحمراء بعد تدخل عنيف على قائد بنفيكا الأوروغواياني ماكسي بيريرا (88)، وشهدت هذه الفترة خشونة كبيرة أسفرت عن حصول الفريق الأحمر على ثلاث بطاقات صفراء في آخر ست دقائق فقط. وهذا الفوز هو الأول لبرشلونة على بنفيكا في ملعبه، والرابع له على الفرق البرتغالية عامة في ملعبها. سلتيك يفك عقدته فك سلتيك بطل اسكتلندا عقدته خارج قواعده وعاد من ملعب "لوجنيكي ستاديوم" الخاص بسبارتاك موسكو الروسي بفوزه الأول على الإطلاق في دور المجموعات وجاء بنتيجة 3-2 بفضل هدف قاتل من اليوناني يورغوس ساماراس. وسجل النيجيري إيمانويل إيمينيكي (41 و48) هدفي سبارتاك، والإنكليزي غاري هوبر (12) ودميتري كومباروف (71 خطأ في مرمى فريقه) واليوناني يورغوس ساماراس (1+90) أهداف سلتيك. وكان سلتيك استهل مشواره على أرضه بالتعادل مع بنفيكا البرتغالي (صفر-صفر)، فيما مني سبارتاك الذي لعب بعشرة لاعبين بهزيمته الثانية بعد أن خسر في الجولة الأولى وبصعوبة أمام مضيفه برشلونة الإسباني (2-3). وفك سلتيك عقدته خارج ملعبه إذ خسر 19 من مبارياته العشرين السابقة في دور المجموعات منذ مشاركته الأولى في هذا الدور موسم 2001-2002، وكانت المباراة الوحيدة التي تجنب فيها الهزيمة منذئذ أمام برشلونة في "كامب نو" حين تعادل في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 مع النادي الكاتالوني (1-1) الذي سيكون خصمه المقبل على الملعب ذاته في 23 الشهر الحالي. وفي الجهة المقابلة فشل سبارتاك موسكو الذي يشرف عليه مدرب فالنسيا الإسباني السابق أوناي إيمري وتبقى هذه أفضل نتيجة له عام 1991 حين خرج من نصف النهائي على يد مرسيليا الفرنسي (1-3 ذهاباً و1-2 إياباً)، في تحقيق ثأره من ضيفه الاسكتلندي الذي كان أطاح به وفي المواجهة الوحيدة السابقة بينهما من الدور التمهيدي الثالث للمسابقة ذاتها موسم 2007-2008 بالفوز عليه بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 ذهاباً وإياباً. كما فشل سبارتاك الذي يعود تتويجه الأخير في الدوري المحلي إلى 2001، في فك عقدته في دور المجموعات على أرضه حيث لم يحقق سوى فوز واحد يعود إلى 2001 حين بلغ الدور الثاني بعد فوزه بمبارياته الثلاثة بين جماهيره. واستهل سلتيك اللقاء بشكل مثالي إذ افتتح التسجيل منذ الدقيقة 12 بهدف لهوبر الذي استفاد من التدخل الذي قام به الكيني فيكتور وانياما في منتصف الملعب حين انتزع الكرة وتوغل بها قبل أن يمررها إلى السويدي ميكايل لوستيغ المتوغل في الجهة اليمنى فمررها أرضية إلى هوبر الذي تابعها مباشرة ومن مسافة قريبة في شباك الحارس سيرغي بيسياكوف. لكن سبارتاك تمكن من إطلاق المباراة من نقطة الصفر قبل نهاية الشوط الأول عندما لعب صانع ألعاب ليون الفرنسي سابقاً السويدي كيم كالشتروم كرة طولية رائعة من منتصف الملعب تقريباً إلى البرازيلي أري المتوغل في الجهة اليمنى فعكسها الأخير من اللمسة الأولى إلى إيمينيكي الذي سددها في شباك الحارس الإنكليزي فرايجر فورستر (41). وفي بداية الشوط الثاني، ضرب سبارتاك مجدداً وعبر اللاعب ذاته وذلك عندما سدد أري كرة صاروخية من حوالي 20 متراً صدها فورستر ببراعة لكنها سقطت أمام الهولندي ديمي دي زيو الذي حضرها بدوره على طبق من فضة لإيمينيكي فأودعها الأخير الشباك (48). لكن الفرحة لم تدم طويلاً لأن الفريق الروسي تلقى ضربة قاسية عندما رفع الحكم الفرنسي طوني شابرون، بعد تردد واستشارة مساعده، البطاقة الحمراء بوجه المدافع الأرجنتيني خوان إينسورالدي لإسقاطه هوبر حين كان الأخير يتوجه للانفراد بالحارس (63). ولم ينتظر الفريق الاسكتلندي طويلاً ليستفيد من الأفضلية العددية إذ سرعان ما أدرك التعادل بهدف من كومباروف الذي حول الكرة داخل شباك فريقه إثر تسديدة من جيمس فورست (71). وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة خطف ساماراس هدف الفوز للفريق الاسكتلندي بكرة رأسية بعد عرضية من الهندوراسي إيميلو أزاغويري (1+90).
