قالت فرنسا يوم أمس الجمعة إنها ستعارض مؤتمر السلام المقترح بشأن سوريا اذا دعيت اليه ايران الحليف الاقليمي للرئيس السوري بشار الاسد وهو ما ألقى بظلاله على المبادرة التي ترعاها الولاياتالمتحدةوروسيا لانهاء الصراع المستمر منذ اكثر من عامين. ولم يتم الاتفاق بعد على موعد للاجتماع الدولي الذي يبدو انه يواجه عقبات متزايدة. والتقى الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة وقال إن المؤتمر يجب ان يتم بأسرع ما يمكن. وأعلن مسؤولون في الأممالمتحدة أن عدد اللاجئين الفارين من الصراع في سوريا الذي حصد أرواح ما لا يقل عن 80 ألفا خلال العامين الماضيين تجاوز 1.5 مليون مع تدهور الأوضاع هناك سريعا. وتوخى زعماء غربيون الحذر بشأن الآمال في تحقيق أي انفراجة خلال المحادثات المقررة في جنيف ومن الممكن ان تؤدي رغبة روسيا في حضور ايران إلى تعقيد الامور. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو للصحفيين في باريس متحدثا بشأن الجهات التي ينبغي أن تحضر المؤتمر "ليست إيران على حد علمنا. المعرض للخطر هو الاستقرار الاقليمي ولا يمكننا تصور كيف ان دولة تمثل تهديدا لهذا الاستقرار يمكن ان تحضر هذا المؤتمر." وبعيدا عن السؤال بشأن الدول التي ستحضر المؤتمر لم يتضح بعد ما اذا كان طرفا الصراع في سوريا سيقبلان به. وفي السابق طالبت المعارضة السورية الرئيسية - التي يتوقع أن تقرر موقفها في الأسبوع المقبل - برحيل الأسد قبل أي محادثات. ودفع ارتفاع أعداد القتلى وتقارير جديدة عن فظائع وشكوك في احتمال استخدام أسلحة كيماوية واشنطنوموسكو إلى الدعوة لعقد المؤتمر بعد شهور من الجمود الدبلوماسي. وقال بان بشأن اقتراح عقد المؤتمر "يجب الا نفقد القوة الدافعة". وأضاف عقب محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "هناك آمال كبيرة في أن يعقد هذا الاجتماع في أقرب وقت ممكن." وقال دبلوماسي غربي في الاممالمتحدة في نيويورك ان الموعد المستهدف للمؤتمر هو الفترة من العاشر حتى الخامس عشر من يونيو حزيران لكن الامر يتوقف على استعداد الطرفين السوريين. وتتمثل خطة بديلة في عقد مؤتمر دولي ثم اجتماع السوريين في وقت لاحق عندما يكونون مستعدين. وتحدث بوتين هاتفيا مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وقال مكتب كاميرون انه قال للرئيس الروسي انه يدعم المبادرة الامريكية الروسية. وأوضحت روسيا انها تعتقد ان ايران يجب ان تحضر المؤتمر. وقال لافروف في اشارة إلى مؤتمر دولي بشأن سوريا قبل نحو عام "موسكو تنطلق من موقف مفاده أنه يجب دعوة كل الدول المجاورة وايران والسعودية والمشاركين في مؤتمر جنيف الأول." وأسفرت محادثات جنيف العام الماضي عن اتفاق على تشكيل حكومة سورية انتقالية لكن دب الخلاف بين الولاياتالمتحدةوروسيا حول ما إذا كان هذا يعني ضرورة رحيل الأسد. وتقول موسكو انه يجب الا يكون رحيل الأسد شرطا مسبقا للحل السياسي لكن معظم شخصيات المعارضة استبعدت اجراء محادثات ما لم يتم استبعاد الأسد ودائرته المقربة من أي حكومة انتقالية مستقبلية. وقال لافروف ان مشاركة المعارضة أساسية. وتابع قوله "الشيء المهم الآن هو معرفة هي الأطراف السورية التي لديها استعداد للمشاركة في هذا المؤتمر وبدون هذا لن يحدث أي شيء على الاطلاق." وذكرت الولاياتالمتحدة يوم الخميس أنها لا تستبعد أو تشترط وجود أي طرف في المؤتمر. وزاد الضغط على الدول الغربية للتحرك بعد تقارير عن أن قوات الاسد استخدمت أسلحة كيماوية وهو ما وصفه الرئيس الامريكي باراك أوباما وزعماء غربيون آخرون بأنه "خط احمر". ويقول البيت الابيض إنه يعتقد أن القوات السورية استخدمت على الارجح الغاز السام لكن الادلة غير مؤكدة. وتبادل الاسد ومقاتلو المعارضة الاتهامات باستخدام الاسلحة الكيماوية في حلب في مارس آذار وفي حمص في ديسمبر كانون الاول. وسوريا ليست طرفا في المعاهدات الدولية التي تحظر استخدام الغاز السام لكنها تقول إنها لا يمكن ان تستخدمه في صراع داخلي. ويقول مقاتلو المعارضة إنهم ليس لديهم هذا النوع من الغاز. ويقف فريق من خبراء الاسلحة الكيماوية تقوده الاممالمتحدة مستعدا منذ اكثر من شهر للتحقيق في المزاعم المتبادلة لكنه تعطل بسبب الخلافات الدبلوماسية والمخاوف الأمنية. وحث بان سوريا اليوم على السماح للخبراء بالدخول دون قيد. وتريد سوريا أن يقتصر تحقيق فريق الأممالمتحدة على هجوم حلب لكن بان يريد أن يغطي التحقيق الواقعتين. وقال بان "من المؤسف أن فريق التحقيق لم يتمكن من زيارة ودخول سوريا للتحقيق على ارض الواقع... لدي تفويض بإجراء تحقيق متى تكون هناك مزاعم واينما تكون هذه المزاعم." وأضاف أن قائد الفريق العالم السويدي اكي سيلستروم "يجمع معلومات من مصادر مختلفة لكن من المهم جدا أن يتمكن من إجراء تحقيق على ارض الواقع" مضيفا أن الفريق مستعد للسفر في اي وقت. وقال لافروف إنه يعتقد أن سوريا يمكن أن توافق على إجراء تحقيق في مواقع أخرى بعد تحقيق في الواقعة التي حدثت قرب حلب.