قدمت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية أول دليل من مصدر مستقل عن استخدام سلاح كيماوي في القتل في سوريا، وأعلنت أن نحو 355 شخصاً يعانون عوارض سمية تضرب الجهاز العصبي، توفوا في مستشفيات داخل سوريا تتلقى الدعم من هذه المنظمة، وعولج 3600 آخرون من العوارض نفسها، ونفى الائتلاف الوطني السوري المعارض مزاعم النظام بارتكاب المعارضة مجزرة الغوطة، وجدد الائتلاف اتهام النظام بالتورط على أعلى المستويات في استخدام السلاح الكيماوي، في وقت عقد الرئيس الأمريكي أمس اجتماعاً مع فريقه الأمني لبحث كيفية الرد عن الاستخدام المفترض لأسلحة كيماوية في سوريا، ونشرت البحرية الأمريكية مدمّرة إضافية في البحر الأبيض المتوسط، مع درس مجموعة خيارات للسيناريوهات المحتملة . وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن المعارضة السورية سجلت مكاسب مهمة في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، بالسيطرة على معظم مدينة أريحا الاستراتيجية، وعلى حارة البدو في مدينة درعا جنوباً، فيما تواصلت الاشتباكات والمعارك في أكثر من مكان، وهزّ انفجار برج الروس في القصاع وسط دمشق مخلّفاً 5 قتلى وجرحى . وقالت منظمة أطباء بلا حدود، إن التدفق الكثيف للمرضى في وقت قصير جداً منذ 21 أغسطس/ آب، وإصابة بعض المسعفين والعاملين على تقديم الإسعافات الأولية بالعدوى، كل ذلك يرجّح بقوة حصول تعرض شامل لعنصر سمّي يضرب الجهاز العصبي . واعتبرت المنظمة أن هذا الأمر يشكّل خرقاً للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر تماماً استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية . وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه أحصى سقوط 322 قتيلاً بينهم 54 طفلاً قرب دمشق، الأربعاء الماضي، بغازات سامة، استناداً إلى تقارير طبية وشهادات من أطباء . وقال الأمين العام للائتلاف الوطني المعارض بدر جاموس: إن المعارضة هرّبت عينات أخذت من الضحايا إلى خارج سوريا لكي يفحصها الخبراء وأعلن مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقد اجتماعاً مع فريقه الأمني، أمس، لبحث كيفية الرد على الاستخدام المفترض لأسلحة كيماوية في سوريا، وأكد مسؤول في الدفاع أن البحرية الأمريكية نشرت مدمرة إضافية في المتوسط، ما يرفع إلى أربع عدد السفن الحربية المجهزة بصواريخ "كروز" من طراز "توماهوك" في المنطقة، وقال مسؤول إن فريق أوباما للسياسة الخارجية يدرس مجموعة من الخيارات للرد على الهجوم الكيماوي في حال ثبت حصوله، لكنه أشار إلى أنه لا يجري البحث في إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا أو نشر قوات على الأرض، وذكر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن جميع المؤشرات تشير إلى أن النظام السوري يقف وراء "مذبحة الكيماوي"، وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن المعارضة أكدت أنها ستتعاون مع خبراء الأممالمتحدة . ودعا رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا المجموعة الدولية، بدءاً بالولايات المتحدة إلى التدخل ب "طريقة جدية" في سوريا، بعد الهجوم المفترض بالأسلحة الكيميائية الذي شنه النظام السوري، وقال: أطلب من المجموعة الدولية أن تنتقل من الأقوال إلى الأفعال، لدينا ما يكفي من الأقوال ونحن نحتاج إلى تدابير وإجراءات من جانب الأممالمتحدة . وأضاف الجربا: أطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بأن يكون مسؤولاً، سواء على الصعيد الشخصي أو باسم بلاده، وأطالب بالموقف نفسه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورؤساء الدول العربية . وشدد رئيس الائتلاف السوري المعارض على أنه من الواضح جداً أنهم بعد الهجوم الأخير مضطرون للتدخل بطريقة جدية لوقف عمليات قتل السوريين المستمرة، ووصف رد فعل المجموعة الدولية بأنه "معيب" .